أكد أن المعركة صفرية مع القتلة لكنها ليست كذلك مع الفرقاء السياسيين قال مصطفي البدري -عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية وممثلها بالتحالف الوطني لدعم الشرعية في الخارج- معلقا على تنصيب عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب رسميًا: "نعلم منذ بداية الانقلاب أن اﻷمور لا بد أن تصل إلى تنصيب قائد الانقلاب (الذي يحمل في رقبته دماء آلاف المصريين) منصب رئيس الجمهورية".
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن الانقلابيين استخدموا في سبيل الوصول للحظة تنصيب السيسي رئيسًا طرقًا عدة هي القتل والسجن والتعذيب لمواجهة التحركات الشعبية الرافضة للانقلاب وتبعاته، والكذب والغش والخداع الإعلامي لتوجيه عموم الشعب للرضا والقبول باﻷمر الواقع، ومسرحية الانتخابات الهزيلة المزورة ﻹعطاء الانقلاب شرعية تقابل شرعية الرئيس الشرعي محمد مرسي.
وتابع "البدري": "لكن هذه الألاعيب لم تنطل على عموم الشعب الواعي، وقد أعلن ذلك بمقاطعته ﻷكذوبة انتخابات رئاسة الدم، (فله منا كل التحية والتقدير)، وبما أننا نعلم أن قائد الانقلاب لا يملك جديدا يقدمه (إذ كيف يمتلك شيئًا ولم يقدمه على مدار عام بأكمله؟!)، وعليه فنحن مستمرون في ثورتنا".
وأشار منسق التحالف بتركيا أنهم متدرجون في تصعيدهم حتى يصل الشعب بوعيه إلى حالة العصيان المدني والإضراب العام تلقائيا ودون توجيه من أحد، وهذا من شأنه إثبات وتأكيد فشل الانقلابيين في إدارة شئون البلاد، حتى يعجز الجنود عن إطلاق الرصاص على الثوار بما يؤدي إلى نزول عامة الشعب إلى الشوارع والميادين، ليجبروا الخونة والقتلة على تسليم أنفسهم للعدالة أو الهرب وترك البلاد.
وشدّد "البدري" على أنه يرى بلا شك أن المعركة صفرية مع كل من تلوثت يده بدماء المصريين، لكنها ليست كذلك مع الفرقاء السياسيين، أو المختلفين معهم أيديولوجيا، والملعب السياسي متسع للجميع طالما ليست هناك جرائم يعاقب عليها القانون.
وحول موقفهم من دعوات المصالحة التي قد يدعو لها البعض، أكد "البدري" أن أي دعوة للمصالحة على حساب دماء الشهداء أو حق الشعب في استعادة شرعيته فهي مرفوضة قطعا.
وأشار إلى أن "موقف المجتمع الدولي منقسم على نفسه، ومتضارب في آراءه!! وهذا بسبب تناقض مواقفه مع القيم والمبادئ التي يعلنون تمسكهم بها أمام شعوبهم وبسبب سياسة الكيل بمكيالين التي يتعامل بها مع الشعوب الإسلامية والعربية، ونحن نحذرهم من أن استمرارهم على هذا الطريق مؤذن بقرب سقوطهم وانهيار إمبراطوريتهم". ونوه "البدري" إلى أن التحالف (وهو كيان سياسي متعدد المكونات) فإنه يعمل بآلية الشوري يشترك فيها كل أعضائه، وقد أثبت الوقت صحة مساره الذي اتخذه وهو (الثورة السلمية) فلا هو جنح إلى الاستسلام ولا جنح إلى استعمال السلاح بما حافظ على استمرار التحركات إلى الآن دون الدخول في معركة غير متكافئة إو الانسحاب من المشهد، وكثيرا ما يستجيب التحالف لمطالب الشباب بالتصعيد غير المفضي إلى التهلكة، علمًا بأننا ندرس كل اقتراح يقدم إلينا دون إهمال.