ساعات قليلة تفصلنا عن المسرحية الهزلية المعروفة بالانتخابات الرئاسية، وقبل استعراض هذه المسرحية لا يجب أن ننسي تلك الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها ميليشيات عبد الفتاح السيسي ضد مؤيدي الشرعية خلال ال10 أشهر الماضية أو بمعني آخر المرحلة الانتقالية وخارطة الطريق كما يسمونها، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين. قبل الحديث عن الانتخابات الرئاسية لا يجب أن نغفل أن قائد الانقلاب الدموي هذا جاء على أشلاء وجثث مؤيدي الشرعية، واغتصب إرادة الشعب المصري وانقلب على الشرعية. "الحرية والعدالة" يستعرض خلال السطور التالية تلك المجازر والجرائم التي ارتكبتها سلطة الانقلاب.
المجزرة الأولى بدأت المجازر قبل الانقلاب بيوم وتحديدا يوم 2 يوليو، وذلك ردا على خطاب الرئيس محمد مرسي المسمّى ب"خطاب الشرعية" الذي تحدى فيه الانقلاب، وعندها ظهرت نوايا الجيش والشرطة في الانقلاب على الرئيس الشرعي؛ فتم الهجوم على أنصار الشرعية في ميدان النهضة من قبل بلطجية مدفوعين بقوات الأمن وقتل 23 من المتظاهرين بالميدان يومها –بحسب الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة- وكانت هذه إشارة إلى بداية عهد المجازر على يد الانقلابيين.
مجزرة الحرس الجمهوري ففي 8 من يوليو الماضي أطلقت قوات أمن الانقلاب الرصاص الحي على المتظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري أثناء أدائهم صلاة الفجر، مما أسفر عن استشهاد نحو 57 شخصا وإصابة 435 آخرين بحسب وزارة الصحة والمصادر الرسمية، لكن التحالف أعلن أن عدد الشهداء بلغ 103 شهيد بخلاف المئات الذين تم اعتقالهم، وسميت هذه المجزرة ب"مذبحة الساجدين"، أو "مذبحة الحرس الجمهوري"، وكانت تعد أولى مجازر الانقلابيين.
مجزرة رمسيس الأولى وفي 15 من الشهر ذاته أطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في ميدان رمسيس وذلك بمعاونة البلطجية وبمباركة قوات الجيش لطردهم من الميدان، مما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة العشرات واعتقال نحو 500 شخص.
مجزرة الحرائر بالمنصورة وفي يوم 20 يوليو وقعت مجزرة للنساء في المنصورة على يد بلطجية مسلحين حيث قتل 4 نساء و7 رجال وأصيب عدد ضخم من المتظاهرين في حادث بشع حيث كانت السابقة الأولى أن يتم قتل النساء بدم بارد ودون سبب لمجرد أنهن يتظاهرن.
أحداث المنصة استيقظ الشعب المصري في 26 من يوليو على مذبحة ثانية عُرفت باسم "أحداث المنصة" حيث قامت قوات الانقلاب بقتل المتظاهرين أمام النصب التذكاري للجندي المجهول وراح ضحيتها 127 شهيدًا و4500 جريح بحسب إحصائيات مؤيدي الشرعية ومئات الجرحى.
جريمة فض رابعة والنهضة وفي حادثة هي الأبشع والأكثر دموية في تاريخ مصر، ارتكبت ميليشيات السيسي مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 من أغسطس الماضي وبعدما كانت المجازر السابقة تنحصر في القتل والإصابة فقد فاق إجرام قوات الانقلاب في ذلك الفض كل الحدود.
بدأت مجزرة الفض هذه بتعمد استهداف المدنيين العزل وقنصهم وإطلاق الرصاص الحي عليهم، ومنع وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى، ثم بإحراق مخزون الأدوية والأدوات الطبية الخاصة بالمعتصمين السلميين، وانتهت باقتحام المستشفى الميداني وإشعال النيران في جثث الشهداء وحرق المصابين وهم أحياء.
وخلّفت تلك المجزرة ما يزيد عن 3 آلاف شهيد منها ما لا يقل عن ألفي شهيد في رابعة العدوية وحدها، بالإضافة إلى إصابة نحو 10 آلاف متظاهر، ومئات المعتقلين.
وأعلنت المستشفى الميداني حينها أن من سقط في مجزرة رابعة وحدها -عدا النهضة- أكثر من 2600 شهيد، وأن الدليل على هذا أن عدد الأسر التي تبحث عن ذويها تجاوز 2000 أسرة معظمهم وجدوا جثامين أبنائهم وهناك 1000 مفقود لم يتعرف على مكان جثمانه حتى الآن، ذلك فضلا عن الذين تم إحراق جثثهم ومن تم حرقهم أحياء ولم يتم التعرف على جثثهم حتى الآن.
مجزرة رمسيس الثانية أعقب تلك المجزرة مجزرة أخرى سُميت بأحداث مسجد الفتح أو أحداث رمسيس الثانية حيث قامت قوات الجيش والشرطة المتمركزة أعلى كوبري 6 أكتوبر وقسم شرطة الأزبكية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الموجودين في ميدان رمسيس والمشاركين في فعاليات مليونية "جمعة الغضب" آنذاك، وأيضا حاصرت كل من كانوا بمسجد الفتح واعتقلت المئات، وأسفرت هذه الأحداث عن استشهاد 103 شخص وإصابة المئات.
مذبحة سجن أبو زعبل لم تكن أحداث مسجد الفتح هي الأخيرة حيث قامت قوات الأمن في 18 أغسطس الماضي بقتل 38 من المعتقلين السياسيين أثناء ترحيلهم إلى سجن أبو زعبل فيما عُرف بمذبحة "سجن أبو زعبل" بعدما أطلقوا قنابل الغاز السامة في عربة الترحيلات مما أدى إلى وفاتهم بالاختناق.
قتل نساء وأطفال بسيناء قامت قوات الانقلاب بقتل نساء وأطفال من عائلة واحدة يوم 13 سبتمبر بلغ عددهم 7 أفراد، حيث وجدت بقايا جثث النساء والأطفال مدفونة أسفل منزل قصفته القوات بدعوى وجود عناصر إرهابية فيه. مجزرة يوم 6 أكتوبر خرجت جموع غفيرة وبشكل غير مسبوق وقتئذ في تظاهرات تناهض الانقلاب الدموي وجرائمه في ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر، لكن قوات الأمن قامت بالاعتداء على كافة هذه التظاهرات بالرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن مجزرة جديدة سقط فيها 51 شهيدًا، و268 مصابًا وفقًا للأرقام الرسمية واعتقال ما يزيد عن ألف متظاهر معظمهم في ميداني الدقي ورمسيس الذين كانوا في طريقهم إلى ميادان التحرير لكن الشرطة والجيش والبلطجية الذين قاموا بملاحقتهم في الشوارع الجانبية بالآلي والأسلحة البيضاء وحالوا دون وصولهم إلى الميدان.
مجزرة استفتاء الدم شهد يوما استفتاء الدم واليوم التالي لهما محاصرات وقتل وترويع آمنين وملاحقات وصلت إلى شعور المواطنين بالغاز المسيل للدموع في بيوتهم ليلا في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، هذا بخلاف ما شهده يوما الاستفتاء من ارتقاء 12 شهيدا -وفقا لبعض الإحصاءات- واعتقال وإصابة المئات في مناطق متفرقة؛ نظرا لإصرار رافضي الانقلاب على التظاهر السلمي والتعبير عن حقهم في مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم.
مجزرة 25 يناير في يومي 24- 25 يناير ارتكبت ميليشيات الانقلاب مجزرة جديدة بحق مؤيدي الشرعية راح ضحيتها 106 شهيد ومئات المصابين وفقا لموقع وأشار "ويكي ثورة". إحصاءات الشهداء والمصابين في تزايد مستمر مع تواصل خروج التظاهرات المؤيدة للشرعية والرافضة للانقلاب إلى الشوارع بشكل يومى، فبات سقوط شهداء وجرحي في كل فاعلية يدعو إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية أمرا عاديا.
اقتحام القرى وتحت مسمى "محاربة الإرهاب" بررت ميليشيات السيسيي السياسة التي انتهجتها من اقتحام للقرى والمدن المعروفة بتأييدها للرئيس محمد مرسي للتخلص منهم وبث الرعب في نفس كل من تسول له نفسه الخروج في تظاهرات مناهضة لهم.
ففي 16 من سبتمبر الماضي داهمت قوات أمن الانقلاب الدموي قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا ومارست عمليات اقتحام وتدمير واسعة لمنازل الأهالي تحت غطاء كثيف من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وقامت باعتقال العشرات. كما قامت بتخريب هذه المنازل وتكسير محتوياتها وانتهاك حرمتها، واعتقال علماء القرية وشبابها وكل من كان له صلة باعتصام ميداني رابعة العدوية وميدان النهضة، تجاوزت أعداد المعتقلين بدلجا نحو مائتي معتقل وما زالت حملات الاعتقال مستمرة تحت غطاء تمشيط القرية من الإرهابيين.
أما كرداسة فقد تم اقتحامها من قبل قوات الأمن فجر يوم 19 من سبتمبر الماضي تحت مسمى تحرير كرداسة من قبضة الجماعات الإرهابية، حيث قامت باعتقال العشرات بشكل عشوائي، فضلا عن تضييق الخناق على أهلها، وما زالت عمليات الاقتحام مستمرة حتى الآن.
تكرر ذلك المشهد في سيناء من مداهمة المنازل وهدمها واعتقالات وما إلى ذلك. وكذلك الحال بالنسبة للعياط حيث اقتحمت قوات الأمن مدينة العياط جنوب شرق الجيزة تحت مسمى "تطهيرها من البؤر الإجرامية وملاحقة البلطجية والخارجين على القانون"،ودفعت الأجهزة الأمنية في ذلك الوقت ب12 مجموعة قتالية وضباط العمليات الخاصة وعدد من سيارات الأمن المركزي التي تحركت من مديرية أمن الجيزة في طريقها لمدينة العياط.
وفي 28 من أكتوبر الماضي قامت قوات من الجيش والشرطة باقتحام قرية العتامنة بمركز طما بسوهاج بعد حصارها وإحكامها من كافة الجهات، مما أدى إلى سقوط شهيدين، وكانت قوات الأمن قد شنت حملة اعتقالات قبل أن تحرق عددا من المنازل في هذه القرية، ضمن حملة أمنية.
وطال قرية الميمون بمركز الواسطي ببني سويف هذه الاقتحامات ففي يوم 24 من إبريل الماضي قامت قوات أمن بني سويف حملة أمنية مدعومة بقوات من قوات الجيش على قرية الميمون للقبض على عدد الإخوان المسلمين، فاعترض أهالي المتهمين على القبض العشوائي وعدم ثبوت أدلة وتصدوا لقوات الأمن بالأسلحة النارية وطلقات الخرطوش. وتم اقتحام القرية من قبل قوات الأمن وسط إطلاق كثيف من النيران وقنابل الغاز المسيل للدموع مما أدى إلى إصابة شخصين واشتعال النيران في سيارتين ومخزن علف للماشية.