وأحيانا من غرفة إلى غرفة! ترددت قبل الحصول عليها.. كنت متوقعا تلك المطاردة! قالت لي: أنا لست شهادة دكتوراه عادية.. أنا شهادة دكتوراه في علم الشريعة!. أي أنك أصبحت بالحصول علي مكلفا بأنك تتحمل مسؤولية ثقيلة..مسؤولية وراثة الأنبياء.. مالك تتناسى حديث المعلم الأول صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ"! أصبحت وقت الحصول علي حاملا لواء الشريعة.. رضيت أم أبيت! أكنت عالما علامة أم لم تكن! فقلت:لكن.. فقاطعتني:لك أجر من علمت..أنهضت..هديت.. ولك وزر من أقعدت..دلست..خذّلت! قلت: ما المطلوب من حاملك؟مني؟ قالت:أن تتكلم إن سكت الناس وأن تتقدم إن تأخروا وأن تبذل إن بخلوا وأن تضحي إن جبنوا وأن تثبت إن فروا واجرك على الله.. قلت:رفقا بي..كأنك تريدن قتلي؟! قالت:ويحك..وما المانع أن أقتلك أو أسجنك؟ أنسيت درسك عن حبيب النجار؟ قلت:الذي جاء من أقصى المدينة ناصحا قومه:" يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ"؟! قالت:نعم.. كلمات صادقة قالها لهم.. فكانت سببا لقتله! أفلا تقتلك سنوات في الشريعة عديدة ودروس في تعليم الناس مديدة! نعم.. قد اقلتك مؤقتا.. لتحيا أبدا ! لعلك تفوز بالبشارة التي فاز بها حبيب النجار بعد مقتله: "قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ " فأي خسارة تخشاها؟! وأي دنيا تبكيها؟! تالله.. لن يبقى من كدر السجن والسجان شيء يوم تخطو الخطوة الأولى في بلاد الأفراح! ثم يا بلوي..يا من حاز 17 صحابيا من قبيلته شرف المشاركة في غزوة بدر..حدثني عن سيد الشهداء..وعن أفضل الجهاد..ولا تكتم العلم! قلت: جاء في الحديث الصحيح: " سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ , فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ , فَقَتَلَهُ " قالت:أحسنت..وماذا عن أفضل الجهاد؟ قلت:سئل الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد فقال: "كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ" قالت: ما أروع أجر الجهاد والشهادة.. فكيف بأفضل أنواعهما؟ قلت: هل لي بخارطة طريق؟ قالت: أن تعمل لله مستعينا بالله سائرا مع الله.. سائلا له الإعانة على هذه المسؤولية.. قلت: ممكن.. كلمة أخيرة عن المطلوب مني للقيام بتحمل مسؤولية الشهادة التي أحملها؟ قالت: أبشر يا طيب: أن ترتوي ورقة شهادتك ..من دماء شهادتك!