أجرت كلا من صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه.بي.سي نيوز" ومؤسسة أسبوس، استطلاعات للرأي، حيث حظيت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس على تأييد 49%، مقابل 45% لدونالد ترامب، بين الناخبين المسجلين، حسب آخر استطلاع للرأي. وتم إجراء استطلاع الرأي على الإنترنت في الفترة من التاسع حتى 13 أغسطس، بين 2336 بالغا أمريكيا، من بينهم 1901 ناخب مسجل، حسب وكالة "بلومبرغ " للأنباء اليوم الأحد.
وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بي سي نيوز ومؤسسة "إبسوس" يومي 26 و27 يوليو الماضي، قد أظهر أن نسبة التأييد لنائبة الرئيس كامالا هاريس شهدت ارتفاعا بين الأمريكيين منذ قرار جو بايدن التخلي عن الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وفي استطلاع آخر أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا، ونشرت نتائجه أمس السبت، أن هاريس أعادت الديمقراطيين للمنافسة بقوة في 4 ولايات كان ترامب متّجها للفوز فيها بسهولة على بايدن.
ويواجه الجمهوري صعوبة في إيجاد سبيل لكبح صعود هاريس، ومن المرجّح أن يثير الاستطلاع الجديد مزيدا من القلق لدى فريق حملته، مع تقدّم نائبة الرئيس في أريزونا وكارولينا الشمالية، وتقليصها الفارق في نيفادا وجورجيا.
الملامح السياسية لكامالا هاريس
وفي أول خطاب لها عن ملامح سياستها الاقتصادية، دعت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس، إلى بناء ملايين المنازل الجديدة ومساعدة المشترين لأول مسكن لهم، وتقديم إعفاءات ضريبية للأسر وحظر الاحتكار في أسعار منتجات البقالة.
وتستعين خطط هاريس بأفكار من إدارة بايدن، وتهدف إلى معالجة مخاوف لدى الناخبين في أعقاب ما تشهده السوق من ارتفاع الأسعار منذ عام 2021.
وسوف تتطلب العديد من تلك المقترحات تصديق الكونغرس عليها، لا سيما بعد أن تعثرت أفكار مماثلة في الماضي.
وتتضمن مقترحات حملة هاريس أول خصم ضريبي على الإطلاق لبناة المنازل التي تباع للمشترين لأول مرة، فضلا عن مساعدة تصل إلى 25 ألف دولار لتمويل الدفعة الأولى المقدمة والتي يستفيد منها المشترين المنطبق عليهم الشروط عند شراء أول مسكن لهم، وهي خطوة قدرت حملتها أن أربعة ملايين أسرة ستستفيد منها على مدى أربع سنوات.
كما دعت إلى تحديد سعر شهري لدواء الأنسولين لعلاج مرض السكري عند 35 دولارا للجميع، وإيجاد سُبل تفضي إلى إلغاء الديون الطبية، واستفادة الأسر من خصم ضريبي قدره 6000 دولار في العام الذي يولد فيه طفل جديد.
وتدعم هاريس قانونا فيدراليا يحظر على الشركات فرض أسعار مبالغ فيها على منتجات البقالة، وحثت على اتخاذ إجراء بشأن مشروع قانون في الكونغرس من شأنه منع أصحاب العقارات من استخدام الخدمات التي تنسق الإيجارات.
كما شاركت هاريس في فعالية بكارولينا الشمالية الجمعة، حيث كشفت عن مقترحات لتخفيف عبء التضخم بعد جائحة كوفيد-19، وأشارت إلى أن الاقتصاد الأميركي مزدهر، وإن أقرت في الوقت عينه بأن عديدا من الأميركيين لا يشعرون بعد بهذا التقدم في حياتهم اليومية.
وأضافت أن "ترامب يقاتل من أجل أصحاب الملايين والشركات الكبرى، سأقاتل لإعادة الأموال إلى الأميركيين العاملين والطبقة المتوسطة".
ويأمل الديمقراطيون وحلفاؤهم أن تثبت هاريس أنها مرشحة أكثر قوة وثقة مقارنة بالرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ترامب يعتمد على النقد والتشكيك
وتركز بيانات حملة ترامب على مسائل من قبيل الهجرة والتضخم، لكن المرشح يخصص حيزا كبيرا في خطاباته لتوجيه انتقادات شخصية لهاريس، وهو أمر ربما لا يستسيغه ناخبون من المستقلين أو ممن لم يحسموا خيارهم بعد في الاستحقاق المقرر في الخامس من نوفمبر المقبل.
وجاء في بيان لحملة ترامب قبيل التجمّع الانتخابي في ويلكس-باري أن "الأميركيين الكادحين يعانون، بسبب سياسات إدارة هاريس وبايدن الليبرالية الخطيرة".
وأضاف البيان أن "الأسعار مرتفعة على نحو مؤلم، وتكاليف المعيشة زادت زيادات كبيرة، والجريمة شهدت ارتفاعا كبيرا، والمهاجرون غير الشرعيين يتدفقون إلى بلدنا"، علما أن إجراءات مشددة فرضت مؤخرا على الحدود مع المكسيك أوقفت بشكل كبير تدفق العمال غير القانونيين وطالبي اللجوء.
وفي تصريح لصحفيين الخميس الماضي، قال ترامب: إنه "يشعر بأن من حقه أن يواصل توجيه انتقادات شخصية لهاريس، أول امرأة سوداء يرشّحها للرئاسة أحد الحزبين الرئيسيين في الولاياتالمتحدة".
وتشمل انتقادات ترامب تشكيكا في ذكاء هاريس وفي هويتها العرقية، حيث هاجم ترامب هاريس الخميس قائلا: إن "لديها ميولا قوية إلى الشيوعية"، معتبرا أن من شأن ذلك أن يقضي على الحلم الأميركي.