أنهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، مؤخرا، أول رحلة رسمية لها إلى الشرق الأوسط في مصر، حيث تحدثت عن حقوق الإنسان وتأثيرها على مبيعات الأسلحة الألمانية، بحسب موقع "دويتشه فيله". والتقت بيربوك عبد الفتاح السيسي ونظيرها المصري سامح شكري، وتعليقا على صادرات الأسلحة الألمانية إلى مصر التي حققت رقما قياسيا قالت باربوك إن "حقوق الإنسان ستلعب دورا هاما في سياسة برلين، مضيفة أنها تحدثت بصراحة وصراحة عن حقوق الإنسان أثناء اجتماعها مع مسؤولين مصريين".
لماذا يثير بيع الأسلحة لمصر جدلا واسعا؟ وبحسب الموقع، فالحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا حريصة على الحد من صادرات الأسلحة إلى بلدان خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حيث تأتي مصر على رأس هذه القائمة. وصرح عوميد نوريبور، من حزب الخضر التابع لإقليم باربوك، مؤخرا لوكالة الأنباء الألمانية دي بي إيه، مستشهدا بسجل حقوق الإنسان في مصر قائلا "يجب عدم السماح بتصدير الأسلحة الألمانية إلى مصر والمملكة العربية السعودية، وذلك في ضوء السياسات المثيرة للجدل لكلتا الدولتين". وأضاف نوريبور "هناك أكثر من 60 ألف سجين سياسي في مصر، وقد تم بناء عدد من السجون الجديدة لهذا الغرض". وكان 175 سياسيا أوروبيا ، وقعوا في وقت سابق من هذا الشهر رسالة تدعو الأممالمتحدة إلى إلقاء نظرة فاحصة على أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
صادرات الأسلحة الألمانية إلى مصر تسجل رقما قياسيا وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، صدّرت ألمانيا أسلحة إلى مصر أكثر من أي دولة أخرى. وقد رفعت مصر صادرات الأسلحة الألمانية إلى مستويات قياسية في 2021، بحسب أرقام الحكومة. وتشير الأرقام الأولية الصادرة عن وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، إلى أن ألمانيا صدرت أسلحة بقيمة 9.35 مليار يورو (10.65 مليار دولار) في العام الماضي، بزيادة 61 في المئة عن عام 2020. كان الرقم القياسي السابق نحو 8 مليارات يورو في عام 2019، مع تصدير 5.82 مليار يورو فقط في عام 2020 خلال المراحل الأولية لجائحة فيروس كورونا. وكانت باربوك زارت بالأردن مخيما للاجئين داعية إلى توسيع المساعدات الدولية. كما أشارت باربوك إلى عملية السلام الحساسة بين إسرائيل وفلسطين، وأن الأردن ومصر كجارتين مباشرتين يمكن أن يلعبا دورا حاسما. وقد أدى الصراع بين إسرائيل وتحالف الدول العربية عام 1967، بما في ذلك الأردن، إلى فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين أو طردهم من الضفة الغربية ومرتفعات الجولان على التوالي. تجدر الإشارة إلى أن باربوك، تقوم بأول زيارة لها للشرق الأوسط كوزيرة لخارجية ألمانيا.