قال الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين: إن الكيان الصهيوني كان يحسب لمصر ألف حساب في زمن الرئيس الشرعي محمد مرسي. وأبرز -في حواره مع موقع "الشروق" الجزائري- أن "إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن الرئيس محمد مرسي، لأن مرسي أرسل على الفور رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هشام قنديل وبعض الوزراء والمساعدات لقطاع غزة، وخشيت إسرائيل لو أنها استمرت في عدوانها أن تعيد مصر النظر في اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، لذا سارعت إلى التوصل لحل كان يميل لصالح الفلسطينيين إلى حد بعيد، فمن جهة انسحبت إسرائيل 300 متر على نطاق كل شرق وشمال قطاع غزة، وسمحت بالصيد 12 ميلا في البحر، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، وهذه الحقيقة دور مصر لعب الدور المرجح لنا في ميزان القوة". وأكد المؤرخ والسياسي الفلسطيني, أن "التوتر الذي كان موجودا هذه المرة، وهو توتر مفتعل ولا مبرر له وغير مفهوم على الإطلاق، بين الحكم المصري وبين حماس بالذات، ومردوده على الشعب الفلسطيني". وأوضح أن "دور مصر دور مهم جدا، سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية، ولو تخلت مصر عن دورها القومي والإنساني والقانوني والأمني القومي فستخسر هي وسنخسر نحن الفلسطينيين". ولم يغفل "ياسين" عن شجب سلوك "بعض الإعلاميين الأمنجية -الذين ينتمون إلى الآلة الأمنية- وفلول مبارك، إذ شمتوا بالشعب الفلسطيني لما يلاقيه، وامتدحوا الأداء الإسرائيلي، وبعضهم شكر علنا نتنياهو على أنه سيخلصهم من حماس". وأضاف أن الوضع الطبيعي بين مصر وفلسطين، أن فلسطين قضية مصرية، وأن مصر تقاتل في فلسطين دفاعا عن مصر، وأن مستقبل مصر راهن بمستقبل فلسطين دائما، فالملك الفرعوني أحمس، عندما طرد الهكسوس وصل حتى الأهواز جنوب غرب العراق، ومن هنا تبدأ حظوظ مصر، وإبراهيم باشا عندما احتل الأراضي السورية كلها، وصل عند جبال طوروس على حدود تركيا، وهنا يبدأ الأمن القومي المصري، فالأمن القومي المصري، يبدأ عند منابع النيل في الجنوب، وجبال طوروس والأهواز في الشمال وفي الشرق، وفلسطين في قلب خط الدفاع الأول عن مصر. وأوضح أن "أبناء غزة قاتلوا دفاعا عن كل الأمة العربية عموما، وعن مصر خصوصا، فلم يكن يجوز أن يسود هذا التوتر مع هذه العلاقة، ثم أنا أربأ بأي دولة عربية بأن تلعب دور الوسيط بين الشقيق الضحية وبين العدو المجرم، لا وسطاء. يعني عندما يأتي وسيط خارجي هذا شيء طبيعي، لكن بوليفيا تأخد موقفا أشد، والأرجنتين أشد، وتشيلي أشد، وأين باقي الدول العربية، وأنا أسجل هنا موقف الجزائر، والذي أدى إلى تعرض علاقتها بدولة عربية إلى التوتر بسبب قطاع غزة، لأنها بعثت مساعدات، أوقفت عند الحدود، وهذا عمل توتر بين مصر وبين الجزائر. وقال: "أنا أرى أن مصر لن تكون مجرد وسيط فقط، ينقل بين الطرفين، فالمفاوضات لن تكون مباشرة، مصر ستقوم بنقل المطالب والحقوق الفلسطينينة للجانب الإسرائيلي، هذا الدور كنت لا أتمناه لمصر، أما أنها ستأخذه، فأنا لا أعتقد بأنها ستكون محايدة، أو هي متحيزة للطرف الإسرائيلي هذه المرة". وأشار إلى أنه "عندما قامت إسرائيل بشن هذه الحرب على قطاع غزة قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية، إن رجلا وحيدا يتحكم في مصير نتنياهو هو محمد الضيف، ومحمد الضيف قائد القسام، وهو رجل قعيد "مشلول"، لا يستطيع التحرك، لكن هذا الرجل المشلول يتحكم بمن يمتلك أقوى ترسانة عسكرية في العالم، الترسانة الأمريكية". وندد بالوقاحة الأمريكية التي "وصلت إلى حد أن تعرض وساطتها وتفتح مخازن أسلحتها للإسرائيليين".