استضافت القاهرة خلال هذا الأسبوع وفدي حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين؛ حيث التقى قيادات الوفدين برئيس جهاز المخابرات العامة بسلطة الانقلاب اللواء عباس كامل لبحث تهدئة الأوضاع مع قوات الاحتلال الصهيوني بعد تصاعد حجم التوترات خلال الأسابيع الماضية في أعقاب عودة بنيامين نتنياهو على رأس حكومة الاحتلال. ويسعى عباس كامل من خلال اجتماعه بوفي الحركتين لمنع تصعيد محتمل بين لفلسطينيين قوات الاحتلال في شهر رمضان المقبل، في ظل الأوضاع المتوترة في القدس والضفة الغربيةالمحتلة ومنع انتشارها إلى قطاع غزة، قبل حلول الشهر الكريم. وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن القاهرة استضافت هذا الأسبوع قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة ومن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المتحالفة معها، وقالوا إن محادثات أجريت مع ممثلين للاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق. والتقى وفد من قيادات حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، برئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، في العاصمة المصرية القاهرة، الخميس 9 فبراير 2023، ودار نقاش معمق حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بحسب بيان للحركة. وضم الوفد كلاً من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، وعضو المكتب السياسي للحركة المهندس روحي مشتهى. في السياق، قال مسؤولان مصريان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لوكالة رويترز، إن القاهرة تعتقد أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، لا سيما بالنظر إلى الحساسيات الفلسطينية بشأن القيود الإسرائيلية على الوصول إلى القدس خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في أواخر مارس. المسؤولان أضافا أن مصر أرادت من الولاياتالمتحدة أن تناشد إسرائيل المساعدة في الحد من تصعيد العنف. ومن جهتها، وجهت مصر مناشدة إلى حركة الجهاد الإسلامي التي ترفض الاتصال المباشر مع إسرائيل. فيما قال مسؤول فلسطيني لوكالة رويترز: "المصريون قلقون أكثر من أي وقت مضى من احتمال حدوث مواجهة مسلحة في 2023 وهم مدركون أنه لربما سيكون من الصعب تقييد أفعال بعض الوزراء في الحكومة المتطرفة في إسرائيل". المسؤول أضاف: "مصر تفهم أنه إذا ما انفجرت الأوضاع في الضفة الغربية فإنها ستشعل فتيل انفجار في غزة أيضاً". من جهته، اتهم داوود شهاب، المتحدث باسم الجهاد الإسلامي في فلسطين، حكومة الاحتلال بمحاولة تغيير "الوضع الراهن" في الضفة الغربيةوالقدس، في إشارة إلى خطة الحكومة الجديدة لتوسيع المستوطنات اليهودية وما يعتبره الفلسطينيون تعدياً يهودياً على موقع متنازع عليه في مدينة القدس. وقال شهاب إن الحركة أبلغت مصر أنه "لا أحد سيستطيع أن يضبط نفسه إذا ما استمرت الاستفزازات الإسرائيلية خلال شهر رمضان المبارك، وحدها المقاومة هي القادرة على لجم العدوان الاسرائيلي". وفقاً لبيان صادر عن حركة حماس، استعرض وفد حماس المخاطر والتحديات الجارية في ظل أوضاع حكومة الاحتلال الحالية، وكيفية مواجهتها بهدف حماية الشعب الفلسطيني، ورؤية الحركة بشأن التعامل مع هذه المستجدات، وسبل تعزيز صمود الفلسطينيين ونضالهم المشروع. وبحث الوفد تطوير التعاون المستمر مع مصر والتنسيق المشترك وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه ومقدساته، مشيراً إلى معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وضرورة مواجهة الإجراءات المتصاعدة بحقهم وما يتعرضون له من سياسات جديدة. ووضع الوفد القيادة المصرية في صورة الأوضاع الجارية في قطاع غزة، ونتائج الحصار على القطاع وسبل تخفيفه وإنهائه. وحسب صحيفة "العربي الجديد"، فإن زيارة وفد حركة الجهاد الإسلامي، في وقت سابق، والتي استمرت لثلاثة أيام، قد فشلت في تحقيق أي اختراق حقيقي لأزمة التصعيد التي تشهدها الأراضي المحتلة، وسط حالة استياء مصري. وبحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن هناك حالة من الاستياء لدى القاهرة بسبب التصعيد الإسرائيلي الذي يصفه المسؤولون المصريون "بغير المبرر"، في الوقت الذي بدأ المسؤولون في جهاز المخابرات العامة الوساطة الجديدة التي تأتي بتنسيق مصري أميركي، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة. وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي، بياناً أعلنت فيه اختتام زيارة وفدها، الذي ترأسه الأمين العام زياد النخالة إلى القاهرة، عقب لقاء المسؤولين المصريين، ورئيس جهاز المخابرات العامة، مؤكدةً على "موقفها الثابت في مواجهة العدوان على شعبنا وأرضنا".