إن كنا نظن أن القذافى هو الرئيس (الوحيد) الذى كان يتلعثم فى حديثه، ويهذى فى كلامه، وينطق بعبارات ركيكة غير مفهومة، فذلك غير صحيح، وإن كنا نعتقد أن (البلاهة الرئاسية) كانت سمة الرؤساء العرب (فقط)، فذلك أمر يحتاج إلى مراجعة، فحتى رؤساء أكبر دولة فى العالم، لم يخل سجلهم من زلات اللسان، والمواقف الطريفة، وأحيانا (العبط)! ومن أمثلة الكتب المهتمة بتجميع طرائف الرؤساء الأمريكيين (نوادر رئاسية) تأليف أستاذ التاريخ الأمريكى بول بولير، و(ركاكة بوش اللغوية) للناقد اللغوى الأمريكى مارك كريسبين ميللر الذى صدر فى يونيو 2002، فضلا عن كتاب (طرائف رؤساء أمريكا) للكاتب مجدى قطب، فضلا عن تقرير مهم مجمع للزميل على عبد المنعم. يتربع على قمة صاحب الأخطاء وزلات اللسان والطرائف الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وأطلق الكاتب جاكوب ويسبرج (البوشزم) على ظاهرة تدنى لغة بوش الخطابية، وتشوش أفكاره وتلعثمه المستمر فى الكلام، مثلما قال -قبل توليه الرئاسة- فى تعليق له على الهولوكوست فى 15 سبتمبر 1995: "إن الهولوكوست فترة قذرة فى تاريخ أمتنا.. أعنى فى تاريخ القرن ولكن كلنا عشنا فى هذا القرن.. أنا لم أعش فى هذا القرن"!! كما أن بوش لا يجد فارقاً كبيراً بين السنين والساعات فقد قال فى خطابه للشعب الأمريكى فى 9 إبريل 2002: "إننى فى خطابى للأمة أو خطابى الاتحادى أو خطاب أمتى الاتحادية أو الاسم الذى تسمونه لهذا الخطاب.. المهم أنه للأمة: أدعوكم لأن تعطوا 4 آلاف سنة من وقتكم لأمريكا.. أقصد 4 آلاف ساعة من وقتكم المتبقى من حياتكم لأمريكا.. نعم هذا ما أقصده اجعلوا من وقتكم 4 آلاف ساعة لأمريكا"!! وفى خطابه الذى ألقاه فى 22 يوليو 2001 أكد: "أنا أعرف ما أؤمن به، وسأستمر فى كونى واضحاً فيما أؤمن وأؤمن به.. أنا أؤمن بأن ما أؤمن به صحيح"! وسأل بوش رئيس البرازيل عام 2001: هل يوجد لديكم (سود) فى البرازيل؟"! ويذكر كتاب "البوشزم أن بوش يقول كلاما غير مفهوم كما قال فى خطاب آخر له فى 25 مايو 2004: لى الشرف بأن أسلم على كل يد عراقية شجاعة.. (قطعها) صدام حسين"! وقال إنه يطلب بن لادن حيًا أو (ميتًا) لكي.. يحاكم! وزعم بوش اتساع ثقافته لتشمل إلمامه بلغات أخرى غير الإنجليزية حيث أكد فى حملته الانتخابية أنه يجيد الإسبانية –توددًا فى أصوات الإسبان– وحينما تولى منصبه تحدث جملاً بالإسبانية، قال عنها الإسبان "ليته لم ينطقها"، كما حاول الادعاء بإلمامه باللغة الفرنسية حينما قال فى أغسطس الماضى أثناء لقائه برئيس الوزراء البريطانى تونى بلير: "المشكلة فى اللغة الفرنسية أنها تفتقد كلمة معادلة لكلمة (رجل الأعمال)! ولا ينسى أحد محاولته الخروج فى قمة الدول الثمانية الغنية من خلال لوحة جدارية مرسومة على شكل باب! وفجأة صرح بوش: لقد حان الوقت ليدخل الجنس البشرى فى المجموعة الشمسية". أما أكثر ما أثار استغراب مستمعى خطبه ما شدد عليه فى خطاب ألقاه فى 17 أغسطس 1993 قائلاً: "أنا أؤكد كل الأقوال (الخاطئة) التى صرحت بها"! ويبدو أن هذه الظاهرة وراثية، فقد خطب الرئيس بوش الأب مرة وقال: "لا تبك علىّ أيتها الأرجنتين"، وتساءلت مجلة دير شبيجل الألمانية: هل كان الرئيس يظن أن الأرجنتين ولاية أمريكية"؟! غدا نكمل مع بقية الرؤساء الأمريكان.