أكد د. بسيوني حمادة -أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام جامعة القاهرة- أن ما قام به الانقلاب العسكري في مصر ليس مجرد انقلاب على الشرعية واغتصاب إرادة الشعب الذي اختار رئيسه لأول مرة بانتخابات حرة ونزيهة, وإنما قام أيضًا بانقلاب على القيم والمفاهيم ومنها مفهوم الأمن القومي؛ حيث تحولت في ظل الانقلاب إسرائيل من عدو لدود إلى صديق ودود، كما تحولت فلسطين وسوريا والسودان من جيران أشقاء إلى أعداء، مشيرًا إلى أن قلب المفاهيم وتشويه الأفكار هو دأب كل الانقلابات على مدار التاريخ حتى تستطيع أن تحفظ وجودها غير الشرعي. وأشار حمادة في تصريحاته ل"الحرية والعدالة"- إلى أن ما مارسته سلطة الانقلاب طوال الفترة الماضية من تجويع وقتل بطيء للقطاع غزة لم يكن له سوى هدف واحد هو استرضاء القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا الحليف الأول للكيان الصهيوني بهدف ضمان دعمها للانقلاب ماديًا من خلال إمدادها له بالسلاح وطائرات الأباتشي أو الدعم المعنوي من خلال الاعتراف بشرعية هذا الانقلاب الزائفة.
مؤكدا أن كل ذلك يسير وفق سياسية تقديم فروض الطاعة والولاء للكيان الصهيوني الذي أزعجه وصول الإسلاميين لسدة الحكم، واعتبره خطرا كبيرا يهدد استقرار وأمن إسرائيل، من أجل ذلك سعت سلطة الانقلاب لطمأنة الكيان الصهيوني بعد انقلابها على الشرعية من خلال ممارسات فاقت في وحشيتها ما تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وذلك من خلال فرض الحصار المحكم وهدم الأنفاق التي تمثل الشريان الرئيسي والمتنفس الأهم للقطاع سواء للوصول على الغذاء أو الدواء والوقود. وأضاف حمادة أنه بجانب كل سبق شن إعلام الانقلاب حملة شعواء ضد المقاومة ووصفها بالإرهاب من أجل تبرير ممارسته ضدها ومن أجل مغازلة واسترضاء حلفائه من الصهاينة والأمريكان، مؤكدًا أن دور الإعلام في تشويه حركة المقاومة بدأ مبكرًا تمهيدًا لهذا الانقلاب المدعوم من الصهاينة والأمريكان.