كشف د. خالد فهمي –أستاذ علم اللغة بكلية الآداب بجامعة المنوفية- أن الاستراتيجية الجديدة بين وزارتي الثقافة برئاسة "جابر عصفور" و"التربية التعليم" و"تدخل لجان المجلس الأعلى للثقافة مع "التربية والتعليم" في وضع المناهج التعليمية" تجاوز حدود استكمال مخطط التغريب والعلمنة، فالتيار العلماني المصري بفروعه المختلفة التي اتضحت بعد 3 يوليو سواء اليسار أو الليبرالية المتوحشة أو التيار العلماني الشمولي يتصورون أنفسهم وصلوا لمرحلة الحصاد لنتاج ما يقرب من 65 سنة حيث تحالف الاتحاد السوفيتي مع النظام الناصري واشترط التمكين لأتباعه في مصر في المجالين الثقافي والإعلامي، وهيمن هذا التيار العلماني عليهما وتمدد في أروقة الثقافة المصرية والإعلام، وتصريحات "عصفور" تمثل برأيهم نجاحات آن حصادها. ووصف "فهمي" الاتفاق بين وزارتي "الثقافة" و"التربية والتعليم" لمحاربة ما أسموه "الفكر الديني المتشدد" بتوقيع نهائي على علمنة الدولة المصرية، وحصاد للمشروع العلماني، الذي استطاع محاربة وتجريف أروقة الثقافة والإعلام من كل التيارات المعتدلة إسلامية وغير إسلامية، فيما تم التمكين لكل فروع التيار العلماني الثلاثة المتشددة داخله. وأكد "فهمي" أن الاستراتيجية الجديدة بين وزارتي "الثقافة و"التربية والتعليم" من الناحية المهنية فيها خلل، ولجان المجلس الأعلى للثقافة غير مؤهلة لتطوير مناهج التعليم، والتي تقتضي توليفة معينة من علماء ومحكمين وخبراء متخصصين. وبشأن إعلان وزارة الثقافة محاربة "الفكر الظلامي" من خلال المقررات التعليمية ورحلات للطلاب لإيطاليا نبه "فهمي" إلى أن الفصيل العلماني يمارس تلاعبا بعلم اللغة بالألفاظ المائعة فليس هناك مصطلح اسمه "الظلامي" متسائلا وهل إيطاليا ليس بها تيارات متشددة؟ ولفت "أستاذ علم اللغة" أن صراع بين وزارة الثقافة و"الأزهر" فضح النوايا؛ فلا اعتبار لأنبياء ولا قداسة ولا ثوابت ولا لآراء فقهية معتبرة. فالتيار العلماني مجموعة يحسنون العمل المخابراتي والأمني لا العمل الثقافي، فالوزير المزعوم "جابر عصفور" مارس الوشاية ب"عباس شومان" وكيل الأزهر بمقال بالأهرام، وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة. وهذا النهج العلماني بالسيطرة على مؤسسات التعليم مستمر منذ أيام "طه حسين" حيث إن عقل التلاميذ المصريين المسرح الأوسع لكل التغيرات التي يتبناها أي هذا الفصيل، فطه حسين منذ أكثر من 70 سنة أراد تسليم مصر للعلمانية الغربية، وصدر نفسه للمجتمع على أنه "أبو التربية المصرية" بكتابه "مستقبل الثقافة في مصر" ثم عين وزيرا للمعارف بأكثر من حكومة، ليطبق مشروع العلمنة المصرية، ويطبق كتابه وفيه "إن مصر جزء من أوروبا ولا علاقة لها بالعالم الإسلامي والعربي"، ويفتخر "جابر عصفور" بأنه تلميذ "طه حسين" ووريث مشروعه وحامي حماه.