في عهد البابا كيرلس الخامس وتحديدا في عام 1892 كان هناك خلافا حاد بين قداسة البابا وللمجلس الملي العام المؤيد من الخديو فقام المجلس الملي بتعيين اسقف ايبارشية صنبو "بالصعيد" وكيلا للباباوية ورئيسا لمجلس الملي بدلا من البابا كيرلس فارسل البابا يحذر اسقف صنبو من مغبة تصرفه هذا المخالف للتعاليم المسيحية وتعاليم الدسقولية "قوانين وضعها الرسل" وخروجه عن الطاعة الواجبة لرئاسته الدينية الا انه لم يبال بتحذيرات البابا وواصل سفره الي القاهرة وزعم ان الرئاسة ستدوم له وانه بعصيانه سيحل محل البابا كيرلس الخامس وبالطبع انضم الي الاسقف الذي خرج علي اجماع الأساقفة عدد من الكهنة فأوقعوا انفسهم جميعا تحت الحرمان الكنسي هم ورجال المجلس الملي واعوانه. ولما وصل الاسقف المخالف الي القاهرة كان في استقباله في المحطة جيش من رجال الشرطة ومعهم مندوب عن الحكومة المصرية وركب المندوب بجوار الاسقف في العربة التي اعدوها له وذهب الجميع الي مقر البطريركية "البطرخانة" فوجدوا ابوابها مغلقة حتي اضطروا ان يعودوا ادراجهم، بينما جري الاطفال وراء عرباتهم يصرخون "يا محرومين - يا محرومين" من كتاب الكنيسة القبطية - الكتاب الخامس - تعليم ايريس حبيب المصري، هكذا سقط الجبابرة في فخ شهوة البطريركية. والمدعو الانبا مكسيموس من هؤلاء الذين سقطوا في شهوة الرئاسة الدينية ضاربا تعاليم الكنيسة الاوثوذكسية عرض الحائط متجنيا علي اقباط مصر مدعيا عليهم زورا انهم سبب الفتنة الطائفية في مصر وكأنه يعيش في كوكب آخر غير كوكبنا والذي يعرف معظم من يعيشون علي ظهره ان سبب الفتنة الطائفية في مصر هو النظام السياسي في فترة السبعينيات من القرن الماضي الذي افرز الجماعات الدينية التي ترعرعت وانتشرت في الجامعات المصرية لمواجهة المد اليساري. فهل شهوة الرئاسة الدينية يا سيد ماكس سيطرت عليك الي هذا الحد وجعلتك تقول اشياء لا يراها الا انت من جموع المصريين الوطنيين الذين يعرفون مقدار هذا البابا العظيم الذي رفض زيارة الاقباط للقدس الا مع اخوانهم المسلمين. هذه الشهوة للبطريركية جعلتك تتحدي مشاعر المصريين مسلمين ومسيحيين وتجاهر بانك مسنود من امريكا ومسنود من بعض اغنياء مصر الذين لهم شركات سياحية مضرورة بسبب موقف البابا من زيارة القدس هذه الشهوة جعلتك تنسي الله والسيد المسيح له المجد وبدلا من ان تقول ان الاصلاح سيأتي بمعونة الله.. قلت لا اصلاح الا من الخارج. ونسيت قول الكتاب المقدس "ملعون من اتكل علي ذراع البشر". هذه الشهوة الرئاسية جعلتك تنسي وتتنكر لكل الشرائع والقوانين والكنيسة والعادات والتقاليد المصرية فجئت الينا ملوحا بخطاب توصية من امريكا تعترف فيه بكنيستك بل وتوصي السلطات المصرية بتسهيل مهمتك ولم يفتك ان تأتي محملا بأموال طائلة مكنتك من اقامة كنيسة ضخمة بمنطقة المقطم واخري منذ اشهر قليلة كانت جراجا بمنطقة شبرا حيث تمكنت من شرائه وتحويله الي كنيسة. وقد وصلت البجاحة بالاخ ماكس ميشيل ليعلن بأن كنيسته معتمدة من امريكا وان ما حدث ليس سوي البداية لان الضغوط الامريكية علي الحكومة المصرية شديدة علي حد قوله. جئت الينا ومعك من يناصرك والذين يمولون حملتك النشطة ضد البابا المعظم الانبا شنودة الثالث لا لشيء فعله قداسة البابا الا انه يقف ضد مصالحهم المالية والمتمثلة في ارباحهم التي كانوا سيجنونها من وراء الرحلات السياحية الي القدس. هذا الموقف الذي جلب علي قداسته غضب الرئيس السادات حينما صرح بأن قداسته لن يذهب الي القدس الا ويده في يد فضلة الامام الاكبر شيخ جامع الازهر. كما انه رفض خلال السنوات الاخيرة بشكل قاطع استقبال كبير حاخامات اسرائيل. هؤلاء الذين ساندوك استغلوا فيك ميلك الي الرئاسة الدينية وانت استغللت جشعهم ومحبتهم للربح والمال لتحقيق شهوة كانت في نفسك عندما كنت شماسا في كنيسة زفتي التابعة لايبارشية الغربية واختلفت مع اسقفها المتنيح الأنبا يؤانس وذهبت الي القاهرة واحتضنك البابا شنودة الثالث حتي يعيدك إلي أرثوذوكسيتك ولكنك اختلفت مع قداسته أيضا عندما لم ينصبك كاهنا فخرجت علي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشهوة قلبك وجدت ضالتها في مجموعة من الأغنياء أصحاب المصالح الشخصية ومجموعة الناقمين علي البابا لموقفه الشجاع والمتفق والتعاليم الإنجيلية بأنه "لا طلاق إلا لعلة الزنا" كما صرح بذلك السيد المسيح له المجد. هل تريد أنت ومن معك أن يقوم البابا بتحريف الإنجيل من أجل نزوات بعض الأشخاص، والقاعدة الفقهية المعروفة تقول: "لا اجتهاد مع النص" والنص صريح وموجود في الإنجيل المقدس فكيف يخالفه البابا؟! ولكن سيادتك تخرج عن النص وتقول في تصريحات صحفية لك إن البابا شنودة هو المخالف لتعاليم الزواج لأن الكنائس الأثوذوكسية وكتاب المجموع الصفوي لابن العسال لا يقول بعدم الزواج والتطليق. فكيف أيها "البطريرك الجليل"؟! تساوي بين الكتاب المقدس وبين كتاب من اجتهاد البشر وهو كتاب المجموع الصفوي لابن العسال. هل نسيت قول الكتاب المقدس في سفر أشعياء النبي "ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا" الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا، ويل للحكماء في أعين أنفسهم والهمشاء عند ذواتهم.. الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة. فأنت تعترف في حد حديثك وتقول نعم كل يوم ينضم إلينا رعايا جدد.. ممن لديهم مشاكل كثيرة ولم تحل. فكيف ترضي لنفسك هذا الموقف الغريب بأن تكون ملجأ لأناس يريدون أن يقوم البابا شنودة بتحريف الإنجيل ويسمح لهم بالطلاق دون علة الزنا المنصوص عليها في الكتاب المقدس. فأنت بموقفك هذا تخدم الدولة الصهيونية التي تتعطش لزيارة الأقباط في أعياد القيامة من أجل الموسم السياحي المهم بالنسبة لهم وبالنسبة لبعض شركات السياحة المصرية الذين يتعطشون أيضا إلي الأموال والربح والمنافع الشخصية ضاربين الوحدة الوطنية والتعاليم المسيحية الحقة عرض الحائط. نعم بأعمالك هذه تخدم الدولة الصهيونية ومن يقف بجوارك من أصحاب المصالح من بعض أصحاب شركات السياحة محاولين هدم الكنيسة الأرثوذوكسية التي قادت العالم أجمع إلي الإيمان القويم. إن ما فعله السيد مكسيموس أمر غير شرعي وغير ديني وأيضا غير قانوني لأن الأمر استقر من منذ آلاف السنين علي أن بابا الإسكندرية هو المسئول الفعلي عن الدين المسيحي داخل مصر والتسلسل التاريخي لدخول المسيحية مصر، يقول إن الكنيسة المصرية هي التي تصدت إلي البدع والهرطقات مثل بدعة أريوس الشهيرة الذي كان مصريا مثل مكسيموس وتمرد علي الكنيسة ولكن انعقد المجمع المسكوني الأول برئاسة البابا المصري "اليكسندروس" والذي أمر لعقده الإمبراطور قسطنطين وفي هذا المجمع تم تجريد أريوس وحرمانه من الكنيسة. وما أشبه الليلة بالبارحة فأنت تتقوي علينا وعلي كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية وعلي رئاستنا الدينية المتمثلة في البابا شنودة الثالث الذي نحبه من قلوبنا بالصهيونية. ونرد مع البابا بطرس الحاولي عندما طلب منه الروس في عهد الوالي محمد علي الكبير وضع الكنيسة القبطية تحت حماية قيصر روسيا حامي الأرثوذوكسية في كل مكان. فسأله البابا هل قيصركم يموت، فرد السفير بالإيجاب فقال له البابا "ونحن حمي ملك لا يموت وهو الله" فاطمئن يا أخ مكسيموس إننا في يد ملك الملوك.