تجاهلت أغلب صحف وفضائيات الانقلاب في مصر العدوان الصهيوني علي غزة ، وركزت علي برامج المسابقات وأحلام الفنانات والإرهاب في سيناء ، ومبادرة السيسي لدعم الاقتصاد المصري ، فيما أبدت صحف وفضائيات تشفيها فيما يجري لحماس (الاخوانية) في غزة ، وأدن بعضهم حماس لإطلاقها صواريخ علي المدن الاسرائيلية ، ودعا البعض الأخر لعدم فتح معبر رفح لاستقبال جرحي غزة كما يجري في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل علي غزة . وكان العنوان المنشور علي صحيفة الأهرام اليوم الأربعاء على يمين الصفحة الأولى بعنوان :" إسرائيل تدك غزة ب"الجرف الصامد" ، مؤشر علي حالة السعادة بما يفعله العدوان الصهيوني ، فيما تجاهلت أغلب الصحف الحدث تماما . وسبق لنائبة رئيس تحرير الأهرام (عزة سامي) أن قالت عبر صفحة منسوبة إليها بموقع التدوينات المصغرة تويتر، قبل العدوان الأخير وتعقيبا علي اعتداءات اسرائيلية روتينية علي غزة : "كتر خيرك يا نتنياهو وربنا يكتر من أمثالك للقضاء علي حماس والعمالة الإخوانية" ، ما أثار حملة نقد شديدة لها دفعتها لغلق صفحتها علي تويتر ". واتهم الإعلامي المصري أسامة منير المقاومة الفلسطينية بافتعال المشاكل مع اسرائيل، وحملها مسؤولية الحرب على قطاع غزة ومقتل أبرياء ، حيث قال – في برنامجه "90 دقيقة" على قناة المحور - إن كتائب المقاومة الفلسطينية هي التي تقوم باستفزاز الجيش الإسرائيلي حتى يقوم بشن غاراته على قطاع غزة لكسب التعاطف الشعبي معها، دون أن يكون لدى المقاومة القدرة على صد العدوان أو الرد على القصف الإسرائيلي . وتابع : "كتائب القسام أعلنت قصف قاعدتين عسكريتين في إسرائيل، لكن إسرائيل أكدت أن صواريخ المقاومة غير مؤثرة، وفي المقابل استدعت تل أبيب 40 ألف جندي من الاحتياط لأنها جادة في حربها على غزة بعكس المقاومة " . وألمح "منير" الي أن حماس تتهرب من المواجهة مع إسرائيل بقوله : "انتظرت الرد المزلزل الذي توعدت به القسام، لكنها أظهرت بدلال منه صمتا مزلزلا أثبت أنها لا تمتلك إمكانية للرد، وبعد ذلك استغاثت حماس بالدول العربية لتوريطها في حرب مع إسرائيل". أما المذيعة أماني الخياط فقالت علي قناة "أون تي في" المملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس إلا "مسرحية هزلية" ، وتساءلت "الخياط" عبر تويتر: "لماذا لا يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي كما أسمتها "بؤر حماس الإرهابية" وهم يعلمون أماكنها جيداً؟ لماذا كل القتلى والمصابين من المواطنين المدنيين؟". واختتمت تدوينتها بمطالبة الحكومة المصرية بإغلاق الحدود مع قطاع غزة، وعدم السماح بعبور الجرحى الفلسطينيين إلى مصر . وكتب الصحفي الأمني نبيل شرف الدين يقول علي تويتر محرضا ضد حماس : "قتلوا جنودنا لدعم مرشدهم ومعزولهم .. سرقوا خبز فقرائنا وصدروا لنا السلاح والمخدرات .. لا يقول أحدهم كلمة طيبة بحق مصر التي خاضت كل حروبهم .. هذه حماس " . وكانت قناة "سي بي سي" الفضائية المملوكة لرجل الأعمال المصري محمد الأمين أحد الداعمين للانقلاب قد كتبت الأحد الماضي على صفحتها على فيس بوك خبرا عن الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة واصفه ما تضربه إسرائيل بأنه "أهدافا إرهابية" ، حيث قالت : "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تغير على 12 هدفا إرهابيا في غزة الليلة الماضية"، في إشارة لمواقع تابعة للمقاومة قصفتها الطائرات الإسرائيلية. وبعد انتقادات عديدة لتلك الصياغة التي لا تستخدم إلا في الإعلام الإسرائيلي فقط، اضطرت "سي بي سي" إلى تقديم اعتذار عن هذه التغطية ، وقالت في بيان لها: "نحن نعتذر عن هذا الخطأ من أحد العاملين في قسم شبكات التواصل الاجتماعي، ونؤكد التزامنا بالثوابت العربية الممثلة في دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي". وأعلنت محكمة مصرية في شهر مارس الماضي حركة حماس "منظمة إرهابية"، وأمرت بحظر أنشطتها في مصر، وغلق مقراتها ومصادرة ممتلكاتها وأموالها في البلاد ، ما دفع نشطاء للقول أن مصر قدمت بذلك الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب غزة .