منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبلبنان في 27 نوفمبر الماضي، لم تتوقف الخروقات الصهيونية اليومية للاتفاق. ووفق بيانات رسمية لبنانية، تم تسجيل 353 خرقا من قبل القوات الإسرائيلية منذ توقيع الاتفاق، مما أسفر عن استشهاد 32 شخصا وإصابة 38 آخرين. قصف صهيوني وتوغل قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة في جنوبلبنان وتوغلت في أخرى، في الوقت الذي قالت فيه مصادر أمنية إسرائيلية: إن "موعد انسحاب قوات الجيش من الجنوباللبناني ليس مقدسا وهو متعلق بالواقع". وقالت وكالة الأنباء اللبنانية: "استهدف العدو الإسرائيلي محيط مجمع الإمام الصدر الرياضي في منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل بقذيفة مدفعية". وأضافت الوكالة أن دبابات إسرائيلية ترافقها جرافة عسكرية توغلت في بلدة مارون الراس وحي عقبة مارون في مدينة بنت جبيل بمحافظة النبطية جنوبيلبنان. وتابعت أن قوة أخرى من جيش الاحتلال الإسرائيلي تقدمت نحو بلدة برج الملوك التابعة لقضاء مرجعيون بالنبطية، وتمركزت في البلدة وقطعت الطريق بالأسلاك الشائكة. وتأتي هذه التوغلات بينما تواصل القوات الإسرائيلية احتلال عدة بلدات وقرى لبنانية، وانتهاك وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبرالماضي. وقبل قليل، قالت الأممالمتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل): إنها "رصدت جرافة إسرائيلية تدمر برج مراقبة للجيش اللبناني في منطقة اللبونة الحدودية جنوبيلبنان". وشددت اليونيفيل على أن التدمير المتعمد من الجيش الإسرائيلي لممتلكات القوات الأممية والجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701. تضارب بشأن الانسحاب أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تستعد للبقاء في جنوبلبنان لأكثر من 90 يومًا، ضمن حاجة الجيش للتموضع في مواقع عديدة. ونقلت هيئة البث عن مصادر أن الجيش لن يتجاوز فقط مهلة ال 60 يومًا الممنوحة له للانسحاب بموجب الاتفاق، ولا 90 يومًا كما تحدثت بعض التقارير، بل أكثر من ذلك. وذكرت المصادر أن إسرائيل تنتظر معرفة هوية رئيس الجمهورية في لبنان، وإذا ما كان هناك سُبُل للتعاون معه في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت المصادر: إنه "لا يُمكن التعويل على حزب الله، لأنه سرعان ما سيراكم قدراته مجددا فور انسحاب الجيش من جنوبلبنان، مضيفة الجيش اللبناني نشر قوات له في جنوبلبنان وفق الاتفاق، لكن لم يحقق عدد الجنود المطلوب، بحيث لا يعدو عن 6000 كما جرى الحديث". ووفقًا للمصادر فإنّ الجيش اللبناني ليس موحدًا في رغبة تطبيق الاتفاق، وهناك تيار بداخله -ضباط شيعة يتعاطفون مع حزب الله-، بل أحيانًا ينقلون معلومات استخباراتية للحزب. موقف حزب الله وفي خطاب تلفزيوني أمس، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم: إن "صبر الحزب قد ينفد قبل مرور مهلة ال 60 يومًا المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل". وأضاف قاسم خلال كلمته في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية مطلع عام 2020: «لا يوجد جدول زمني يُحدّد أداء المقاومة، لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة ال 60 يومًا في الاتفاق». وتابع: «قلنا إننا نُعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأنّنا سنصبر، لا يعني هذا أنّنا سنصبر لمدة 60 يومًا ولا يعني هذا أنّنا سنصبر أقل أو أكثر من 60 يومًا». وأكد قاسم «صبرنا مرتبط بقرارنا بشأن التوقيت المناسب الذي نُواجه فيه العدوان الإسرائيلي، وقد ينفد صبرنا قبل 60 يومًا وقد يستمر». وذكر «المقاومة قوية وإمكاناتها موجودة، ومسؤولية الدولة ونحن منها أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل وتطبق اتفاق وقف إطلاق النار».