كشف مسئول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علقت مؤقتًا كل المساعدات العسكرية الأمريكيةلأوكرانيا، ما أدى إلى عرقلة شحنات بمليارات الدولارات، في إطار محاولات البيت الأبيض الضغط على كييف للسعي إلى السلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب الجارديان. ووفق الجارديان، يؤثر القرار على عمليات تسليم الذخيرة والمركبات والمعدات الأخرى بما في ذلك الشحنات المتفق عليها عندما كان جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، قوله إن "هذا ليس إنهاءً دائمًا للمساعدات، بل هو توقف مؤقت". وجاء القرار بعد اجتماع في البيت الأبيض ضم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ووافق الكونجرس الأمريكي على 175 مليار دولار كمساعدات إجمالية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي قبل ما يقرب من 3 سنوات، حسب الجارديان، وفي ديسمبرالماضي، قبل مغادرة منصبه مباشرة، أعلن بايدن عن 5.9 مليار دولار إضافية. وتتضمن المساعدات الأمريكيةلأوكرانيا؛ مساعدات عسكرية، ومساعدات الميزانية التي يتم تقديم معظمها عبر البنك الدولي، إضافة إلى تمويلات أخرى من هيئة المعونة الأمريكية/USAid ويساعد جزء من الأموال التي ترسلها الولاياتالمتحدة إلى أوكرانيا البلاد في دفع رواتب المعلمين والأطباء، وتساعد الحكومة على الاستمرار في العمل، مما يسمح لها بالتركيز على مكافحة الغزو الروسي، وفق الجارديان. وفي وقت سابق أمس الاثنين، اعتبر ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة، وذلك بعد خوضه مشادة كلامية معه الجمعة في البيت الأبيض. وحذر ترامب من أن الولاياتالمتحدة "لن تتسامح طويلًا" مع موقف الرئيس الأوكراني حيال إبرام وقف لإطلاق النار مع روسيا، بعد أن تلقّى دعمًا من حلفائه الأوروبيين رافضًا وقفًا لإطلاق النار بدون ضمانات أمنية "جدية"، حسب BBC. ونشر ترامب على تروث سوشيال، صورة لتقرير ينقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب "لا تزال بعيدة للغاية"، وأرفقه بتعليق قال فيه "هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، والولاياتالمتحدة لن تتسامح معه طويلًا". وقال ترامب "هذا الرجل لا يريد السلام طالما أنه يحظى بدعم الولاياتالمتحدة". ولاحقًا، أعلن زيلينسكي أنه يريد إنهاء الحرب "في أسرع وقت"، !!! والجمعة نشبت مواجهة محتدمة غير مسبوقة على الهواء في المكتب البيضاوي، وبخ خلالها الرئيس الأمريكي ونائبُه جي دي فانس الرئيسَ الأوكراني قبل طرده من البيت الأبيض. إذ ذكرت CNN أن ترامب أمر زيلينسكي بمغادرة البيت الأبيض رغم رغبة أوكرانيا في مواصلة المحادثات، وألغى مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا كان مقررًا عقده لمناقشة استغلال أمريكا موارد أوكرانيا من المعادن. والأحد، لمحت واشنطن إلى إمكانية رحيل زيلينسكي، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز "نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب". خطة أوربية في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن خطة لضمان السلام لأوكرانيا وإنهاء الحرب والدفاع عنها ضد روسيا، وذلك بعد قمة عقدت في لندن وضمت 18 زعيمًا معظمهم من أوروبا، إلى جانب الرئيس الأوكراني الذي أكد امتنانه لدعم الولاياتالمتحدة.. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني أيضًا عن تقديم مبلغ إضافي قدره 1.6 مليار جنيه إسترليني (2 مليار دولار) من تمويل الصادرات البريطانية لشراء أكثر من 5000 صاروخ دفاع جوي. ويأتي هذا بالإضافة إلى قرض بقيمة 2.2 مليار جنيه استرليني لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مدعومًا من أرباح الأصول الروسية المجمدة… وخلال القمة شدد الزعماء على دعمهم لكييف والالتزام بالقيام بالمزيد من أجل الأمن في أوروبا وتعزيز الإنفاق الدفاعي، مع تمسّكهم بضرورة توافر دعم قوي من الولاياتالمتحدة، وذلك عقب المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني، فيما صعدت واشنطن من الضغوط على زيلينسكي مجددًا، عبر تلميح مسؤولين أمريكيين إلى ضرورة رحيله. وخلال مؤتمر صحفي بعد قمة لندن، قال ستارمر إنه تم الاتفاق على 4 نقاط؛ وهي استمرار تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا خلال فترة الحرب مع زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا، والتأكيد على أن أي اتفاق سلام دائم يجب أن يضمن سيادة وأمن أوكرانيا مع ضرورة مشاركة كييف في أي محادثات سلام، وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام ستعمل الدول الأوروبية على منع أي غزو روسي مستقبلي لأوكرانيا، إضافة إلى تشكيل "تحالف من الراغبين" للدفاع عن أوكرانيا وضمان تحقيق السلام في البلاد. ولم يذكر ستارمر ما هي الدول التي وافقت على الانضمام إلى "تحالف الراغبين"، لكنه قال إن الدول التي التزمت "سوف تكثف التخطيط الآن بإدراك حقيقي"، وإن المملكة المتحدة ستدعم التزامها "بنشر قوات على الأرض وطائرات في الجو". مضيفًا "يجب على أوروبا أن تتحمل العبء الثقيل"، قبل أن يضيف أن "الاتفاق سيحتاج إلى دعم الولاياتالمتحدة". وعندما سُئل عما إذا كانت الولاياتالمتحدة في عهد ترامب حليفًا غير موثوق به، قال "لم يرغب أحد في رؤية ما حدث يوم الجمعة الماضي، لكنني لا أقبل أن تكون الولاياتالمتحدة حليفًا غير موثوق به". ومن بين الدول الأخرى التي انضمت إلى القمة فرنسا وبولندا والسويد وتركيا والنرويج وجمهورية التشيك والدنمارك وألمانيا وهولندا ورومانيا وفنلندا وإيطاليا وإسبانيا وكندا. من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات صحفية عقب القمة، نقلتها العربية، إن باريسولندن تقترحان هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة". كما اقترح أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي، في مواجهة تبدّل السياسات الأمريكية في عهد ترامب الذي بدأ محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون أن يدعو إليها أوروبا وكييف. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ضرورة إعادة تسليح القارة "بشكل عاجل". وقالت إنّها ستقدّم "خطة شاملة بشأن طريقة إعادة تسليح أوروبا" في قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد، الخميس المقبل، مشيرة أيضًا إلى الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي "على فترة زمنية طويلة".