شهدت أسواق اللحوم والأضاحى كسادا غير مسبوق بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي مما دفع المصريين إلى مقاطعة اللحوم والعزوف عن شرائها رغم أن عيد الأضحى المبارك يعرف فى مصر بأنه "عيد اللحمة" . كان تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، قد اعترف بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن خلال الفترة الأخيرة بنسبة 20%، وأيضاً ارتفاع أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 9%، وارتفاع أسعار الزيوت والدهون بنسبة 7%. وأكد التقرير أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت قفزة غير مسبوقة، منذ أسابيع قليلة من عيد الأضحى، ما تسبب فى حالة من الركود بالأسواق، حيث تتراوح أسعار اللحوم الحمراء الطازجة بالأسواق ما بين 300 إلى 400 جنيه للكيلو، على حسب القطعيات . أسعار مرتفعة من جانبه، أكد محمد الفقى نقيب الجزارين وعضو شعبة القصابين أن هناك تراجعا كبيرا في الإقبال على شراء اللحوم الحمراء والأضاحى مقارنة بالعام الماضي وذات الفترة خلال عيد الأضحى المبارك، مشيرًا إلى أن ذلك طبيعيا نظرًا للارتفاع الكبير في معدلات الأسعار . وقال الفقى في تصريحات صحفية : طالما ترتفع الأسعار يقل الإقبال على السلعة المطلوبة وهذا ما تعانى منه الآن أسواق اللحوم رغم حلول عيد الأضحى المبارك . وأوضح أن معدلات أسعار اللحوم الحمراء والأضاحى مرتفعة بصورة كبيرة، حيث يبلغ متوسط سعر اللحوم الضانى 350 جنيهًا للكيلو الواحد، والعجالى البقرى من 210 إلى 230 جنيها وهى الأعلى جودة، بينما يباع الكيلو القائم من المواشى والأضاحى بسعر 145 جنيهًا للكيلو وهو سعر عال جدًا، ويصل سعر العجل إلى حوالى 70 ألف جنيه مما أدى إلى العزوف عن الشراء، خاصة أن سعره العام الماضى كان لا يزيد عن 35 ألف جنيه، وبذلك يصل السعر إلى الضعف. واعترف الفقى بأن مسألة شراء خروف للتضحية، أصبح أمرا صعبا للغاية لأن أقل سعر للخروف بلغ 10 آلاف جنيه، وبذلك لا وجه للمقارنة بين العام الماضي وموسم عيد الأضحى حاليا. وبالنسبة إلى البدائل المطروحة أمام المواطنين بعد ارتفاع الأسعار، أوضح أن اللحوم السودانية والتشادية هى البديل الأول والأفضل لأنها تعد لحوم بلدية مذبوحة قريبة من تذوق المستهلك، بخلاف اللحوم المستوردة المجمدة التى يتم توزيعها على التجار لبيعها ولكن الإقبال عليها من الزبون المتعود عليها فقط ولا تعد بديلًا عن اللحوم الحمراء البلدى. مدخلات الإنتاج وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد النبى عبد المطلب وكيل وزارة التجارة والصناعة، إن انخفاض الإقبال على شراء اللحوم الحمراء والأضاحى يرجع في المقام الأول إلى ارتفاع الأسعار بصورة ملحوظة خلال الفترة الحالية وقبيل عيد الأضحى المبارك. وأوضح عبد المطلب في تصريحات صحفية، أن أسعار اللحوم البلدية ارتفعت بصورة كبيرة لعدة أسباب منها نقص الإمدادات اللازمة من الأعلاف وارتفاع مدخلات الإنتاج، وهو ما أثر على أسعار اللحوم وانخفاض الإقبال على محلات الجزارة وشراء الأضاحى . وأشار إلى أنه مع ارتفاع الأسعار اضطر كثير من المواطنين الى تغيير أذواقهم الغذائية واستهلاك اللحوم المجمدة بدلا من البلدية لعدم قدرتهم على شرائها . هامش ربح وقال الجزار أحمد شاهين انه بسبب قلة إقبال المشترين على شراء اللحوم اضطر الى خفض الكميات المباعة إلى النصف تقريبا وهو ما ينعكس بخسائر كبيرة على الجزارين . وأضاف شاهين فى تصريحات صحفية : أشتري كيلو اللحم من مكان الذبح -المدبح- ب160 جنيها وأبيعه ب350 جنيها، لكني لا أحقق هامش الربح المنتظر لأن هناك مُهدرا في الوزن بعد الذبح ولأنني أدفع تكلفة الذبح والنقل وإيجار المتجر ومرتب العمالة فضلا عن فواتير المياه والكهرباء وأخيرا الضرائب . وأكد أن بعض زملائه من الجزارين لم يصمدوا أمام ما يشهده السوق من اضطراب واضطروا لغلق متاجرهم. وعن انخفاض سعر اللحوم بمنافذ تموين الانقلاب مقارنة بمحلات الجزارة الخاصة، قال شاهين إن تموين الانقلاب تبيع اللحوم المستوردة والمجمدة غير الطازجة وفي كثير من الأوقات لا تتوفر اللحوم داخل تلك المنافذ. واستبعد تراجع الأسعار أو حدوث اي انفراجة في أزمة اللحوم خلال الأيام المقبلة مؤكدا أن موسم عيد الأضحي فاقم الأزمة وبالتالى ستواصل أسعار اللحوم ارتفاعها .
رقابة الأسواق
وقال محمود العسقلانى، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن الغلاء الذى تشهده مصر حاليا غير مسبوق، والسبب فيه هو جشع التجار واهمال حكومة الانقلاب وتراجع الانتاج والانهيار الاقتصادى وتراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية موضحا أن الغلاء قبل ذلك كان موسميا ويتزامن مع صرف منحة للموظفين أو مع العلاوة الدورية أو زيادة المرتبات أو قبل شم النسيم أو فى شهر رمضان وعيد الأضحى، ولكن الأسعار الآن تقفز بشكل متوالٍ وبلا مبرر . وأكد العسقلانى فى تصريحات صحفية أن التجار يجنون أرباحا مبالغا فيها على حساب المواطنين معتبرا أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل جريمة فى حق المستهلكين، لا يجب السكوت عليها. وأعرب عن أسفه لعدم وجود ضابط أو رابط، وعندما يرفع التجار الأسعار لا يجدون من يقول لهم لماذا ترفعون السعر، موضحا أن الدول المتقدمة والتى أخذت بنظام الاقتصاد الحر، لديها أجهزة تبلغ بزيادات الأسعار قبل حدوثها وتحدد قيمة الزيادة، ولكن التجار فى مصر يقررون من تلقاء أنفسهم زيادة الأسعار دون أى رقيب . وأضاف العسقلانى: أن «من أمن العقاب أساء الأدب»، وغالبية التجار لا يعرفون للأدب طريقا معربا عن اندهاشه من أنه فى الوقت الذى نشهد فيه انخفاض أسعار الذهب والحديد، نجد أسعار المواد الغذائية فى ارتفاع مستمر! وحذر من أن تجاهل حكومة الانقلاب الرقابة ومتابعة الأسواق سيزيد الوضع صعوبة، وسيؤدى الى مزيد من ارتفاع الأسعار دون أخذ فى الاعتبار القدرات الشرائية للمواطنين ودخولهم .