* شيطنة المقاومة وتشويه القيادات أبرز أدوات لدعم الصهاينة إعلام الانقلاب * كاتبة تطالب بطرد الفلسطينيين من مصر ومذيعة تقول على الهواء "ما يتقتلوا واحنا مالنا " * إعلامي يرفع الحذاء للمقاومة ويعلن انحناءه احتراما لإسرائيل لم تقتصر مباركة ومساندة الانقلاب العسكري في مصر للعدوان الإسرائيلي على غزة عند حدود إغلاق المعابر أمام الجرحى والمصابين أو إحكام الحصار عليهم بعد تفجير مئات الأنفاق- تحت مزاعم وهمية– وهي الحرب على الإرهاب؛ وإنما كان للإعلام الانقلاب الدور الأبرز في مساندة الكيان الصهيوني في حربه على غزة من خلال محاولاته الشيطانية لتزييف الواقع وقلب الحقائق وتسكين الضمير الحي؛ فقد تفوق إعلام العار على إعلام الصهاينة في تبني المنهج الصهيوني في تشويه وشيطنة المقاومة, وحمل على عاتقه مهمة استعداء الشعب عليها وسلب أي تعاطف مع الفلسطينيين.
فقد أصبحت المقاومة الفلسطينية -كما يروج لها إعلام الانقلاب- هي الخطر الذي يجب الخلاص منه وهي العدو الذي يجب الإطاحة به وأصبحت إسرائيل هي المُخلص من هذا الخطر والقاهر لهذا العدو، وبهذا المنطق الشيطاني لم يجد إعلامي الانقلاب حرجا في أن يساندوا ويباركوا مجازر الصهاينة ضد أبناء غزة.
"الحرية والعدالة" ترصد في هذا التحقيق أبرز جرائم إعلام الانقلاب ضد الفلسطينيين على مدار ما يقرب من شهر على العدوان، فقد شن إعلام الانقلاب في بداية العدوان هجومًا على قادة المقاومة الفلسطينية، من خلال بث شائعات تهدف إلى تشويه المقاومة في تبنٍّ واضح لمنهج الحرب النفسية الذي تقوده إسرائيل ضد الفلسطينيين، وكان أبرز القادة الذين سعوا لتشويههم هو إسماعيل هنية -رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية– حيث نشرت له صور مفبركة وهو يحتسي الخمر مع عدد من القيادات اليهودية، مما يدعم وجهة نظرهم بأن حماس صنيعة إسرائيلية! ومن جانبهم أكد نشطاء المقاومة أن هذه الصورة يعود تاريخها لعام 2009 وهي صورة "أفيجدور ليبرمان" الوزير الإسرائيلي المثير للجدل, وقد تم نزع وجهه ووضع وجه إسماعيل هنية ببرنامج خاص بتركيب الصور.
واقرأ أيضًا: حسام عقل: إعلام الانقلاب أحد أذرع الانقلاب في تشويه المقاومة الفلسطينية كما ادّعى إعلام الانقلاب أيضًا أن إسماعيل هنية، اشترى عام 2010 بيتًا مساحته 2500 متر مربع، في حي الرمال الفاخر بغزة، وكانت كلفته 4 ملايين دولار، كما ادعوا كذبا أن ثروة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة من 2 إلى 5 مليارات، أما السيد موسى أبو مرزوق فتبلغ ثروته –بحسب زعمهم- ثلاثة مليارات دولار، علاوة على أساطيل السيارات الفارهة والشقق الفخمة في عواصم عالمية. كما شارك في مسلسل تشويه قادة المقاومة الانقلابي حمدي رزق رئيس تحرير مجلة "المصور" في مقال بعنوان "ولماذا لا يستشهد أبناء وأحفاد قادة حماس؟"، زعم فيه أن أبناء القادة يعيشون في رغد، بينما أبناء فلسطين هم الذين يسقطون شهداء، ما دفع نشطاء مواقع اجتماعية للهجوم عليه بكثافة، ووصفه بالجهل وذكر أسماء أبناء قادة استشهدوا وأسماء قادة حماس أنفسهم، الذين ارتقوا شهداء.
التحريض على المقاومة ولم يكن تشويه قيادات حركة حماس هي وسيلة إعلام الانقلاب فحسب؛ بل كان لدعوات التحريض على حماس دور بارز خلال عام من الانقلاب، ولا سيما بعد العدوان الأخير على غزة؛ ففي إطار دعوات إعلام الانقلاب الصريحة لدعم الصهاينة في حربهم على غزة طالبت مذيعة بقناة "الفراعين حياة الدرديري" القيادة المصرية بمساعدة إسرائيل للقضاء على حماس وتدميرها، معتبرة أن الحركة انتهكت السيادة المصرية عند الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وهو ما أشادت به القناة الثانية الإسرائيلية.. ومن المذيعة إلى رئيس القناة لم يختلف الأمر كثيرا؛ حيث زعم توفيق عكاشة رئيس قناة "الفراعين" أن المصريين على استعداد لإرسال المساعدات في حال تمكّن فلسطينيغزة من الإطاحة بحكم حماس في القطاع، واصفا أهل غزة بالنعام الذي يضع رأسه في الرمل، وتعليقا على رفض حماس للمبادرة المصرية رفع "شبشبا" على الهواء، قائلا "الشبشب ده باسم شعب مصر كله، على وجه مبادرة حماس، وعلى وجه مبادرة قطر، وعلى وجه مبادرة تركيا" وأضاف "إن غزة لا يوجد فيها رجال.. ولو كان فيها رجال لقاموا بثورة على حماس"، وهاجم كل من يظهر في وسيلة إعلام ويتحدث عن غزة، واصفًا إيّاه ب"الكلب مثل حماس!
واقرأ أيضًا: نرمين عبد السلام: إعلام الانقلاب تفوق في خيانته على إعلام الصهاينة في حين دعت لميس جابر، على صفحتها على "فيس بوك" إلى طرد كل الفلسطينيين من مصر ومصادرة أملاكهم ومتاجرهم والقبض على كل متعاطف واتهامه بالخيانة العظمى وإلغاء موضوع القضية الفلسطينية من المناهج والإعلام والصحف. وأضافت "الجرحى الفلسطينيون يعالجون في المستشفيات المصرية على حسابنا، وهنية ومشعل يتمتعان بقضاء شهر رمضان المعظم في أوتيلات سبع نجوم في قطروتركيا". أما مذيعة التلفزيون المصري حكمت عبد الحميد، فقد علقت على مطالب المقاومة بفتح معبر رفح، قائلة "المبادرة المصرية تم رفضها من حماس، لأنهم عايزين يملوا شروطهم على مصر.. ما تتقتلوا.. إحنا مالنا!!!