يعمل التحالف الصهيوأمريكي بالتعاون مع الحكام الخونة على نزع سلاح حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، من أجل تحقيق الأمن للاحتلال الصهيوني، وتمكينه من تغيير خارطة المنطقة وإخضاعها للهيمنة الأمريكية . التحالف الصهيوأمريكي مع إدراكه لفشل الاحتلال الصهيوني في تحقيق هذا الهدف،لجأ إلى الحكام الخونة سواء في مصر أو الأردن أو لبنان أو اليمن، لتوجيه ضربة للمقاومة من الداخل العربي مع الضغط من الخارج، خاصّة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا ودولة الاحتلال . وعلى الساحة الفلسطينية تتزايد الضغوط الصهيو أمريكية على حركة حماس من أجل نزع سلاحها، للموافقة على صفقة شاملة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن حركة حماس ترفض وبشدة هذا المقترح. وفي لبنان تتعرض البلاد لضغوط أمريكية وفرنسية وإسرائيلية، من أجل العمل على نزاع سلاح المقاومة وحصر السلاح في يدّ الجيش اللبناني الذي ينتشر في جنوب نهر الليطاني.
لسنا ضعفاء
في المقابل أعلن نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، رفضه بشكل صريح أي محاولة لنزع سلاح الحزب، قائلًا بلهجة حادة: "بدكن تشيلوها من القاموس، فكرة نزع السلاح"، في إشارة إلى تمسك الحزب بقوته العسكرية. وحذر قاسم في تصريحات صحفية من أن الحزب، سيواجه من يسعون لنزع سلاحه ومن يعتدون عليه، مؤكدا أنه لن يسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة، لأن هذا السلاح هو الذي أعطى الحرية لشعبنا وحرر وطننا . وأضاف : سنواجه من يعتدي على الحزب ومن يعمل على نزع سلاحه، كما واجهنا دولة الاحتلال . وقال قاسم : "لسنا ضعفاء بل نحن أهل المواجهة، ولدينا خيارات ونحن لا نخشى شيئًا وسترون في الوقت المناسب الذي نقرره، مشيرا إلى أن المقاومة استطاعت أن توقف إسرائيل على الحدود الجنوبية ومنعتها من تحقيق أهدافها". وشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار هو نتيجة صمود حزب الله، ولولا هذا الصمود لما كان الاتفاق، ولاستمرت إسرائيل في عدوانها .
استراتيجية دفاعية
وأكد وفيق صفا، رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، أن الحزب أبلغ السلطات اللبنانية رفضه المطلق لأي بحث في مسألة نزع السلاح، ما لم تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الجنوباللبناني وتوقف اعتداءاتها المستمرة . وشدد صفا في تصريحات صحفية على أن هناك فرقًا جوهريًا بين نزع السلاح وبين صياغة استراتيجية دفاعية للبنان، معتبرًا أن الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن أي ترتيبات أمنية داخلية.
وبالنسبة للضغوط الصهيو أمريكية على حركة حماس من أجل نزع سلاحها، قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس: "إن الحركة رفضت صراحة أي طرح يطالب بنزع سلاحها، واعتبرت أن هذه المطالب لا تسهم في إنهاء الحرب".
زيارة ترامب
وقال المفكر الإستراتيجي اللواء سمير فرج: "إن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو لا يريد سلاما إلا بنزع سلاح حماس، مؤكدا أن الحرب لن تتوقف إلا بزيارة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب للمنطقة". وتوقع فرج في تصريحات صحفية استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الاحتلال مستمر في الحرب على قطاع غزة ويطرح مطالب وشروطا غير منطقية لوقفها . وأضاف أن زيارة ترامب للمنطقة، سيتزامن معها انسحاب الاحتلال من غزة، على أن تعود لاحتلالها مرة أخرى، بعد تسليم الرهائن، وستتبقى مشكلة واحدة، وهي نزع سلاح حركة حماس. واعتبر فرج أن من الطبيعي أن ترفض حركة حماس والمقاومة تسليم سلاحها، مؤكدا أنه بند غير مقبول فضلا عن كونه غير منطقي، ولا يمكن مقارنته بواقعة تسليم ياسر عرفات سلاحه حينما كانت حركة فتح في بيروت، وتمارس عملا مقاوما ضد إسرائيل من لبنان. وأوضح أن الواقعة مختلفة، فعرفات كان في بلد آخر وليس بلده، أما في الحالة القائمة فإن حماس تمارس عملا مقاوما على أرضها، مشيرًا إلى أن السلاح ليس محصورا في يد حماس، بل هناك فصائل مقاومة أخرى مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبالتالي مسألة تسليم حماس لسلاحها ليس دقيقا.