شن مايكل سيدهم -العضو المؤسس بحركة "مسيحيون ضد الانقلاب"- هجوما حادا على صمت الكنيسة على جرائم السيسي، ودعم البابا الحالي المباشر له، بالمخالفة لتعاليم السيد المسيح عيسى عليه السلام. وقال في مقال نشره موقع الجزيرة مباشر مصر: "أدعو هنا الكنيسة للالتفات إلى خطورة ما تقوم به اليوم من تحريف لتعاليم الإنجيل والمسيحية بترسيخ هذا المفهوم في ذهن من يرى تلك التصرفات من ذلك الكيان التاريخي العظيم وممثليه من أساقفة الكنيسة، وعلى رأسهم البابا"، مضيفًا: "إن مثل هذه التصريحات والتصرفات التي تصدر من جانب الكنيسة لم تعد ترضي الله. نص المقال باعتباري مسيحيا فلقد قرأت الكتاب المقدس عدة مرات، والمعروف أنه يوجد أربعة أناجيل داخل الكتاب المقدس، ولكن يبدو أن هناك إنجيلا خامسا قد نقص من عندي هو الذي تسير على تعاليمه الكنيسة المصرية اليوم، ربما كان هذا الإنجيل للسيسي والذي كتبه باعتباره أحد القديسين الذين باتت صورهم ترفع في الكنائس إلى جانب صور القديسين والشهداء. فسأتناول معكم في هذه الأسطر القليلة بعضا من جرائم السيسي وما يعاكسها من الأناجيل الأربعة الذين أعرفهم ونرى مباركة الكنيسة عليهم طبقاً للإنجيل الخامس للسيسي. أولها هو القتل، ومن المعروف أن هناك آلافا من القتلى في مصر من كل الفئات والتيارات والانتماءات والأعمار، وحتى من الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة المختلفة، ويتحمل مسئولية هؤلاء جميعاً من يقف على قمة الهرم التنفيذي في مصر. وبالطبع ليس ذلك الرجل الذي يتناسى الشعب المصري اسمه خاصة حينما ينام في المؤتمرات بل الذي عينه وهو السيسي الذي كان على قمة الجيش، والحقيقة أنه لا يزال ويريد أن يبقى وهو المسئول عن هذا العدد الرهيب من القتلى المصريين الرقم الذي يصل إلى حد المذابح التي يقف عندها التاريخ. وهنا أذكر أنه في قراءتي لإنجيل متى قال السيد المسيح: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم وأما أنا أقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم" فالمسيح إذاً في الإنجيل يرفض ليس القتل فحسب بل حتى الغضب بكل مفاهيمه الذي هو السبب الرئيسي في جرائم القتل من البداية، وهذا من باب التشديد على هذا الرفض. وهذا ما نجد عكسه تماماً من بابا الكنيسة المصرية المنسوبة للأرثوذكسية الذي قال: "لا حديث عن حقوق الإنسان طالما أننا في حالة حرب" بل إنه كان طرفاً مؤيداً في الإعلان عن حرب الإبادة والمذبحة هذه والتي بدأها السيسي وبارك هذا الأمر دون أي تأييد له من الإنجيل إلا فقط في إنجيل السيسي. وفي موضوع آخر عن اغتصاب الفتيات والشباب في السجون الأمر الذي حدث برعاية وبتنفيذ بعض عناصر الجيش والشرطة، فقد ذكر في إنجيل متى أيضاً: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن وأما أنا فأقول لكم: إن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". وهنا كان الحديث عن الزنا الذي قد يحدث برضا المرأة أو الرجل أحياناً فماذا إذاً يا ترى عن الاغتصاب. ومع ذلك وبالرغم من أن أحد حالات الشباب الذين تم اغتصابهم في السجن كانت لشاب مسيحي فلم نجد أيا من البابا أو أحد كهنة الكنيسة على اختلاف رتبتهم يجرمه أو يرفضه أو حتى يطالب بالتحقيق فيه، بالرغم من أن هؤلاء الحملان الصامتين الآن تكون أصواتهم كالضباع الثائرة إذا أعلنت زوجة كاهن أو غيرها عن تغيير دينها أو في السعي غير المبرر وراء بنت بالأخص لا تفقه من المسيحية شيئا بل وربما لم تعرف للكنيسة طريقاً يوماً وأرادت أن تتزوج من مسلم، بل وربما تكون بائعة هوى في بعض الأحيان، أو حتى غيرها أو حتى في أمور أخرى كدعم مرشح رئاسي مثلاً، الأمر الذي لا مرجع له إلا في إنجيل السيسي. ومن هنا يتضح لنا جميعاً أن الأمر ليس كما يبدو عليه، وكأن المسيحية توافق على ما يفعله البابا أو السيسي، بل على العكس، فمبادئ المسيحية وهي المحبة والسلام والتسامح لا توافق على القتل أو الاغتصاب أو الاعتقال القسري، كما لا يوافق عليها أي دين. حتي وإن وافق هذا الأمر شخصيات دينية مهما كانت قيمتها على هذه الأمور فيبقي الدين ساميا وطاهرا ولكن البشر خطاؤون. وكما أن هناك حسابا في الآخرة فينبغي أن يكون هناك حساب في الدنيا على هذه الأخطاء التي يدفع ثمنها آخرون من أمهات ثكلى وزوجات ترملن وأبناء تيتمن، وعائلات تفرقن ونساء فقدن عزتهن... إلخ من نتائج يندى لها الجبين لم يكن أحد يتوقعها من الشخصية المصرية التي لطالما كانت توصف بالعطاء والسماحة والبشاشة. ولذلك أدعو هنا الكنيسة للالتفات إلى خطورة ما تقوم به اليوم من تحريف لتعاليم الإنجيل والمسيحية بترسيخ هذا المفهوم في ذهن من يرى تلك التصرفات من ذلك الكيان التاريخي العظيم وممثليه من أساقفة الكنيسة، وعلى رأسهم البابا وأقول لهم: إن إنجيل السيسي هو الأبوكريفا بعينه، وإن مثل هذه التصريحات والتصرفات التي تصدر من جانب الكنيسة لم تعد ترضي الله بل وحتى لم تعد ترضي الناس الذين اتجه بعضهم للإلحاد، والبعض الآخر يسعى لتغيير الدين وبعضهم يفكر في تغيير الملة والبعض الآخر لم يعد يفكر في الكنيسة إلا في حالة الزواج أو الطلاق، وهنا وعلى سبيل الختام أذكر من الكتاب المقدس أيضاً الآية القائلة: "ماران آثا" أي "الرب قريب".