أكد محمد الشبرواي، المنسق العام لحركة العدالة والاستقلال وعضو المكتب التنفيذي لحملة الشعب يدافع عن الرئيس، أن مسرحية انتخابات الرئاسة أظهرت أن هناك صراع أجنحة داخل النظام الانقلابي، وأن الدولة العميقة راعي الفساد الأول في مصر أرادت أن توجه رسالة عبر الانتخابات بإظهار ضعف الحشد مفادها أنه لن يمكن لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أن يحكم وحده. وأضاف- في حواره مع "الشرق تي في"- أن مصر ستعيش صراع بين مراكز قوى هي رجال الأعمال والشرطة والأجهزة الاستخباراتية والمؤسسة العسكرية وهذه جميعها أو بعضها قادر على الإطاحة بالسيسى في أي وقت إذا اختلت توازنات المصالح. وأشار "الشبراوي" إلي أن مصر ستشهد تصاعدا في الإضطرابات السياسية والإقتصادية، وبما أن السياسة والاقتصاد مرتبطان ببعضهما البعض فالمستقبل الإقتصادى لمصر قاتم للغاية، بل أصبح كارثيا، في ظل هيمنة نظام الثالث والعشرين من يوليو العسكري والمسئول الأوحد عن التردى والأنهيار الذى عاشته مصر طوال العقود الماضية وحتى اللحظة، ومن ثم فلن يتقلص الفساد، بل سيتوحش ليعوض مافاته منذ الخامس والعشرين من يناير. وأوضح المنسق العام لحركة العدالة والاستقلال أن الانقلاب منذ مجزرة فض إعتصام رابعة حوّل المعركة إلى معركة صفرية بدليل إعتماد حل واحد، وهو الحل الأمني، مؤكدًا أن المعركة بين الشرعية والاستبداد تتجه تصاعديا، وأن الذى سيحسمها قريبًا جدًا هم الشباب الثائر الذى يملأ الميادين والمتمسك بعقيدته وثوابته الوطنية. وذكر "الشبراوي" أن التيار الاسلامى، وعلى رأسه جماعة الاخوان المسلمين، في حاجة ملحة لمراجعات نقدية عميقة تستوعب الأهداف والوسائل والواجبات من أجل تأطير وترسيخ العمل الجماعى الاستراتيجي من ناحية التفكير والتنظير والتنفيذ، بما يضمن حسن التعامل مع النصوص الشرعية والمستجدات الواقعية والاشكاليات الدولية، ووضع برامج مفصلة للمشرع الاسلامى، وكذلك البيان الواضح لكثير من المسائل كالمحن والابتلاءات وطرق التعامل معها شرعا وفقا للعصر، بما يؤكد للجميع أن الإسلاميين أصحاب مشروع تجديدى يسقط النص على الواقع ويواجه التحديات ويقدم النموذج للمجتمع المتوازن الذى يرضاه الله ورسوله. وإلي نص الحوار: كيف تقرأ تطورات المشهد السياسي الراهن بعد تنصيب السيسي رئيسا؟ لابد أن نؤكد على قاعدة مهمة للغاية، وهى أن المقدمات الواضحة تؤدى إلى نتائج محددة، فالإجراءات الأخيرة التي أراد النظام أن يشرعن بها الانقلاب عبر مسرحية انتخابات رئاسة الجمهورية كانت كاشفة للحجم الحقيقى للظهير الشعبى للنظام وللسيسى الذى حاول النظام عبر أذرعه الإعلامية وأجهزته المختلفة أن يعكس صورة شديدة التزييف عنه أمام العالم. ومن ثم فإن الشرعية التي استمات النظام ليتمسح بها أمام العالم الخارجي نزعها عنه وشككك فيها هذا العزوف التاريخى للشعب المصرى عن التصويت ليضع "السيسى" ونظامه الانقلابي بأكمله أمام معضلة مفصلية ستسدعى أن يقوم النظام نفسه مع التأزم المحتوم للوضع المصرى إلى الطعن على انتخاب "السيسى" نفسه كمخرج لتنفيس الوضع والحفاظ على النظام مع التحولات الشديدة فى اتجاهات الرأي العام التي باتت واضحة في الشارع المصرى ثانيا. وكيف تنظر لدلالات ما جري في مسرحية انتخابات الرئاسة؟ أظهرت تمثيلية الانتخابات الأخيرة أن هناك صراع أجنحة داخل النظام الانقلابي وأن الدولة العميقة راعي الفساد الأول في مصر أرادت أن توجه رسالة عبر الانتخابات بإظهار ضعف الحشد مفادها أنه لن يمكنك أن تحكم وحدك. لذلك فمصر ستعيش صراع بين مراكز قوى هي رجال الأعمال والشرطة والأجهزة الاستخباراتية والمؤسسة العسكرية وهذه جميعها أو بعضها قادر على الإطاحة بالسيسى في أي وقت إذا اختلت توازنات المصالح. وماذا عن المشهد القادم بشكل عام في ظل تصاعد الحراك الثوري؟ ستشهد مصر تصاعدا في الإضطرابات السياسية والإقتصادية. وبما أن السياسة والاقتصاد مرتبطان ببعضهما البعض فالمستقبل الإقتصادى لمصر قاتم للغاية، بل أصبح كارثيا في ظل هيمنة نظام الثالث والعشرين من يوليو المسئول الأوحد عن التردى والأنهيار الذى عاشته مصر طوال العقود الماضية وحتى اللحظة، ومن ثم فلن يتقلص الفساد، بل سيتوحش ليعوض مافاته منذ الخامس والعشرين من يناير. وليس أدل على ذلك من أن أغلب رجالات السيسى وحوارييه هم من ركائز عصر المخلوع "مبارك" في شتى المجالات. ومن ثم فإن طبائع الأشياء تقضى بأن من لا يجيد سوى الهدم والإفساد على مدار عقود لا يمكن أن تعهد إليه بالبناء والإصلاح. وهل تري أن المعركة صفرية وستمتد لفترة طويلة أم أنها قابلة للحل الساسى يوما ما؟ من وجهة نظرى ونظر كثيرين أن الانقلاب منذ مجزرة فض إعتصام رابعة حوّل المعركة إلى معركة صفرية، بدليل إعتماد حل واحد، وهو الحل الأمني الذى لا يرى الانقلاب غيره للأسف. أما إمكانية الحل السياسى واقتراب نهاية المعركة، فالحل السياسى من وجهة نظرى هو مطلبنا ومطلب جميع أنصار الشرعية ورافضى الانقلاب، ولكن الحل السياسى يتطلب أن يتلاق الطرفان على الحل ولا يصلح أن يكون بناءا على رغبة طرف دون الآخر وإلا أصبحنا أمام إذعان وقبول بالأمر الواقع وتسليم لكل ما تم من انتهاكات وخروج على الدستور والشرعية، وما هذا ما يسعى له النظام منذ الثالث من يوليو 2013م تسليم بشروط الانقلاب جميعها، وهذا يعنى من وجهة نظرى القضاء على مستقبل هذا الوطن وشرعنة لمنطق القوة واهدار للديمقراطية وركل للعدالة ومكافأة للمتلاعبين بإرادة الشعوب والمغامرين بالأوطان. ولكن على كل الأحوال أعتقد أن المعركة بين الشرعية والاستبداد تتجه تصاعديا، وأن الذى سيحسمها قريبا جدا هم الشباب الثائر الذى يملأ الميادين والمتمسك بعقيدته وثوابته الوطنية. ما هو تقييمك ورؤيتك لمنظومة العدالة في مصر بعد الأحكام المسيسة التي تصدر يوميا؟ هناك انهيار تام لمنظومة العدالة في مصر منذ الانقلاب، فقد تم ذبح القضاء على مذبح قرابين "السيسى" والنظام كفيل أن يهدم أي دولة، لذلك فمرحلة السيسى ستشهد من وجهة نظرى توجها أكثر استبدادية من نظام "مبارك" على كافة الأصعدة والواقع يشهد بانهيار منظومة حقوق الانسان والعدالة والحريات، والتي باتت على أثرها مصر محل للإدانات الدولية المتلاحقة. كيف تنظر لمواقف المجتمع الدولي بعد تنصيب السيسي رسميا؟ القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى الإقليمية الداعمة للانقلاب والمساهمة فيه هي بطبيعة الحال جزء من المشكلة المصرية الآن وصانعة لها، ومن ثم فإن "السيسى" المدعوم أمريكيا وصهيونيا يعتبر غنيمة باردة لهذه القوى الدولية، ومن ثم ستسعى هذه القوى لمحاولة دعمه إن أمكن. وهذا توجه واضج لدى الإدارة الأمريكية تحديدا بما يلبى مصالحها، والتي يعتبر "السيسى" وفقا لكثير من الدوائر الأمريكية والأوربية الرجل الأكثر مناسبة على الأطلاق لتحقيق ذلك ما لم يكن للإرادة الشعبية كلمة أخرى في القريب العاجل. العلاقات المصرية مع الغرب.. كيف ستكون في عهد قائد الانقلاب وهل ستشهد مزيد من التبعية أم تعاملا علي أساس الندية؟ فترة "السيسى" ستصبح أكثر الفترات في تاريخ مصر الحديثة انبطاحا للغرب والأمريكان، وليس أدل على ذلك من تنبى النظام مشروع ما يسمى بمحاربة الإرهاب وما يحدث في سيناء والسياسة تجاه غزة وليبيا والإخوان المسلمين وغيرها من القضايا المحورية. هل تعتقد أن التيار الإسلامي عامة وجماعة الإخوان المسلمين خاصة بحاجة لإجراء مراجعات فكرية لتصحيح مسارهم؟ بالفعل التيار الاسلامى وعلى رأسه جماعة الاخوان المسلمين في حاجة ملحة لمراجعات نقدية عميقة تستوعب الأهداف والوسائل والواجبات من أجل تأطير وترسيخ العمل الجماعى الاستراتيجي من ناحية التفكير والتنظير والتنفيذ، بما يضمن حسن التعامل مع النصوص الشرعية والمستجدات الواقعية والاشكاليات الدولية، ووضع برامج مفصلة للمشرع الاسلامى توضح المفاهيم العديدة كالشورى والحرية والثقافة والفنون والاقتصاد وقضايا المرأة وغيرها. وكذلك البيان الواضح لكثير من المسائل كالمحن والابتلاءات وطرق التعامل معها شرعا وفقا للعصر، بما يؤكد للجميع أننا أصحاب مشروع تجديدى يسقط النص على الواقع ويواجه التحديات ويقدم النموذج للمجتمع المتوازن الذى يرضاه الله ورسوله. هناك من تحدث عن وجود غضب مكتوم بين شباب الإسلاميين وقيادات التيار الإسلامي؟ هناك حمية طبيعية لدى شباب التيار الاسلامى، ولكن الحمية إن لم تكن موجهه وراشدة فربما تأتى بنتائج عكسية، لذلك قد يفسر البعض أن هناك غضبا مكتوما بين الشباب والقيادات يعكسه الرغبة الواضحة لدى كثير من الشباب لحصد النتائج سريعا، والتي يرى البعض منهم أنها تستوجب تصعيد قوة مع النظام، وهذا ربما يأتي بنتائج عكسية ولا يخدم القضية في الوقت الراهن. لكن بدون شك كانت هناك أخطاء مرحلة في إدارة الأزمة سابقا، كما أن إدارة الأزمة حاليا تحتاج إلى ابتكار وتجديد دائمين، ولابد أن يعى الجميع دروسها حتى لا تتكرر، وأن على الجميع أن يدركوا أن الأوضاع كانت أكبر من أن يتصدى لها فيصل منفردًا، وأن استراتيجية العمل الجماعى والرهان على الداخل دون الخارج ونشر الوعى والتمسك بالسلمية السبيل الوحيد لتحقيق نتائج طال الوقت أو قصر.