على عكس كل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي أعلنت تعاطفها ودعمها لكل الضحايا من المدنيين، شز نادي تشيلسي الإنجليزي المملوك لرجل الأعمال الأمريكي المثير للجدل جاء بيان نادي تشيلسي الوحيد الذي غرد خارج السرب، وأعلن دعمه بشكل رسمي لحكومة وجيش الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني المشروع وفقا للقانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على حق الشعوب في مقاومة المحتلين بشتى الطرق والوسائل. وقال تشيلسي في بيانه الرسمي: «يشعر نادي تشيلسي لكرة القدم بحزن شديد بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح بعد هجمات نهاية الأسبوع الماضي على إسرائيل. إننا نقف مع الجالية اليهودية في لندن وفي جميع أنحاء العالم في مواجهة المد المتصاعد لمعاداة السامية، والذي قمنا بحملات ضده منذ فترة طويلة». وأضاف: «سننضم إلى زملائنا في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في تذكر كل الأرواح البريئة التي فقدت في إسرائيل وغزة في الأيام الأخيرة في ستامفورد بريدج عندما نواجه أرسنال». وجاء بيان أرسنال أخف في انحيازه للاحتلال حين أكد أنه يقف مع الضحايا من الطرفين، وقال في بيانه: «إننا نعرب عن حزننا العميق لجميع المتضررين من الهجمات التي وقعت في إسرائيل يوم السبت والمأساة الإنسانية التي اندلعت الأسبوع الماضي، والتي أودت بحياة الأبرياء في كل من إسرائيل وغزة. نحن نقف إلى جانب جميع مؤيدينا ومجتمعاتنا المتضررة من هذا الصراع في جميع أنحاء العالم». واختتم: «معًا كنادٍ، سوف نتذكر كل أولئك الذين فقدوا حياتهم وسنقدم احترامنا في مبارياتنا المقبلة للسيدات والرجال ضد أستون فيلا وتشيلسي». النني فخر العرب أما بيانات باقي الأندية فجاءت أكثر توازنا من بياني تشيلسي وأرسنال. وكان سجال قد دار في نادي أرسنال في أعقاب إعلان اللاعب محمد النني المحترف في صفوف أرسنال عن دعمه لفلسطين، بتغيير صور حسابته على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء 11 أكتوبر إلى المسجد الأقصى وعلم فلسطين؛ وهو ما قوبل بغضب واسع من رابطة مشجعي أرسنال من اليهود، وبعض الشركات الراعية التي لها خلفية يهودية وتدعم إسرائيل. وأصدر يهود أرسنال "Jewish Gooners" بيانا رسميا، جاء فيه: «إن الدين والعرق والثقافة والتراث هي مكونات أساسية لهوية الفرد، ولا يوجد مكان أكثر وضوحًا من ذلك في الشرق الأوسط.. محمد النني هو اللاعب المفضل لدى مشجعي أرسنال، وهو أسطورة مصرية ومسلَّم ذو فخر بدعمه للقضية». وتابع البيان: «ومع ذلك، يجب علي محمد النني أن يدرك أن العلم الفلسطيني الذي يرفعه الآن علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي هو نفس العلم الذي يتم التلويح به في شوارع لندن وفي جميع أنحاء المملكة المتحدة للاحتفال بمقتل 1200 يهودي وإسرائيلي». وأضاف البيان: «إن اختيار هذه اللحظة لاتخاذ مثل هذا الموقف المُسيس والتحريضي يظهر افتقارًا إلى التعاطف والإنسانية، ويُشكل مصدر استياء كبيرا لمُشجعي أرسنال اليهود والعديد من الآخرين بلا شك». من ناحية أخرى علقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على الأمر، مشيرة إلى أن النني حرص على إظهار الدعم لفلسطين بتغيير صورة الحساب الشخصي على "إنستجرام". ولفتت أيضًا إلى أن موقف النني أتى بعد أيام من موقف زميله أولكسندر زينشينكو الذي قام بتقييد حسابه على إنستجرام عن الجمهور بعد الانتقادات التي طالته من الجماهير حين أظهر الدعم للكيان الصهيوني. فعلها زينتشينكو وأعن دعم إسرائيل دون أن يلام من النادي أو الاتحاد الإنجليزي، وحين فعلها النني هاجت الدنيا ضده في برهان على مدى توغل العنصرية في المجتمع الإنجليزي. وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، اضطر آرسنال إلى تحذير لاعبيه من رد الفعل العنيف الذي قد يواجهونه على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تغيير النني لصورته الشخصية دعمًا لفلسطين. ابنة جوارديولا تدعم فلسطين من جانبها أصدرت ماريا جوارديولا، نجلة المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، بيب جوارديولا، بيانًا قويًا لدعم فلسطين، في إطار ما يمر به قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الغاشم. وقالت عبر بيان نشرته بحسابها الرسمي بموقع "إنستجرام": "يا إلهي، هل هذا ما سنفعله الآن حقًا؟ مجرد الجلوس ومشاهدة الإبادة الجماعية عبر التلفاز؟ وبعد عقود من الآن، وعندما يُذكر ذلك في كتب التاريخ، سينظر الجميع إلى بعضهم ويتسائلون، كيف حدث ذلك؟!". وأضافت: "لأول مرة أتفهم حقًا كيف حدثت الفظائع الجماعية عبر التاريخ، مرارًا وتكرارًا، نحن لا نتعلم أبدًا، ما الذي يجب أن يكون عليه عدد الوفيات قبل أن يتحدث شخص ما أخيرًا ضد هذا الجنون ويحث على ضبط النفس، وليس المزيد من الأسلحة؟ 10000؟ 100.000؟ مليون؟ أكثر؟ عندما يموت ما يكفي من الفلسطينيين؟!". وواصلت: "أتفهم أن الكثير منا خائفون من التحدث، أفهم أننا نخشى أن نقول الشيء الخطأ، لكنني لن أبقى صامتة وأعيش مع حقيقة أنني لم أتحدث مطلقًا عندما اُرتكبت فظائع بهذا الحجم بسبب الخوف". وأوضحت: "هذه ليست – ولم تكن أبدًا – معركة متكافئة، إنها الآن مذبحة على نطاق لا أعتقد أنني رأيته في حياتي، تم إسقاط 6000 قنبلة في غضون 6 أيام بالفعل، على شريط من الأرض يبلغ طوله 25 ميلًا فقط وعرضه 7.5 ميلًا في أوسع نقطة". واستطردت: "أحياء بأكملها تمت تسويتها بالأرض، تم القضاء على العائلات، تنهار المستشفيات تحت وطأة الضحايا، بالنظر إلى عدد سكان يبلغ 2 مليون نسمة – نصفهم من الأطفال، فإن 70% منهم لاجئون". وتضيف: "والآن، التهجير القسري لمليون شخص، إن خيار الهجرة القسرية أو الموت هو تطهير عرقي، وحقيقة أنه من المستحيل أن يغادر هذا العدد الكبير في ذلك الوقت يعني أن هذا يُعد إبادة جماعية الآن، لقد ذهبنا إلى ما هو أبعد من مجرد الدعاء من أجل السلام، وكل حياة ثمينة، والعبارات التي تم تُنشر لإظهار أنك قمت بنشاط ما، عليك إثبات ذلك بالفعل". واختتمت: "إذا كان لديك أي نوع من المنصات الآن، يجب استخدامها لنتكلم، لأنه أصبح من الواضح بشكل صارخ أن العالم سعيد بالدخول في حالة رعب لا يمكن وصفها، ولم نبذل حتى مجهودًا لمنعها". الاتحاد الإنجليز يتراجع عن دعم الاحتلال وكان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد تراجع عن عن إضاءة ملعب ويمبلي بألوان علم إسرائيل لإظهار التضامن معهم، خلال مباراة المنتخب الإنجليزي الودية ضد المنتخب الأسترالي الجمعة 13 أكتوبر 2023م، وذلك خوفًا من ردود الأفعال. وحسب تقرير نشرته بي بي سي، فإنه بدلًا من إضاءة ملعب ويمبلي بألوان العلم تم نقل رسالة السلام والوحدة قبل المباراة. وتعزو أسباب تغيير القرار إلى أن هناك لاعبين مسلمين وعرب قد حذروا أنديتهم بالخروج من الملعب في الدوري الإنجليزي حال تم إظهار الاحترام لجانب واحد فقط بدقيقة صمت وتجاهل شهداء فلسطين. وفي الخميس 12 أكتوبر، أصدرت رابطة البريمييرليج ، بيانا رسميا قالت فيه: «تشعر رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بالصدمة والحزن بسبب الأزمة المتصاعدة في إسرائيل وغزة، وتدين بشدة أعمال العنف المروعة والوحشية ضد المدنيين الأبرياء»، نأمل أن يحل السلام، ونعرب عن تعاطفنا الصادق مع الضحايا وأسرهم والمجتمعات المتضررة. وكدليل على الاحترام لجميع المتضررين، سيرتدي لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز والمديرون الفنيون وحكام المباريات شارات سوداء ويلتزمون دقيقة صمت في المباريات التي ستقام من السبت 21 إلى الاثنين 23 أكتوبر. وستقدم الرابطة أيضًا تبرعًا للصليب الأحمر البريطاني لدعم جهود الإغاثة لمساعدة المحتاجين". وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فقد استشهد حتى مساء السبت 14 أكتوبر نحو 2228 وأصيب نحو 8744 أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، في حين استشهد 54 شخصا، وجرح أكثر من 1100 في الضفة الغربية. بينما قتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأصيب أكثر من 3000 آخرين.