أشادت سلطات الانقلاب بما وصفته ببداية جديدة في العلاقات مع تركيا، بعد يوم من مصافحة عبدالفتاح السيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى، بحسب ما أفاد موقع "الجزيرة نت". وقال المتحدث باسم رئاسة الانقلاب بسام راضي في بيان يوم الاثنين إن "عبد الفتاح السيسي والرئيس أردوغان أكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، خلال لقائهما القصير في الدوحة ، مشيرا إلى أن نظام السيسي مستعد لرأب الصدع المستمر بينهما منذ تسع سنوات". نشرت الرئاسة التركية يوم الأحد صورة لأردوغان والسيسي وهما يتبادلان مصافحة حماسية أمام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة ، والتي أصلحت سلطات الانقلاب علاقاتها معها مؤخرا. والتقى السيسي وأردوغان على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، ويوم الأحد، وصف أردوغان اجتماعه مع السيسي بأنه الخطوة الأولى لإطلاق مسار جديد في العلاقات. وقال أردوغان "قلنا إن العملية يمكن أن تبدأ، وأضاف تم اتخاذ خطوة هنا لبدء مثل هذه العملية، وأجرينا المحادثات، آمل أن نرغب في نقل العملية التي بدأت مع وزرائنا إلى نقطة جيدة في وقت لاحق، على أمل أن تصل إلى الاجتماعات رفيعة المستوى". وقال أردوغان إن "وحدة الأمة التركية والشعب المصري في الماضي مهمة جدا لتركيا، مضيفا لماذا لا يحدث ذلك مرة أخرى؟ لماذا لا تبدأ من جديد؟ أعطينا إشارة". أصبحت العلاقات بين القاهرة وأنقرة فاترة في عام 2013 بعد أن انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي وحظر حزب الحرية والعدالة . وكانت تركيا لسنوات بمثابة ملاذ لنشطاء المعارضة من مصر، مما زاد من تأجيج التوترات بين القوتين الإقليميتين. وعقدت تركيا وسلطات الانقلاب أول محادثات دبلوماسية بينهما منذ ثماني سنوات العام الماضي. وفي العام الماضي أيضا، طالبت حكومة أردوغان مقدمي البرامج الحوارية المصريين الذين يعيشون في المنفى بتخفيف حدة انتقاداتهم للسيسي في محاولة واضحة لاسترضاء القاهرة. هذا الشهر، احتجزت قوات الأمن التركية لفترة وجيزة معارضا مصريا في المنفى، وفقا لجماعات حقوق الإنسان، حيث قمعت سلطات الانقلاب النشطاء خلال الدعوات للاحتجاج في قمة المناخ COP27. لكن الخلافات القائمة منذ فترة طويلة حول الأدوار المتعارضة بين البلدين في ليبيا التي مزقتها الحرب أعاقت الجهود الرامية إلى تحقيق تقارب كامل حتى الآن. وفي حين أن العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة كانت شائكة في كثير من الأحيان، إلا أن العلاقات الاقتصادية استمرت بلا هوادة، تضاعف حجم التجارة ثلاث مرات تقريبا من عام 2007 إلى عام 2020، وفقا لمركز كارنيغي للشرق الأوسط.