فعاليات فلسطينية ومتضامنة مع ذكرى النكبة وسط تأكيد على حق العودة

مع زعم القناة 12 العبرية أنه إثر ضغوط صهيونية، ألغت عشرات الدول مشاركتها في فعالية يوم النكبة في الأمم المتحدة مع تعهد من وزير خارجية الكيان رئيس الموساد السابق بالقول: "سنحارب كذبة النكبة بكل قوتنا ولن نسمح للفلسطينيين بمواصلة نشر الأكاذيب" ووجه زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن رسالة شكر للفلسطينيين في شتى بقاع العالم على شجاعتهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني وتمسكهم بقضيتهم، وذلك بمناسبة مرور 75 عاما على النكبة، ودعاهم إلى مزيد من الصبر بقوله: "شكرا على شجاعتكم".
كما رفع مؤيدون لفلسطين أعلام فلسطين ولافتات مطالبة بتحريرها خلال مسيرة لإحياء ذكرى النكبة الخامسة والسبعين في مانشستر، بريطانيا.
ومن قلب تل أبيب أحيا طلبة فلسطينيون ذكرى النكبة الفلسطينية ال(75) في جامعة "تل أبيب" وهي الجامعة المقامة على أنقاض قرية الشيخ مؤنس.
وشارك أطفال في إحدى رياض الأطفال بمخيم نهر البارد شمالي لبنان يمثلون
مشاهد النكبة واللجوء إحياء للذكرى 75 ل النكبة الفلسطينية.
الكونجرس الأمريكي
ومنع رئيس الكونجرس الأمريكي كيفن مكارثي، مناسبة كانت ستعقدها النائبة الديمقراطية الفلسطينية – الأمريكية رشيدة طليب، لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية مجبرا إياها على نقلها إلى مجلس الشيوخ.
غير أن طليب مضت في عقد المناسبة بذكرى تشريد الفلسطينيين قبل 75 عاما، رغم عرقلة مكارثي.
وعقدت المناسبة في الغرفة المخصصة للجنة الصحة والتعليم والعمل والتقاعد، وأعلن مكارثي أنه سيحجز الغرفة لنفسه داخل مجلس النواب، ومناقشة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية في ذكرى إنشائها، لكنه فشل في عمل هذا.
وقال موقع "ذي إنترسيبت" الأمريكي: إنه "بعدما دمرت القنابل الإسرائيلية المباني السكنية في قطاع غزة، تقدمت طليب بمشروع قرار للكونغرس كي يتم فيه الاعتراف بالنكبة الفلسطينية المستمرة وحقوق اللاجئين، وجاء مشروع قرار طليب قبل ذكرى مرور 75 عاما على النكبة وتشريد الفلسطينيين عام 1948، ويطالب مشروع القرار الكونغرس بشجب كل مظاهر النكبة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها السرقة غير الشرعية للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وتشريد الفلسطينيين وتدمير بيوتهم وإجبارهم على ترك أراضيهم، والوحشية اليومية والعنف الذي طال المدنيين وبشكل يومي نتيجة لممارسات الجيش والمستوطنين".
وإلى جانب إحياء ذكرى النكبة يدعو مشروع القرار الذي قدمته طليب منع بيع الأسلحة الأمريكية التي تستخدم لتدمير بيوت وأراضي الفلسطينيين، ومنع بناء السفارة الأمريكية التي ستقام على أراض الفلسطينيين في القدس.
ومن بين داعمي مشروع القرار النائبات والنواب بيتي ماكولام وإلهان عمر وألكسندرا أوكاسيو كورتيز وجمال بومان وكوري بوش، وكلهم وقعوا على نسخة من القرار الذي تقدمت به طليب في العام الماضي، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، الممول الأكبر في العالم لإسرائيل، حيث أقرت للعام 2023 الحالي مساعدات مالية لها بقيمة 3.3 مليار دولار أمريكي.
وبدوره، وجه د. أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني شكره للفعاليات التي شاركت الفلسطينيين ذكرى النكبة،وقال متحدثا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني: "نثمن مواقف أحرار العالم الذين يحيون ذكرى النكبة، وندين التحريض الذي تمارسه سلطة رام الله ضد فلسطينيو أوروبا بشكل ينافي كافة المبادئ والأخلاقيات الوطنية".
وأضاف "نؤكد أن شعبنا سينتصر، والاحتلال الصهيوني سيتراجع وينكسر، وصولا إلى يوم التحرير الموعود وعودة اللاجئين لديارهم".
الأمم المتحدة
وأحيت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمساعدة شعبة حقوق الفلسطينيين، الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة في مقر المنظمة بنيويورك.
ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، يتم إحياء هذه الذكرى وفقا لتفويض ممنوح من الجمعية العامة، وجاء التفويض في قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 نوفمبر 2022، طلبت فيه من شعبة حقوق الفلسطينيين، في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، تكريس أنشطتها للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنكبة بما في ذلك عن طريق تنظيم مناسبة رفيعة المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 مايو 2023 وعن طريق نشر المحفوظات والشهادات ذات الصلة.
ويشهد اليوم عقد فعاليتين بمقر الأمم المتحدة، تنظمهما اللجنة والبعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة.
وصباح 15 مايو نظمت اللجنة اجتماعا خاصا رفيع المستوى، يترأسه رئيس اللجنة السفير شيخ نيانغ ويتضمن كلمة يلقيها رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالإضافة إلى كلمات من روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، المفوض العام للأونروا، وممثلي المجموعات الإقليمية والمجتمع المدني.
وفي المساء يُعقد حدث تذكاري خاص وحفل موسيقي في قاعة الجمعية العامة.
وألقى رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس أبومازن كلمة خلال فعاليات إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لأول مرة.
واعتبر أن قرار إحياء ذكرى النكبة بالأمم المتحدة إقرار بالظلم والإجحاف التاريخي المستمر الذي وقع على الشعب الفلسطيني، معبرا عن ثقته أن الأمم المتحدة لن تدخر جهدا من أجل رد الاعتبار للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة وإزالة آثار هذه النكبة.
وأضاف أن الرواية الفلسطينية المتعلقة بالنكبة والقضية الفلسطينية بدأت تشق طريقها إلى وعي الشعوب التي أخذت تكتشف زيف الرواية الإسرائيلية وأن دول كبرى تقف اليوم مكتوفة الأيدي إزاء العدوان المتواصل على شعبنا وترفض مساءلة إسرائيل.
وطلب أبومازن رسميا بإلزام إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة أو تعليق عضويتها.
وحمل رئيس السلطة بريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن نكبة الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبومازن "إسرائيل تنتهك حرمة المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في فلسطين وتمنع الحق في حرية العبادة" مشيرا إلى أن "ملكية حائط البراق والحرم القدسي الشريف تعود حصرا للوقف الإسلامي وحده".
ولفت إلى أن المقابر الإسلامية والمسيحية لم تسلما من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين، لافتا إلى أن استمرار الاحتلال لأرضنا وفرض الحصار على قطاع غزة هو السبب الحقيقي لاستمرار دوامة العنف.
الأسرى الفلسطينيون
وأحيا الأسرى في سجون الاحتلال ذكرى النكبة المتزامن مع 15 مايو 2023 بالوقوف ثباتا لمدة 75 ثانية.
وقالت وزارة الأسرى والمحررين: إن "هذه الخطوة، تُثبت أن الحركة الأسيرة لازالت تواكب تطورات القضية الفلسطينية بكل مفاصلها، بالرغم من محاولات الاحتلال عزلها عن الواقع وعن القضية ووضعها على رفوف النسيان".
ويقبع في السجون الصهيونية 4900 أسير بينهم 23 أسيرا معتقلون منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو على رأسهم الأسير القائد نائل البرغوثي، إضافة إلى ما يزيد عن 300 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من 20 سنة بشكل متواصل.
فلسطينيو الداخل
وبدأ فلسطينيو الداخل (عرب 48) فعاليات إحياء ذكرى النكبة بالتوافد للقرى المهجرة في الداخل المحتل عام 48.
وبالتزامن مع مسيرة العودة، نظمت هيئات وحركات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة في الداخل المحتل.
وزار عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، شمالي البلاد، قراهم التي هُجروا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية.
وارتدت الجماهير الفلسطينية الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وأعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد واللجنة الشعبية وأوساط شعبية في أم الفحم عن برنامج مسيرة العودة ال26.
قادة حماس
وقال د. موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس مكتب العلاقات الدولية فيها الإثنين 15 مايو: إن "مرور خمس وسبعين سنة على نكبتنا الفلسطينية مناسبة مهمة لتأكيد تشبّث شعبنا بحقوقه التاريخية، وتمسكه بثوابت قضيتنا الوطنية، رغم كل هذه العقود التي شهدت احتلالا إحلاليا استيطانيا سعى بكل قوته وبمساعدة قوى الاستعمار الغربي لطرد أبناء شعبنا من أرضه، وإحلال قطعان المستوطنين بدلا منهم".
وأضاف خلال تصريح صحفي، بمناسبة حلول ذكرى النكبة الفلسطينية الموافقة للخامس عشر من شهر مايو كل عام "إن تزامن هذه الذكرى السنوية للنكبة مع تصاعد المقاومة الفلسطينية في كل أرجاء أرضنا المحتلة من مقاومينا الأبطال، وما حولها من فلسطينيي الخارج، يؤكد أن النكبة وما شهدته من أحداث جسيمة وجرائم دامية، لم تنجح في تغييب ذاكرتنا الوطنية، بل أثبتت خسارة الرهان الصهيوني على أن الكبار يموتون والصغار ينسون، بدليل أن الأجيال اللاحقة للجيل الذي شهد النكبة ما زال على ثقة بأن العودة باتت أقرب من أي وقت مضى".