عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيونى أعلن الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكان إرساء وقف جديد لإطلاق النار في غزة، زاعما أن احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك بين الكيان الصهيونى وحركة حماس وقد يكون الأسبوع المقبل . وقال ترامب في تصريحات للصحفيين : نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار مشيرا إلى أنه تحدث مع بعض المعنيين بمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة . هذه التصريحات لا تؤخذ على محمل الجد من رئيس أمريكى متورط فى جرائم حرب الإبادة التى ارتكبتها قوات الاحتلال فى قطاع غزة خاصة أن الإٌدارة الأمريكية هى التى تدير الحرب وليس الكيان الصهيونى ولو أرادت هذه الادارة انهاء الحرب فى أى وقت لتحقق ذلك مثلما حدث فى حرب ايران ودولة الاحتلال . فى هذا السياق يرى الخبراء ان انهاء الحرب فى غزة قد يكون اعتراف بالفشل من جانب ترامب فى تحقيق أى أهداف لدولة الاحتلال سوى قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم وهدم المبانى والمستشفيات والمدارس . وقال الخبراء ان وقف الحرب قد تكون وسيلة لانقاذ نتنياهو من المحاكمات سواء داخليا أو خارجيا بجانب توفير طريقة للخروج لا تجبره على الاعتراف بالفشل مؤكدين أن هذا الهدف يعمل ترامب على تحقيقه .
الأسرى الصهاينة
كان مسئولون أمريكيون قد كشفوا أن هناك جهودا كبيرة تُبذل لإحداث اختراق في المحادثات بشأن صفقة الأسرى الصهاينة . وقال المسئولون أن زخما كبيرا نشأ بعد وقف الحرب بين إيران والكيان الصهيونى، ويمكن الحديث عن تقدم، مؤكدين أن القطريين مهتمون للغاية ورسالتهم هي إمكانية التوصل إلى اتفاقات مع حماس. فيما كشفت مصادر صهيونية أن نتنياهو لن يرسل وفدا إلى القاهرة أو الدوحة لأنه يريد إبرام اتفاق على أعلى المستويات. وتوقعت المصادر أن يكون الاتفاق هذه المرة شاملا حيث سيأتي الاتفاق من أعلى المستويات بموافقة وقرار مشترك من نتنياهو وترامب وويتكوف وديرمر. وأكدت أن الصفقة المطروحة أوسع نطاقا، وتتضمن وقف الحرب، وإعادة 50 أسيرا صهيونيا، وتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم وهذا ما يهم ترامب. ونقلت القناة 13 الصهيونية، عن مسؤولين عسكريين قولهم، إنهم سيبلغون المستوى السياسي، اليوم الأحد، بأن العملية البرية في غزة أوشكت على النهاية، وأنه لا يمكن مواصلتها دون تعريض حياة الأسرى للخطر. وكشف المسئولون الصهاينة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبحث خلال الزيارة المرتقبة لواشنطن إنهاء القتال في غزة والتوصل إلى اتفاقات سلام جديدة.
القانون الدولي
من جانبه قال أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد مهران، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى اتفاق يتعلق بقطاع غزة، تأتي في وقت يشهد فيه القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية أخلاقية وقانونية عنها نتيجة دعمها اللامحدود لدولة الاحتلال بما يخالف صراحة قواعد القانون الدولي. وأكد مهران فى تصريحات صحفية أن استشهاد المئات من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي تجرّم استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، وهو ما تقوم به دولة الاحتلال بصورة منهجية وبدعم سياسي وعسكري أمريكي. وأشار إلى أن الحرب الصهيونية على إيران، جاءت بهدف التعتيم على الجرائم التي تُرتكب داخل قطاع غزة، ومحاولة صرف أنظار المجتمع الدولي عن الانتهاكات اليومية، لكن ذلك لم يمنع بعض الأصوات الغربية مثل فرنسا من المطالبة بفرض عقوبات على دولة الاحتلال، في خطوة غير مسبوقة. وأضاف مهران أن الاحتلال الصهيونى استغل حالة التوتر في المنطقة لتوسيع عملياته العدوانية في غزة، دون أي اعتبار للقانون الإنساني الدولي، مؤكّدًا أن ما يجري هو جرائم موثقة ضد الإنسانية، وليس مجرد تجاوزات فردية أو عسكرية عابرة.
إنقاذ نتنياهو
وأكد الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد الليثي، ان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "خوض معارك من أجل بقاء دولة الاحتلال" تعكس محاولة واضحة لإنقاذ نتنياهو، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى لتقديم رئيس الوزراء الصهيونى كبطل في مواجهة التحديات، سواء في غزة أو إيران، لتأمين مستقبله السياسي. وقال الليثي، في تصريحات صحفية أن ترامب حاول سابقًا إخراج نتنياهو من مأزق الحرب في غزة، لكنه اصطدم بتعقيدات أبرزها احتجاز حركة حماس لعدد من الأسرى الصهاينة، ما حال دون إعلان دولة الاحتلال الانتصار الكامل، كما كان يتمنى نتنياهو والتيار اليميني المتطرف المسيطر على حكومته. وأوضح أن الداخل الصهيونى لم يمنح نتنياهو نقاطًا كثيرة عقب المواجهة مع إيران، إذ وُجهت له انتقادات واسعة بسبب توقيت وشكل العملية العسكرية، وكذلك بسبب القصور في حماية الداخل الصهيونى من الصواريخ الإيرانية، على الرغم من ادعاء التفوق التكنولوجي الدفاعي. وأشار الليثي إلى أن الضربة الصهيونية والأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية لم تسفر عن تدمير كامل للبرنامج النووي، بل اقتصر تأثيرها على تأجيله فقط، لافتًا إلى أن عددًا من المحللين الصهيانة شككوا في فاعلية هذه الضربات، خصوصًا بعد أن أعلن ترامب نفسه استهداف ثلاث منشآت فقط بقنابل خارقة.
اليمين المتطرف
وحول الوضع في قطاع غزة، اعتبر الليثي أن القطاع أصبح منسيًا على المستوى الدولي، رغم ما يشهده من تصعيد، في ظل تركيز العالم على المواجهة الإيرانية-الصهيونية، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال اليمينية الحالية تنفذ خطة متطرفة تتجاهل الجوانب الإنسانية، بينما يتراجع الاهتمام العالمي مقارنة بما حدث عند سقوط صواريخ إيرانية على الداخل الصهيونى. وبشأن مستقبل نتنياهو، قال الليثي أن رئيس حكومة الاحتلال يحاول كسب الوقت لحماية مستقبله السياسي، خصوصًا مع الضغوط القضائية التي يواجهها، لافتًا إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن قضايا الفساد تندرج في إطار محاولة دعمه. وعن احتمالات التوصل إلى صفقة بشأن غزة، شدد على إن نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الصهاينة لدى حماس، وهو ما ترفضه الحركة، مما يطيل أمد الأزمة، مؤكدًا أن نتنياهو لا يتحرك بمفرده، بل تُحركه أطراف داخل اليمين المتطرف، ولن يذهب لأي اتفاق دون أن يظهر بمظهر المنتصر .