تفاعل مراقبون وناشطون على موقع (إكس) مع هاشتاج #صفقة_الغاز بين مصر والكيان الصهيوني، والتي أثارت موجة واسعة من الرفض على منصات التواصل الاجتماعي، حيث دافع اللجان عن الخطوة الاقتصادية البحتة، لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة، إلا أن الغالب رآها خطوة غير مبررة بعد الإبادة في غزة واعتبرها آخرون تفريطًا في السيادة الوطنية وارتهانًا لمصالح الاحتلال. وبالفعل أعلن موقع "واللا" العبري، أن مصر استجابت لطلب "إسرائيلي"، بتقليص وجودها العسكري في سيناء بعد توقيع صفقة الغاز، حيث بدأت القاهرة تقليصًا جزئيًا لقوات الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك المناطق القريبة من الحدود. إلا أبرز من هاجم نتنياهو بعد أن رفض الصفقة قبل نحو 3 إلى 4 أشهر مضت ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، هو من خرج بتصريحات رسمية ليدافع عن الصفقة وادعاء "أن الصفقة تجارية بحتة، أُبرمت وفق اعتبارات اقتصادية واستثمارية، ولا تحمل أي أبعاد أو تفاهمات سياسية". وزعم أن "الاتفاق تم بين شركات دولية معروفة مثل «شيفرون» الأمريكية، وشركات مصرية مختصة بالنقل والتداول، دون تدخل حكومي مباشر" إلا أن نتنياهو نفسه أعلن أن الصفقة ب112 مليار شيكل الأضخم في تاريخ الكيان ومنها 58 مليار لصالح حكومته. وادعى "رشوان" أن "الهدف هو تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي لتداول الغاز في شرق المتوسط، اعتمادًا على البنية التحتية المتقدمة في محطات الإسالة وشبكات النقل" غير أن ناشطون فلسطينيون تساءلوا عن النمو الناتج عن التربح من المسروق سواء كان غاز أو غيره لاسيما وأن الاحتلال بعدما استحل بالقتل مع على وجه الأرض استحل أيضا ما في باطن الأرض الفلسطينية من خيرات. ولذلك كان من أكبر ما أدعاه أن "موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت، يقوم على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، رفض التهجير القسري، والتمسك بحل الدولتين. كما أشار إلى دور مصر في إفشال مخططات التهجير وطرح مسار إعادة إعمار غزة، وهو ما ظهر في قمة شرم الشيخ الأخيرة". الباحث في المعهد المصري للدراسات بإسطنبول محمود جمال وعبر @mahmoud14gamal قال: "إن حماية المصلحة الوطنية المصرية كانت تقتضي إعادة تقييم شاملة لسياسات الطاقة، انطلاقًا من منطق السيادة لا من حسابات الربح الآني، ومن رؤية استراتيجية طويلة لا من ترتيبات ظرفية، فأمن الطاقة هو جزء لا يتجزأ من أمن الدولة، والتفريط فيه بأي صورة لا يمكن تبريره تحت أي عنوان.. #صفقة_الغاز". https://x.com/mahmoud14gamal/status/2002016583980404832 وقال رشوان إن "مصر تمتلك قدرة على تنويع مصادر الغاز من أكثر من شريك ومسار، ما يمنحها مساحة واسعة للمناورة بعيدًا عن الضغوط." في حين اندلقت مصر على الصفقة بمجرد موافقة النتن ياهو وتدخل ترامب مع تشنيع اللجان على سعر أعلنته قطر لغازها. عدد من المعلقين، مثل الدكتور يحيى غنيم وحزب تكنوقراط مصر، أشاروا إلى أن مصر كان يمكنها استيراد الغاز من قطر أو الجزائر أو روسيا بأسعار أقل وشروط أفضل، بل إن القناة 12 العبرية كشفت عن عرض قطري لتزويد مصر بالغاز، لكن النظام المصري تردد وفضّل البقاء تحت الاعتماد على إسرائيل، رغم استخدام الأخيرة للملف كورقة ضغط سياسية.
وتعجب حساب @Dreamer6060 "#صفقة_الغاز مصر باعت غازها على "إسرائيل" بأقل من دولار في 2005 ولأن تستورد غاز إسرائيل ب 7 دولار لكل مليون وحده حرارية، عبقرية استراتيجيه". https://x.com/Dreamer6060/status/2002014889603125505 وعلق حساب المجلس الثوري المصري @ERC_egy، "#ضياء_رشوان يكذب نفسه بنفسه، صرح رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات اليوم أن #صفقة_الغاز بين مصر وإسرائيل لا تنطوي على أي أبعاد أو تفاهمات سياسية من أي نوع، لكن منذ شهرين فقط، كان ينصح #نتنياهو بأهمية الصفقة لاقتصاد إسرائيل ويهاجمه لأنه يضغط على مصر ويلوح بحرب #نتنياهو_يحلب_مصر".
https://x.com/ERC_egy/status/2001744890368266423 أما عمر عبدالهادي @3mar3ziz فكتب "#صفقة_الغاز، كل دولة لديها الحرية في إدارة شئونها الداخلية كما ترى ، ولكن التعدي على دول اخرى بان امريكا تحلب دول الخليج وهي استثمارات اقتصادية ومنفعة متبادلة ، وتأتي عند مصر وتقول انتصار اقتصادي ؟! كفاكم متاجرة بقضايا الآخرين ، واستحوا على وجوهكم ".
https://x.com/3mar3ziz/status/2001643767942803497 وزير خارجية تونس د. رفيق عبد السلام @RafikAbdessalem تساءل عن المدافعين عن الصفقة قائلا: ".. هل هذا الرجل يستهبل نفسه أم في المصريين والعرب؟، هل خيارات الطاقة تنفصل عن السياسة خصوصا في منطقتنا المسكونة بالصراعات والحروب والدماء؟ وهل تعقد اسرائيل صفقات بيع أو شراء من دون حسابات سياسية يأتي على رأسها رهن العرب والتحكم فيهم والعبث بمصائرهم؟". وأضاف "كان يسع مصر أن توقع صفقة بشروط أفضل بكثير مع قطر ولكن السيسي كابر وعاند وأصر على هذه الصفقة مع دولة الاحتلال والمحتلين خوفا وطمعا".
انتقادات شعبية واسعة واعتبر آخرون أن مصر سجّلت "هدفًا في نفسها" بثمن 35 مليار دولار، مرهونة لأمن إسرائيل لسنوات قادمة. هذه الانتقادات ركزت على البعد الأخلاقي والسياسي، معتبرة أن الغاز الإسرائيلي مسروق من مصر وفلسطين، وأن تشغيل المصانع والكهرباء به يمثل لعنة على المصريين. وقال @mostafadabrny "السعودي بعد ما بلده دفعت لترامب تريليون و500 مليار دولار آخر 10 سنين ، واشترى بمليارات الدولارات تكنولوجيا تجسس من "إسرائيل" .. جاي يشتمنا عشان جبنا غاز بنص سعره (بأقل من الفلوس اللي دفعها لإسرائيل عشان تكنولوجيا يتجسسوا بيها على بعض)". وعلق طلال @TALAL_1955111 واصفا الصفقة بأنها "صفقة عار" وخيانة لغزة، "#صفقة_على_حساب_القضية .. #صفقة_الغاز_خيانة_لغزةط.
https://x.com/TALAL_1955111/status/2002052868329938966 توفر الغاز القطري وقال حساب @Veteran_Politc : "..رغم توافر الغاز القطري وبسعر أقل، وبشروط تسهيل أفضل بكثير، إلا أن القزم صمم يربط أمننا ومصيرنا بالغاز الإسرائيلي، هذا الشخص لا يحكم بلداً، بل يدير صندوق دعم للاحتلال من عرق وشقاء المصريين، يشتري منهم الغاز بأغلى ثمن، ويهديهم نصف تكلفة حربهم في صفقة مشبوهة، بينما يعيش شعب مصر في الظلام، مغلول اليد عن نصرة إخوته بفعل محبس الغاز الذي وضعه في يد عدوه". وأضاف @ERC_egy "مبروك يا مصريين. جبنا جون في نفسنا ثمنه 35 مليار دولار، بجانب رهن أمننا القومي للمجرم #نتنياهو ومخابيل حكومته لعدة سنوات قادمة، كيف سترى مصر أي خير وأي بركة عندما يكون الطعام الذي نأكله مطبوخ بالغاز الإسرائيلي المسروق من مصر وفلسطين، ويكون كل إنتاج مصانعنا يعمل بكهرباء من محطات تعمل بالغاز القادم من الاحتلال؟ نحن مقبلون على لعنة كبيرة والله. https://x.com/ERC_egy/status/2001730545894477857 البعد الإقليمي والدولي مغردون مثل Bebovich ذهبوا أبعد من ذلك، معتبرين أن إسرائيل تحكم القاهرة منذ 2013، وأن الجيش المصري هدفه الاستراتيجي ألا يحارب، بل أن يقمع أي مقاومة. ورأوا أن مصر أصبحت ممولًا للحرب والاقتصاد الإسرائيلي، خاصة بعد ترسيم الحدود لصالح إسرائيل في حقل "ليفياثان" الذي يقدّر ب 35 مليار دولار.
وعبر @VEGTR7 كتب ".. من 2013 .. " إسرائيل " تحكم القاهرة، والقاهرة مرحبة ب"إسرائيل" جدا.. الهدف الإستراتيجي للجيش المصري هو ألا يحارب كما يقول دائما أخونا " سيف أحمد "، وقمع والترحيب بالقضاء على أي مقاومة في جميع الدول .. ومؤخرا من 7 أكتوبر 2023 مصر هي ممول الحرب والاقتصاد الإسرائيلي وأخرهم صفقة الغاز " بتاعك " اللي انت تنازلت عنه بترسيم الحدود لصالح إسرائيل " حقل ليفاثيان " تقدر ب 35 مليار دولار ورهان الأمن القومي والحيوي وتسليم رقابنا تحت رحمة "إسرائيل". واعتبر مستعرب الاحتلال إيدي كوهين، عن إتمام #صفقة_الغاز مع مصر: "لا يهمنا بعض الشتائم من المرتزقة مثل نشأت الديهي وأحمد موسى.. إلخ، يهمنا ما يدخل في حسابنا… يهمنا رأس الهرم." واعتبر يحيى غنيم @YahyaGhoniem أن السيسي فضل استيراد الغاز من نتنياهو عن القطريين أو الجزائريين أو حتى من صديقه بوتين بأسعار أقل كثيرا عن تلك التي استورده بها من الكيان الصهيوني، وألا يضع أمن الطاقة في مصر تحت رحمة النجسياهو وقومه!
https://x.com/YahyaGhoniem/status/2001397948450771224 وكانت القناة 12 العبرية كشفت عن حالة قلق داخل دوائر الاحتلال بعد تقديم قطر عرضًا لمصر يقضي بتزويدها بما تشاء من الغاز الطبيعي المسال، لتعويض تعطيل حكومة نتنياهو لصفقة الغاز الموقعة سابقًا بهدف الضغط على نظام السيسي اقتصاديًا.
وبحسب القناة، فإن العرض القطري رغم أهميته في إنقاذ القاهرة من مأزق الطاقة الحالي لم يُقابل بحسم من جانب النظام المصري، إذ ما يزال عبد الفتاح السيسي "مترددًا" في قبول البديل القطري، ويفضّل الإبقاء على الاعتماد على الاحتلال في ملف الطاقة، رغم استخدامه كورقة ضغط سياسية ضده، ورغم الكلفة السياسية والاقتصادية الباهظة التي يدفعها المصريون نتيجة هذا الارتهان.
ويشير مراقبون إلى أن نظام السيسي، الذي ارتبط خلال السنوات الأخيرة بسلسلة اتفاقيات مكبّلة مع الاحتلال في مجالات الغاز والطاقة والكهرباء، يبدو غير مستعد لاتخاذ خطوة قد تُفهم كابتعاد عن "الظل الإسرائيلي" الذي يوفّر له دعمًا سياسيًا خارجيًا، في الوقت ذاته، يأتي العرض القطري في توقيت بالغ الحساسية، حيث تعاني مصر من عجز حاد في توفير الغاز لمحطات الكهرباء، وانقطاعات يومية تُغرق المواطنين في الظلام والحرّ.
ويرى اقتصاديون أن رفض أو تجاهل العرض القطري لا يخدم سوى حكومة الاحتلال، التي تحاول استثمار حاجة النظام المصري للطاقة في تكريس تبعيته السياسية والاقتصادية، بينما يدفع المواطن المصري ثمن هذا التردد من أمواله وراحته ومعيشته.
كما يثير استمرار السيسي في تفضيل الغاز القادم من الاحتلال حتى بعد أن تحوّل إلى وسيلة ابتزاز مباشر تساؤلات حول طبيعة الحسابات السياسية التي تحكم القرار، ولماذا يصر النظام على رهن أمن الطاقة المصري بيد حكومة يمينية متطرفة لطالما استخدمت الملف كورقة ضغط.