ترى د. درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان- أن المعلومة الحقيقية المنقولة عبر وسائل إعلام مهنية سلاح يؤرق الاحتلال الإسرائيلي، ومعلوم أن نجاح المعركة في مواجهة الخصم والعدو تعتمد على كيفية إدارة المعركة دعائيا وإعلاميا، وكلما كانت الرسالة الإعلامية قوية وتتمتع بالمصداقية والشفافية تيقن المشاهد من صحتها ووصلت لقلبه وعقله ووجدانه. وبالفعل الإعلام الحقيقي للمقاومة الفلسطينية ثبت أقدام الحاضنة المجتمعية للمقاومة ممن يشكلون الرأي العام، ووسعت الحاضنة الشعبية للقوات في الميدان.
وأضافت في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن فضائيات "الأقصى" و"القدس"و"الجزيرة" استطاعت إلى حد كبير الالتزام بهذه المعايير وتغلغلت في نفوس وذهنية الرأي العام، ومن التأثير بقوة فيه وإقناعه بالحقائق، ونجحت "الجزيرة" في توخي الدقة وتقديم الرأي الآخر، وتركت للمشاهد استخلاص النتائج.
ووصفت أداء فضائية "القدس" بالمشرف بمواكبتها للأحداث دقيقة بدقيقة ورصد التطورات الميدانية من مجازر ومشاهد مؤلمة بالمستشفيات، فهي قناة نابضة وحية. ولذا يتربص العدو الإسرائيلي بكل وسائل الإعلام التي ترصد أعداد القتلى والمصابين في صفوفه ومجازره بمصداقية، وتكشف زيفه. على الجانب الآخر فقد المشاهد الثقة بفضائيات عربية كثيرة مغرضة ومزيفة.
وأكدت أن الكيان الصهيوني وقوات احتلاله ليس من مصلحته أن يعرف الجمهور بدقة حجم خسائره البشرية والمادية والصواريخ المصوبة نحوه وصور الذعر والخوف في صفوفه والتي ينقلها كلها قناة "الأقصى" لذا أصبحت في المرمى المباشر للهجوم الإسرائيلي. فحسب محللون المحتل الإسرائيلي بحالة العدوان يفرض قيود وإملاءات على الإعلام وما يتسرب من معلومات حتى لا ينهزم ويحبط الرأي العام الإسرائيلي الداخلي. وبالمقارنة أوضحت "شفيق" أن مصر بعد الانقلاب أصبح الإعلام فيها مسيسا وموجها وملكا للحاكم وسلطة الانقلاب، وصار من يريد الحقيقة لا يشاهد وسائل إعلام مصرية لا عامة ولا خاصة، لأنها لم تقم فقط بممارسة التعتيم على الحقائق بل تزوير الحقائق والكذب، بدعاية للتشويه المتعمد للمقاومة ولمناهضي الانقلاب، مما يحدث غفلة لبعض المتلقين عما يحدث ونجد شريحة من أنصاف متعلمين مغيبين ممن لا يشاهدون إلا هذه القنوات.