"فلتذهبوا إلى الجحيم غير مأسوف عليكم".. مغامرات هنية مع "نساء الموساد".. "حماس تستفز إسرائيل".. هنا القاهرة وليس تل أبيب فى الوقت الذى بكى فيه الملايين من مختلف بلدان العالم، على اختلاف جنسياتهم وأديانهم على ما يتعرض له قطاع غزة من قصف غاشم على أيدى القوات الإسرائيلية، لم يخف مذيعون وإعلاميون مصريون تشفيهم فى شهداء وجرحى القطاع المذبوح، متخذين من كرههم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" علة يبررون بها قصف المحتل للأراضي الفلسطينية. لم يقف الأمر عنذ هذا الحد بل شكر بعضهم وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون على قصفه للقطاع ومحاربته لما يصفونه ب "الإرهاب"، مطالبين السلطات المصرية بحصار جرحى غزة بغلق معبر رفح. ومن بين هؤلاء أمانى الخياط، التي صبت فى برنامجها على فضائية "أون تى في"، اتهامات لا حصر ها ضد "حماس"، واقتطعت أكثر من 15 دقيقة من برنامجها لذلك، قائلة: "حماس تريد أن تغتسل بالدم الفلسطينى فضرب صواريخ باتجاه إسرائيل نتيجته عملية موسعة للطيران الإسرائيلى ومحتمل تدخل بري". وأضافت: "رفح حدودنا الشرقية ودى حماس الذراع العسكرية للإخوان الإرهابية، الإدارة المصرية الجديدة فى اختبار: كيف ستضبط الأوضاع فى بوابتنا الشرقية؟، حماس تتمنى أن تجد لنفسها موطئ قدم بتصدير حالة الضحية". أما توفيق عكاشة، مالك قناة "الفراعين" فقد شن حملة على "حماس"، محملاً إياها مسئولية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. واصفًا "كتائب القسام" ب"الكلاب"، مدافعًا عن موقف إسرائيل ومبرّرًا العدوان بالقول إن "حماس خطفت المستوطنين الثلاثة وقتلتهم ما اضطر إسرائيل للرد دفاعًا عن نفسها". وانتقد عكاشة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك فى برنامجه "مصر اليوم" على قناة "الفراعين"، لإرساله قوافل إغاثة لقطاع غزة، وخاطبه قائلاً: "إيه يا عم السيسي، إيه يا عم الريس، أنت عايز تموّتني، أنت عايز تعلّيلى السكر وتموّتنى بالحداقة"، مضيفًا: "لو عبدالناصر عايش كان ضرب حماس بالطيران". وهاجم عكاشة، "حماس"، قائلاً: "فلتذهبوا إلى الجحيم غير مأسوف عليكم". وطالب الشعب الفلسطينى فى القطاع بالثورة على الحركة، وحمّل أهالى القطاع مسئولية ما ترتكبه حماس من "حماقات" كما سماها، مضيفًا: "لو مقمتوش بثورة على حماس يبقى تستاهلوا ضرب الجزمة". وفور أن شن عكاشة الهجوم على الحركة، احتفى به الإعلام الإسرائيلي، وقام حساب "إسرائيل بالعربية" على "تويتر" بنشر الفيديو الخاص به، واستشهد بتصريحاته حول "حماس" وقال "الإعلامى المصرى توفيق عكاشة يقترح حلاً لحماس" فى إشارة لمطالبته أهالى القطاع بالثورة. أما حياة الدرديري، المذيعة بقناة "الفراعين"، فقالت حرفيًا: "الشعب المصرى لن يقبل من قواته المسلحة إلا ضرب بؤر الإرهاب فى غزة، وتدمير حماس بعمليات عسكرية"، مضيفة "نحن كمصريين لن ننسى حين اعتدت حماس على السيادة المصرية، وشاركت فى اقتحام السجون، وساعدت فى قتل الأبرياء أيام ثورة 25 يناير". وأشادت القناة الثانية الإسرائيلية بمذيعة "الفراعين"، بعد مطالبتها مصر القيام بمساعدة إسرائيل للقضاء على "حماس". وضمن الحرب الإعلامية المصرية على المقاومة الفلسطينية، بث المذيع محمد الغيطي، ما زعم أنها "مغامرات إسماعيل هنية" رئيس حكومة فلسطين مع سيدات بالموساد وعلاقته الوطيدة بإسرائيل". وعرض الغيطي، خلال برنامجه "صح النوم" على قناة "التحرير"، عددًا من الصور المركبة، والتي تفبرك علاقة لهنية مع "نساء الموساد" وشربه الخمر معهن، كما زعم أنه عندما مرض ابن هنية نقله إلى مستشفى في "تل أبيب". في حين هاجم الإعلامى أحمد موسي، حركة "حماس" ورئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل، ودعاه إلى "التوجه إلى غزة لرعاية رعيته بدلاً من حياة البذخ التى ينعم بها فى قطر، بينما يعانى سكان غزة"، حسب قوله. وحرض موسى الشعب الفلسطينى على "دحر الاحتلال الصهيونى والحمساوى لقطاع غزة"، وقال إن ما يحدث فى غزة سببه الأول والأخير هو حماس. بينما اعتبر الإعلامى أسامة منير، عبر برنامجه "90 دقيقة" على قناة "المحور"، أن كتائب المقاومة الفلسطينية هى التى تقوم باستفزاز الجيش الإسرائيلى حتى يقوم بشن غاراته على قطاع غزة لكسب التعاطف الشعبى معها، دون أن يكون لدى المقاومة القدرة على صد العدوان أو الرد على القصف الإسرائيلي. وألمح "منير" إلى أن حماس تتهرب من المواجهة مع إسرائيل بقوله : "انتظرت الرد المزلزل الذى توعدت به القسام، لكنها أظهرت بدلاً منه صمتًا مزلزلاً أثبت أنها لا تمتلك إمكانية للرد، وبعد ذلك استغاثت حماس بالدول العربية لتوريطها فى حرب مع إسرائيل". لم يقتصر الأمر على الإعلاميين، فقد انضم مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم إلى جوقة المهاجمين ل "حماس" انطلاقًا من عدائه ل "الإخوان المسلمين"، قائلاً إن "جميع الفلسطينيين سواء فى غزة أو فى أى مكان آخر، يكرهون حماس"، مشيرًا إلى أنها "تواجه الكره ذاته الذى تواجهه جماعة الإخوان المسلمين فى مصر". وأضاف خلال حلقة من برنامجه "الطريق"، الذى يذاع عبر فضائية "التحرير": "لا يجب أن يختزل الشعب الفلسطينى فى قلة قليلة اسمها حماس، ولا يحق لأحد أن يزايد على المصريين فى القضية الفلسطينية، فمصر قدمت لفلسطين الكثير من التضحيات والأرواح والأموال". وعلى صفحات الجرائد المصرية، تبادل صحفيون مصريون مع صحف إسرائيلية نشر وبث شائعات عن قادة المقاومة الفلسطينية، لتشويه المقاومة لدى الرأي العام المصري، وضمن الحرب النفسية الإسرائيلية علي المقاومة. وشارك في مسلسل تشويه قادة المقاومة الصحفي حمدي رزق رئيس تحرير مجلة "المصور" في مقال بعنوان "ولماذا لا يستشهد أبناء وأحفاد قادة حماس؟" زعم فيه أن أبناء القادة يعيشون في رغد، بينما أبناء فلسطين هم الذين يسقطون شهداء، ما دفع نشطاء مواقع اجتماعية للهجوم عليه بكثافة، ووصفه بالجهل وذكر أسماء أبناء قادة استشهدوا وأسماء قادة حماس أنفسهم، الذين سقطوا شهداء. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مجلة "روز اليوسف" أن "إسماعيل هنية، لم يعرف في السنوات الأخيرة أية مشاكل اقتصادية حيث اشترى هنية عام 2010 بيتًا مساحته 2500 متر مربع، في حي الرمال الفاخر بغزة، وكانت كلفته 4 ملايين دولار" بحسب المجلة. بينما كتبت نائبة رئيس تحرير "الأهرام"، عزة سامي قائلة: "كتر خيرك يا نتنياهو وربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس والعمالة الإخوانية". أما قناة "سى بى سي" فقد كتبت على صفحتها على "فيس بوك" خبرًا عن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة واصفة ما تضربه إسرائيل بأنه "أهدافًا إرهابية"، إذ قالت: "طائرات سلاح الجو الإسرائيلى تغير على 12 هدفًا إرهابيًا فى غزة الليلة الماضية". وبعد انتقادات عديدة لتلك الصياغة التى لا تستخدم إلا فى الإعلام الإسرائيلي، اضطرت "سى بى سي" إلى تقديم اعتذار عن هذه التغطية، وقالت فى بيان لها: "نحن نعتذر عن هذا الخطأ من أحد العاملين فى قسم شبكات التواصل الاجتماعي، ونؤكد التزامنا بالثوابت العربية الممثلة فى دعم نضال الشعب الفلسطينى ضد العدو الإسرائيلي".