مع بدء دولة الاحتلال الصهيونى في اجتياح مدينة رفح بزعم القضاء على 4 كتائب تابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" واعادة الأسرى طرحت تساؤلات كثيرة على الساحة المصرية والعربية بل والدولية منها ماذا ينتظر عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى خاصة ان هذا الاجتياح يمثل تهديدا للأمن القومى المصرى الذى زعم أنه خط أحمر كما أن الاجتياح يهدف في الأساس الى تهجير الفلسطينيين إلى مصر وبالتالى تصفية القضية الفلسطينية ؟ وهل يستطيع السيسي تعليق اتفاقية السلام بعد الانتهاكات الصهيونية لعدد من بنودها ؟ وماذا سيحدث في حال ما أقدم نظام السيسي على الغاء الاتفاقية وكيف ستكون المواجهة مع الصهاينة والأمريكان ؟ وهل يجرؤ السيسي على ذلك ؟ الخبراء من جانبهم طالبوا بتعليق اتفاقية كامب ديفيد مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عملية اقتحام معبر رفح وأيضا اقتحام محور صلاح الدين الذي نصت الاتفاقية على إنه منطقة حدودية معزولة. وأكد الخبراء ان اجتياح رفح ومحور صلاح الدين بمثابة عدوان مزدوج على الشعبين المصري والفلسطيني لابد من مواجهته .
إعلان حرب
من جانبه قال خالد البلشى نقيب الصحفيين إن اجتياح جيش الاحتلال الصهيونى لمدينة رفح، ورفع العلم الصهيونى على معبر رفح من الجانب الفلسطينى هو خرق فج لاتفاقية كامب ديفيد، وتهديد للأمن القومى المصرى، لا بد من الرد عليه بكل قوة. وأكد البلشى في تصريحات صحفية أن ما جرى امتداد لحرب الإبادة، التى يمارسها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى وأشقائنا فى غزة، مشددًا على أن التهديد الصهيونى بمجزرة على حدود مصر يمثل إعلانًا للحرب لا يمكن السكوت عنه، ولا بد من التحرك العاجل لوقفه، ووقف العدوان الصهيونى، وحرب الإبادة الجماعية، التى تُمارس ضد الشعب الفلسطينى، ومحاولاته لتصفية القضية الفلسطينية وسط تواطؤ دولى. ودعا إلى قطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وإلغاء اتفاقية السلام مع الكيان الصهيونى، واعتبارها كأن لم تكن ردًا على تحركات الجيش الصهيونى بالقرب من الحدود المصرية، وسيطرته على معبر رفح من الجانب الفلسطينى، وكذلك استمرار العدوان ضد أهلنا فى فلسطين. كما دعا البلشى الى تجريم كل أشكال التطبيع، أو التعاون مع الكيان الصهيونى مؤكدا أنه لم يعد من الممكن احتمال المجازر، التى يقوم بها الكيان الصهيونى على مدار الساعة طوال الشهور الماضية، التي راح ضحيتها أكثر من 34 ألف شهيد فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء، وعشرات الآلاف من المفقودين والجرحى، مشددًا على وقوف النقابة، خلف كل الخطط الرامية لوقف للاجتياح البري لرفح والذى يهدد حياة أكثر من مليونى فلسطينى أعزل، ويمثل تهديدًا للأمن القومى المصرى.
الصهيونية إلى زوال
وحذر مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي من أن جيش الاحتلال الصهيوني يتهيأ لاجتياح رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا واستكمال حلقة أخرى في مسلسل الابادة الجماعية وطرد الفلسطينيين إلى سيناء ومناطق أخرى. وقال الزاهد، في تصريحات صحفية إن كل مصري يعتبر مثل هذا التوجه عدوانا مزدوجا على الشعبين المصري والفلسطيني يوجب إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وتوابعها بعد ان داسها الاحتلال بالإقدام واعملت قواته في المنطقة تخريبا ودمارا. وشدد على ضرورة إسقاط الاتفاقية المنكوبة وطرد البعثة الدبلوماسية الصهيونية من مصر، مؤكدا ان العدوان الإسرائيلي لن يمر بغير عقاب وان شعب مصر يفتح للفلسطينيين كل بيوته ولكنه يرفض تهجيرهم طردا إلى سيناء احتراما لحقهم فى البقاء فى أرضهم وحقهم فى تقرير المصير ودفعا لمخطط تهويد وصهينة الأرض . وأشار الزاهد إلى ان معركة رفح مثل كل المعارك التى خاضها الشعب الفلسطينى البطل سوف تذيق قوات الاحتلال المرار محملا الإدارة الأمريكية والخكومات الغربية والتخاذل العربى الرسمى مسئولية العدوان الصهيونى . وشدد على ان ضمير العالم الذى انتفض لن يهدأ وسيواصل دعمه للشعب البطل وادانته لمجرمى الحرب الصهاينة مؤكدا أن الصهيونية تحفر قبرها وأنها وهى تدعى انها دولة ديمقراطية فى محيط من الاستبداد أعدمت الصحفيين عمدا واغلقت كل مكاتب الجزيرة لانها كانت تبث المذابح على الهواء مباشرة وتظهر للعالم بالصوت والصورة حقيقة الهولوكست الصهيونى للشعب الفلسطينى وهى ايضا لم تحتمل مظاهرات طلاب العالم فى الجامعات ووصفتهم بانهم أعداء السامية وادوات الارهاب وقال الزاهد ان الصهيونية إلى زوال، وأن فلسطين ستواصل نضالها حتى الانتصار
كتائب "حماس"
وقال جورجيو كافييرو، أستاذ مساعد بجامعة جورج تاون الأمريكية ، إن اجتياح رفح وتهجير الفلسطينيين، بزعم إسرائيل وجود 4 كتائب لحركة "حماس" في المدينة، "سيؤجج قدرا هائلا من الاحتكاك بين القاهرة وتل أبيب، ويفاقم أيضا التوترات بشدة بين الشعب المصري ونظام عبد الفتاح السيسي. وأعتبر كافييرو في تصريحات صحفية أن هذا التهجير سيرقى إلى "النكبة الثانية"؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في مصر إذا نظر المصريون إلى الحكومة على أنها تلعب دورا في السماح بهذا التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة . وأشار إلى أنه بجانب الاعتبارات الاقتصادية، يعد هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء إعلان السيسي أن تهجير إسرائيل للفلسطينيين من غزة وإجبارهم على دخول مصر، هو خط أحمر لا ينبغي لتل أبيب تجاوزه . وتوقع أن يؤدي أي تجميد من جانب مصر للمعاهدة إلى حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار في العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومن المرجح أن يكون رد فعل واشنطن متطرفا، نظرا إلى أهمية السلام المصري الإسرائيلي في أجندات السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط .. وشدد كافييرو على أنه من المؤكد أن الولاياتالمتحدة ستتحرك للانتقام من مصر دون تحميل إسرائيل أي مسؤولية عن الأزمة، وقد توقف واشنطن المساعدات الخارجية لمصر، ومن المحتمل أن يبدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا في المناهج المدرسية المصرية أو إجراءات أخرى لا معنى لها .
رسائل ثلاثية
وأعرب أحمد عبوده، زميل مشارك في معهد "تشاتام هاوس"، عن اعتقاده بأنه من غير المرجح يتخذ نظام الانقلاب الخطوة الأولى لتمزيق معاهدة السلام من جانب واحد، معتبرا أن ما يفعله النظام هو تبني مواقف استراتيجية خطابية لتوجيه رسائل ثلاثية . وأوضح عبوده في تصريحات صحفية أن نظام الانقلاب يقول للجمهور المصري إنه سيدافع عن المصالح الأمنية لمصر وكذلك القضية الفلسطينية، وينقل لواشنطن غضب نظام الانقلاب من إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لعدم وقفها الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأخيرا رسالة موجهة إلى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وجنرالات الجيش والمخابرات الإسرائيلية .