المانجو ب20 جنيها.. أسعار الخضر والفواكه في سوق العبور اليوم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    شهداء وجرحي في قصف إسرائيلي على منازل بشمال غزة (فيديو)    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    بث مباشر، حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات في أول أيام التشريق    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    خسائر الاحتلال الإسرائيلي.. ارتفاع القتلى ل662 وآلاف يطلبون مساعدات نفسية    عصام السقا يحتفل بعيد الأضحى وسط أهل بلدته: «كل سنة وأنتم طيبين» (فيديو)    موعد ومكان عزاء الموزع عمرو عبدالعزيز    شهيدان و13 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزرقا شمال مدينة غزة    «الناتو» يبحث وضع الرؤوس الحربية النووية للحلف في حالة تأهب    ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الإثنين    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة إنبي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثمان داخل «سجادة» في البدرشين يثير الرعب أول أيام عيد الأضحى (القصة الكاملة)    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    مانشستر يونايتد يجدد الثقة في تين هاج    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفاح يتطلع للرئاسة.. طريق على جثث الشهداء
نشر في الشعب يوم 05 - 02 - 2014

الحرس الجمهورى والمنصة ورمسيس الأولى والثانية ورابعة والنهضة و6أكتوبر وذكرى الثورة.. مؤهلات حصول السيسى على رتبة مشير
ميليشيات السيسى نصبت مدافع الجرينوف والأسلحة الثقيلة للمتظاهرين السلميين.. ونفذت مذابح للطلبة والمعتقلين
الانقلاب استخدم البلطجية لقتل النساء والأطفال.. والقناصة والرصاص الحى للركع السجود
أسفر الانقلاب العسكرى الدموى فى 3 يوليو 2013 عن وجهه القبيح منذ الوهلة الأولى له، بعد تقييد حرية الإعلام وحصار الأحزاب، واعتقال السياسيين وتضليل الإعلام المتواصل.
إضافة إلى ذلك شهدت مصر منذ الانقلاب عددا من المذابح والمجازر تعد الأعنف والأكثر إجراما فى التاريخ المعاصر، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله.
وترصد «الشعب الجديد» فى تقريرها إحصاء لعدد من مذابح السفاح السيسى وميليشياته وأعداد الشهداء الذين ارتقوا خلال هذه المذابح، ليرى العالم كم الدماء والجثث التى اعتلاها السيسى ليصل إلى الترشح للرئاسة، إلا أن هناك مذابح أخرى تجرى ولا يوجد إحصاء دقيق حولها كما هو الوضع فى سيناء، فضلا عن حالات الاضطهاد وتعذيب المعتقلين، وكذلك المذابح التى تجريها قوات الانقلاب بغرض إلحاق الاتهامات برافضى الانقلاب أو تصفية لحسابات مع بعض الجنود أو الضباط.
مجزرة بين السرايات..23 شهيدا
وهى المجزرة الأولى التى تمت بعد خطاب الرئيس «محمد مرسى» وتحديدا يوم 2 يوليو 2013 ردا على التهديدات المتلاحقة بالانقلاب من قبل الجيش، فبدأ الثوار فى التجمع بميدان النهضة لدعم لرفض الانقلاب؛ إلا أن البلطجية المدعومين من قبل قوات أمن الانقلاب الدموى قاموا بالاعتداء عليهم ما أسفر عن استشهاد 23 من المتظاهرين بالميدان يومها -بحسب الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة بحكومة الانقلاب- وكانت هذه المذبحة علامة على بداية عهد المجازرعلى يد الانقلابيين.
مجزرة الحرس الجمهورى.. 103 شهداء
وتعرف أيضا ب«مجزرة الفجر»، فقد شهد محيط الحرس الجمهورى مجزرة دموية إثر إطلاق قوات الجيش والشرطة الذخيرة الحية على المعتصمين أثناء أدائهم صلاة فجر الاثنين 8 يوليو 2013، ما تسبب فى استشهاد 103 أشخاص وأكثر من 1000 جريح، بينهم خمسة أطفال و8 نساء فى محيط الحرس الجمهورى وميدان رابعة العدوية معا.
وأكد د. يحيى موسى -المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، فى اتصال هاتفى بالتليفزيون المصرى، كشاهد عيان على أحداث الحرس الجمهورى- أنه شاهد مجزرة مكتملة الأركان من رجال الشرطة والجيش ضد المتظاهرين السلميين المعتصمين وهم يصلون، وأن قوات الأمن هى التى بدأت العدوان، ثم تم قطع البث عنه!
وقال ردا على سؤال المذيعة له بصفته شاهد عيان كان موجودا مع رجال الإسعاف: «أشهد شهادة لله وللتاريخ أننى شاهدت مجزرة مكتملة الأركان من رجال الشرطة والجيش ضد المتظاهرين السلميين وهم يصلون، ويشهد معى المئات من رجال الإسعاف الموجودين هناك، وعشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين الموجودين وقتها»، وعندها تم قطع الاتصال معه مباشرة من التليفزيون!
كما قال د. جمال عبد السلام -أمين عام نقابة الأطباء- إن هذه المجزرة لم نرها إلا فى مذبحة الحرم الإبراهيمى، وليس هناك أية دولة أخرى قامت بهذا الفعل الإجرامى غير الكيان الصهيونى.
فيما أكد شهود العيان أن الفرقة 51 مظلات هى التى قامت بفض الاعتصام، كما أكد الأطباء أن أغلب الإصابات جاءت من الظهر، مما يؤكد أن المصابين جميعا كانوا فى حال استرخاء تام وقت أداء الصلاة.
وأوضح الأطباء أن أغلب الإصابات التى وصلت إلى المستشفى جاءت برصاصات آلية من بندقية (7.62 * 39 من مائة)، إضافة إلى طلقات رصاص مغطاة باللون الأخضر، وهى الرصاصات التى يستخدمها الجيش المصرى فحسب، بجانب رصاصات خرطوش، وتم التحفظ على الفوارغ بعد استخراجها من أجساد المصابين.
مجزرة رمسيس..10 شهداء
وفى الخامس عشر من يوليو خرجت مظاهرات التأييد للشرعية من أمام مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها لم يتركوهم ليعبروا عن رأيهم بحرية؛ فارتقى ما يقرب من 10 من الشهداء بخلاف إصابة المئات، بعضهم كانت إصابته خطيرة، إضافة إلى اعتقال أكثر من 500 شخص.
وشارك فى أعمال العنف وقتل المتظاهرين بلطجية النظام المحترفين فى القتل، وأشار الأطباء فى المستشفى الميدانى إلى أن معظم الإصابات كانت برصاص حى وأسلحة بيضاء.
وأكد مدير مستشفى باب الشعرية، فى مداخلة هاتفية له على قناة الجزيرة، أن أحد المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى تم ذبح ابنه الأول أمامه، وأن الآخر فى غرفة العمليات مصاب بطعنة فى البطن من قبل البلطجية.
وقامت طائرات تتبع القوات المسلحة بإلقاء بيان على معتصمى رابعة العدوية فى الوقت نفسه الذى كانت تدور مجزرة ضد معتصمى رمسيس والمتظاهرين فى الجيزة، تحرضهم على إخلاء المكان.
ولم تكتف الشرطة بالعنف والغاز، ولكنها قامت بتحريض البلطجية وحمايتهم واستخدام الرصاص الحى والخرطوش من أجل القتل، حتى سقط ما يقرب من عشرة شهداء، وأصيب مئات بعضهم إصابته خطيرة، هذا إضافة إلى اعتقال 500 شخص.
مجزرة المنصورة.. 11 شهيدا
وفى إحدى مسيرات الرافضة للانقلاب، انطلقت الجماهير يوم الجمعة 10 رمضان الموافق 20 يوليو 2013 عقب صلاة التراويح فى مسيرة حاشدة بمدينة المنصورة من أمام مسجد الزراعيين بمنطقة استاد المنصورة الرياضى، ولكن بلطجية الانقلاب لم يمهلوهم كثيرا حتى بدءوا فى الاعتداء عليهم من خلفهم بجميع أنواع الأسلحة وبالرصاص الحى والخرطوش والمولوتوف، ما أسفر عن العديد من الإصابات، وارتقاء 11 شهيدا؛ 7 من الرجال، و4 من النساء، من بينهم الشهيدة «هالة أبو شعيشع»، وقد أكد تقرير الطب الشرعى إصابتها برصاصتين فى الظهر والفخذ الأيمن.
وتمكن البلطجية من محاصرة قرابة 200 امرأة و60 رجلا فى شارع جانبى، وأغلقوه من الجانبين وبدءوا فى إطلاق الخرطوش والهجوم بالزجاجات الفارغة وقطع الرخام.
وقد اشتبك الشباب مع البلطجية، بهدف توفير غطاء آمن لخروج النساء والفتيات من قبضة الحصار، لكن البلطجية واصلوا الضرب بعنف أعمى، أدى إلى مقتل أربع نساء وسقوط العشرات من الجرحى!
والنساء اللائى سقطن برصاص البلطجية هن: الشهيدة د. «إسلام على عبد الخالق»، وهى صيدلانية، أولى الشهيدات اللاتى طالتهن يد الغدر - والشهيدة «هالة محمد أبو شعيشع» 16عاما، طالبة بالصف الثانى الثانوى وتبلغ من العمر 16 عاما - والشهيدة «آمال المتولى فرحات» حاصلة على بكالوريوس تجارة ولا تعمل، وتبلغ من العمر 44 عاما، متزوجة ولديها أربعة من الأبناء- والشهيدة الرابعة لم يتم التعرف على هويتها. فيما أصيب 200.
مجزرة المنصة.. 200 شهيد على الأقل
بعد طلب قائد الانقلاب الدموى عبدالفتاح السيسى تفويضه من قبل مؤيديه لمواجهة ما أسماه «الإرهاب المحتمل» والذى يعنى به المتظاهرين السلميين والرافضين للانقلاب الدموى، وقبل أن يتم تحقيق قضائى أو تحقيق دولى فى المجازر المتواصلة، جاءت المجزرة الجديدة لتحصد أرواح أكثر من ستين شهيدا والآف المصابين.
أقدمت قواته على جريمتها البشعة على حدود ميدان اعتصام رابعة العدوية، وأمام منصة مدينة نصر فجر 27 يوليو 2013، حيث قالت إحصاءات رسمية أن الشهداء أكثر من 70 منهم نساء، فى حين أكدت المصادر الأخرى أن الشهداء ما بين 130 إلى 220 شهيدا، والمصابون يزيدون على 5000.
وكانت المستشفى الميدانى بميدان رابعة قد أعلنت بعد المجزرة مباشرة أن عدد الشهداء الذين تم حصرهم فى حينها يقدر ب127 شخصا، بالإضافة إلى 4500 جريح، بينهم 700 إصابة بطلق نارى وكسور وخرطوش، والباقون أصيبوا بالغاز، إضافة إلى مئات الحالات الأخرى التى تمت معالجتها فى مستشفيات ومراكز طبية ولم يتسن حصرهم، وهو ما يرجح أن العدد تجاوز هذا الرقم نظرا إلى وفاة الكثير من حالات الإصابة، فضلا عن وجود شهداء آخرين ذهبوا لتلقى العلاج فى مستشفيات أخرى.
وقد استمرت مذبحة المنصة لأكثر من 10 ساعات منذ الثانية عشر من مساء الجمعة وحتى العاشرة من صباح السبت، وأصبح هناك شهيد فى كل مركز ومدينة.
مجزرة فض الاعتصامات.. 3000 شهيد على الأقل
من أبشع ما شهده التاريخ الإنسانى الحديث من مجازر؛ ففى الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 بدأ تحرك قوات من الجيش والشرطة تجاه المعتصمين فى ميدانى رابعة العدوية بالقاهرة وميدان نهضة مصر بالجيزة وأغلقت الطرق المؤدية إليهما، وصاحبت القوات جرافات للعمل على إزالة حواجز وضعها المعتصمون، وقامت قوات الانقلاب فى هذا اليوم بالضرب والقنص بالأسلحة، والرصاص الحى، وبالقنابل الحارقة والسامة، وباستخدام طائرات هليكوبتر، وقناصة من أعلى الأسطح، وكأنها كانت فى ميدان حرب، لا فى ميدان اعتصام لمتظاهرين عزل من السلاح.
وبالطبع هناك اختلافات كثيرة حتى الآن حول الأعداد الحقيقية للشهداء والمصابين، فوفقا لتقارير الجزيرة أُعلن عن استشهاد نحو ثلاثة آلاف قتيل بحسب «تحالف الشرعية».
مجزرة رمسيس الثانية.. 103 شهداء
وبعد أن ثار رافضو الانقلاب فى أنحاء البلاد كافة ردا على المجازر الضخمة فى رابعة والنهضة، تجمع الآلاف من المتظاهرين فى ميدان رمسيس 16 أغسطس 2013؛ إلا أن قوات الانقلاب التى لم تعرف غير لغة الدم والقتل والقنص، تلقتهم بوابل من الرصاص الحى والقنص عبر طائرات الهليكوبتر، مما أدى إلى ارتقاء 103 شهداء تم حصر جثثهم فى مسجد الفتح بحسب «تحالف الشرعية»، بينما زعمت وزارة الصحة أن عدد الشهداء 37 فقط، فى حين همت كذلك قوات الانقلاب بحرق مسجد الفتح أسوة بما فعلته بمسجد رابعة العدوية، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك نظرا إلى الفضح الإعلامى القوى من داخل المسجد نفسه والذى بثته فتيات من المتظاهرات، على حين استمر حصار المسجد حتى صباح اليوم التالى، ومن ثم اعتقال كل من كان بداخله.
وقال الكاتب البريطانى «روبرت فيسك» فى شهادته التى حملت عنوان «حمامات الدم صار مشهدا يوميا فى القاهرة»: «لترى الجريمة لا عليك سوى الذهاب إلى مسجد الفتح وتزيح الكفن عن 25 جثة لترى من أطلق عليه فى وجهه أو رأسه أو صدره.. نحن أمام مجزرة فى ميدان رمسيس»، وأضاف أن الشرطة قامت بإطلاق النار على المتظاهرين من أعلى اسطح المبانى المحيطة بميدان رمسيس.
وأوضح «فيسك» أن مدرعات الجيش كانت واقفة على بعد ميل بينما ترتكب المذبحة فى ميدان رمسيس، وأن الشرطة استمرت لمدة ساعتين فى إطلاق النار مما دفع الموجودين إلى التوجه بأعداد مهولة إلى مسجد الفتح.
وأشار إلى أن مروحيات الجيش طارت بعلو منخفض تحمل كاميرات لتصوير المسلحين بين المتظاهرين، مشيرا إلى أنه شاهد أحد الرجال محمولا على أكتاف المسعفين تغطى الدماء وجهه كان ينظر إلى الأطباء وهم يحاولون إسعافه، ولكنه قال «الله أكبر» وفارق الحياة.
وأنهى شهادته قائلا: «هذه هى مصر بعد عامين ونصف من الثورة التى من المفترض أن تجلب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.. لننس الديمقراطية الآن».
مجزرة سجن أبو زعبل.. 37 شهيدا
وتعرف أيضا ب«مجزرة عربة الترحيلات»، والتى كانت فى طريقها إلى سجن «أبو زعبل»، وتضم عددا كبيرا من رافضى الانقلاب أكثرهم من جماعة الإخوان المسلمين، وهى المجزرة التى راح ضحيتها وفقا لأقل التقديرات ما يقرب من 37 شهيدا، وتمت المجزرة فى 18 أغسطس 2013.
وقد روى الكثير من شهود العيان تفاصيل كثيرة عن تلك الواقعة وتعددت الأقوال والتى أفاد بعضها بتعرض الشهداء لإلقاء قنبلة غاز داخل العربة، وآخرون أكدوا تعرضهم للصعق الكهربائى بعد حدوث حالات إغماء نتيجة الاختناقات وزيادة الأعداد داخل العربة، فى حين أشار آخرون إلى أن الشهداء تعرضوا كذلك لعمليات سرقة أعضاء.
وأوضح الكاتب البريطانى «روبرت فيسك» فى مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية، أن هؤلاء السجناء ألقى القبض عليهم بعد مداهمة الشرطة والجيش مسجد الفتح بميدان رمسيس، وتقرر نقلهم إلى سجن أبو زعبل، وفى الطريق قامت قوات الأمن بإطلاق قنبلة غاز مسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى وفاة الجميع.
وأضاف: إن هؤلاء الرجال الفقراء، لم توجه إليهم أية تهمة، ولم يتم الحكم عليهم بعد، ولكن الموت كان سريعا فى طرق أبوابهم.
وقال «فيسك» إن السجناء «تعرضوا للطهى»، مشيرا إلى أن هذا التعبير، هو أول ما تبادر إلى ذهنه عندما رأى منظر الجثث فى المشرحة، مشيرا إلى أن الجثث كانت منتفخة بشكل مخيف، كما أنها تعرضت للحرق من الرأس إلى أخمص القدمين، كما وجدت آثار لطلقات الرصاص فى بعض الجثث، لافتا إلى أن البلطجية المستأجرة من وزارة الداخلية -على حد تعبيره- حاولت إرهاب وتخويف الصحفيين لمنعهم من أداء مهمتهم.
مجزرة 6 أكتوبر.. 66 شهيدا
احتفل جيش كامب ديفيد بالذكرى الأربعين لحرب السادس من أكتوبر على طريقته الخاصة؛ إذ قامت ميليشيات السيسى وزبانيته من البلطجية بالاعتداء على الثوار القادمين من ميادين عدة أثناء توجههم إلى ميدان التحرير فى مليونية «الشعب يسترد جيشه».
فقد خرجت جموع الشعب فى مظاهرات سلمية فى العديد من شوارع وميادين مصر، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها اعتدوا عليهم، وطالب الثوار خلال مسيراتهم بتطهير الجيش المصرى من القيادات الفاسدة، وفى مقدمتها قادة الانقلاب الذين استباحوا دماء المصريين السلميين.
وكشف بعض النشطاء والمتابعين عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 66 شهيدا، بعد ارتقاء 11 شهيدا فى رمسيس و6 فى دلجا بالمنيا و5 بالسويس و24 فى الدقى و7 فى بنى سويف وشهيد بالإسماعيلية و6 فى الهرم و6 فى إمبابة.
المجازر الطلابية
كما شهدت الحركة الطلابية نشاطا كثيفا لرفض الانقلاب الدموى الغاشم، والتأكيد على عودة الشرعية فى البلاد، وفى مقابل تلك الحركات السلمية ما بين الوقفات والتظاهرات، تعاملت قوات الانقلاب معها بدموية فائقة، واعتداءات وصلت إلى حد اقتحام حرم الجامعات والمدن الجامعية بصورة لم تحدث من قبل فى التاريخ المصرى، وقد أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد أكثر من 8 طلاب فى العديد من الجامعات بخلاف الإصابات التى يصعب حصرها، كل ذلك بخلاف شهداء الطلاب فى كل المجازر والمذابح الأخرى التى شاركوا فيها مع عموم الشعب.
ففى 21 نوفمبر اقتحمت قوات الانقلاب المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بالقاهرة واعتقلت العشرات وأصابت نحو 320 طالبا، فيما سقط ما بين شهيد إلى 3 شهداء نظرا إلى اختلاف الإحصاءات. وشهدت جامعة الأزهر فى الأسبوع الأخير من ديسمبر استشهاد اثنين من طلابها، بعد اعتداءات دامية استمرت ثلاثة أيام دون توقف.
وفى محيط جامعة القاهرة اعتدت قوات الانقلاب على مسيرة «طلاب ضد الانقلاب» التى قررت الاعتصام فى ميدان النهضة بالجيزة، احتجاجا على الأحكام الصادرة ضد الفتيات المعتقلات بالإسكندرية والمحكوم عليهن بالسجن 11 عاما، مما أدى إلى مقتل «محمد رضا» الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، نتيجة ثلاث طلقات نارية فى الظهر والصدر والحوض.
ومن ناحية أخرى وفى مشهد على ما يبدو جاء كعقاب للشباب على مقاطعتهم الظاهرة والمؤثرة لاستفتاء الدم، عقب تنظيم الطلاب لتظاهرة حاشدة خرجت إلى مديرية أمن الجيزة بعد اجتيازها ميدان نهضة مصر تنديدا بفصل واعتقال زملائهم، اقتحمت قوات الانقلاب حرم جامعة القاهرة -عصر الأربعاء 16 يناير- وأطلقت الرصاص الحى والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على الطلاب دون هوادة، وهو ما أدى إلى ارتقاء شهيدين من الطلاب بخلاف الإصابات والاعتقالات.
مجزرة يومى الاستفتاء.. 13 شهيدا
شهدا يوما استفتاء الدم واليوم التالى لهما محاصرات وقتلا وترويع آمنين وملاحقات وصلت إلى شعور المواطنين بالغاز المسيل للدموع فى بيوتهم ليلا فى قرية ناهيا بمحافظة الجيزة. هذا بخلاف ارتقاء 13 شهيدا -وفقا لبعض الإحصاءات- يومى الاستفتاء واعتقال وإصابة المئات فى مناطق متفرقة؛ نظرا إلى إصرار رافضى الانقلاب على التظاهر السلمى والتعبير عن حقهم فى مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم.
فقد أخرس العسكر (قادة الانقلاب) صوت كل من يقول «لا» للدستور أو يقاطعه بقتله مع سبق الإصرار والترصد، فى سابقة لم تحدث حتى فى عهد المخلوع مبارك.
ففى سوهاج سقط 8 من المتظاهرين منهم (يحيى محمد أحمد إمبابى، إبراهيم سلطان (14 سنة)، محمد السيد، ياسر هدية، رمضان عبد العال) كما استشهد محمود سيد جمعة (36 سنة) من محافظة بنى سويف.
كما سقط بالجيزة 5 شهداء منهم 3 فى ناهيا «عاطف الحلفاوى» و«حسنى العقباوى» و«شادى حسين جمعة»، وآخر فى شبرامنت أبو النمرس «كرم فرجانى»، وآخر فى أوسيم «عبد المنعم قمح».
الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.. 120 شهيدا
وخلال مظاهرات إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، شهدت الميادين الرافضة للانقلاب قنصا وقتلا مباشرا للمتظاهرين السلميين ما أدى -بحسب ما ذكرته بعض المنظمات الحقوقية- إلى استشهاد أكثر من 120 متظاهرا يومى الجمعة والسبت 24 و25 يناير.
وقال «جمال عرفة»، الكاتب والصحفى: «كانت شواهد المذبحة حاضرة بقوة قبل ساعات من بدء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير؛ فقد تم نصب مدافع جرينوف فى العديد من المناطق الحيوية بالقاهرة والمحافظات وعلى أسطح سيارات ومدرعات الشرطة، بخلاف تأكيد وزير الداخلية أنه أمر بنشر أسلحة ثقيلة، وتهديداته للمتظاهرين بلغة غير معتادة فى هذا اليوم قائلا: «اللى عايز يجرّب (يقصد يجرب القتل).. ييجى»!!
وأضاف «عرفة»: «ولهذا ما إن تحرك الثوار فى صبيحة هذا اليوم فى عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات فى جحافل بشرية قدرت بمئات الآلاف، وفق مصادر إعلامية وصحفية محايدة، حتى تحركت المدرعات والسيارات والطائرات التابعة للشرطة والجيش معا لتصب نارها الثقيلة على المتظاهرين وتحصد أرواح الشهداء، ويسقط فى أقل من عشر ساعات أكثر من 100 شهيد اخترق الرصاص الحى المنطلق من مدافع الجرينوف الغزيرة الطلقات رءوسهم وصدروهم فسقطوا يلعنون الظلم والبطش الذى يتصيد المتظاهرين السلميين منذ انقلاب 3 يوليو».
وقال الكاتب: «كانت أكثر المظاهرات سخونة وأكثرها سقوطا للضحايا الوفيات فى مناطق المطرية والألف مسكن، وكلها إصابات بالجرينوف أو الطائرات، وكان القصف يأتى من أسفل من المدرعات ومن أعلى من أسطح المنازل والطائرات الهليكوبتر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.