يتدافع برلمان الانقلاب للرد على الانتقادات التي يوجهها الكونجرس الأمريكي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر والتعامل معها، بحسب ما أفاد موقع "المونيتور". وكانت لجنة حقوق الإنسان ببرلمان السيسي أعلنت يوم 6 فبراير عن إطلاق سلسلة من المبادرات والحملات، بما في ذلك تنظيم رحلات إلى الكونجرس الأمريكي ودعوة أعضائه لزيارة برلمان الانقلاب، وقال طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان ببرلمان العسكر، لصحيفة الشرق الأوسط إن "اللجنة قررت بدء حوار مباشر مع أعضاء الكونجرس لتعريفهم بالتحديات التي تواجه مصر في مجال حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب". وتابع أن "الهدف من المبادرة هو تذكير وتحذير أعضاء الكونجرس من التعامل مع الإسلاميين بشكل عام، والإخوان المسلمين بشكل خاص، بزعم الإضرار بالأمن القومي للولايات المتحدة والتأثير على الاستقرار والأمن في الدول العربية وفي مصر بشكل خاص، والتي صنفت الجماعة كمنظمة إرهابية". وفي 25 يناير، أعلن عضوان في الكونجرسالأمريكي، دون بوير وتوم مالينوفسكي، عن تشكيل "تجمع حقوق الإنسان في مصر"، وقال العضوان اللذان سبق لهما العمل في وزارة الخارجية الأمريكية إنهما سيحشدان الدعم على أساس الحزبين الجمهوري والديمقراطي في محاولة للضغط على حكومة السيسي فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان. وردا على الإعلان عن تشكيل هذا التجمع، ادعت لجنة حقوق الإنسان ببرلمان السيسي "إن العضوين الأمريكيين يحاولان تشكيل مجموعة للتدخل في الشؤون الداخلية لنظام السيسي، وأن هدف التجمع هو تمكين جماعة الإخوان المسلمين في مصر من إعادة اللعبة الخادعة القديمة لخداع الرأي العام وصناع القرار الأمريكيين من خلال تقديم نفسها كمجموعة من العاملين السياسيين أو العاملين في المجتمع المدني في محاولة لتعزيز أجندتهم الجهادية الإسلامية". وفقا لبرلمان العسكر. الزيارات التي قال برلمان السيسي إنها ستُنظَّم إلى الولاياتالمتحدة ليست جديدة؛ حيث زار وفد من برلمان العسكر الكونجرس الأمريكي في يونيو 2017،، والتقى مع العديد من الممثلين الديمقراطيين والجمهوريين، الذين دعوا إلى مراجعة مواقفهم تجاه حقوق الإنسان في مصر. وكان برلمان العسكر قد استقبل بالفعل العديد من أعضاء الكونجرس بمن فيهم السيناتور إدوارد إسبينيت كيس، عضو لجنة الاعتمادات في الكونجرس، في مايو 2019. وفي يناير 2020، زار وفد من الكونجرس الأمريكي شمال شبه جزيرة سيناء وتفقد الأوضاع الأمنية في المحافظة التي تشهد معارك بين جيش السيسي والجماعات المسلحة، كما زار الوفد بعض مشروعات التنمية الاقتصادية التي يتم تنفيذها في العريش، بالإضافة إلى محطة تحلية المياه الجاري بناؤها في المدينة. وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ل"المونيتور": "إن أي زيارة إلى الولاياتالمتحدة ستكون عقيمة إذا لم يتم تحسين وضع حقوق الإنسان على الأرض، وتهدف هذه الزيارات إلى تلميع صورة نظام السيسي أمام الكونغجرس، على الرغم من أن مهمة اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان هي انتقاد ممارسات النظام عندما يتعلق الأمر [بانتهاكات] حقوق الإنسان وليس محاولة تحسين صورته". وأشار إلى أن "برلمان السيسي اتهم الإخوان المسلمين والمعارضة بالوقوف وراء انتقادات بعض أعضاء الكونجرس لحالة حقوق الإنسان في مصر، ولكن في الواقع، فإن انتهاكات هذه الحقوق وسوء معاملة السجناء السياسيين واضحة للجميع". وختم عيد قائلا: "على نظام السيسي أن يوقف حملات الاعتقالات ويطلق سراح السجناء وأن يفسح المجال للديمقراطية والتعددية، وبهذا، لن تحتاج القاهرة إلى تنظيم زيارات إلى الكونجرس الأمريكي لمحاولة تلميع صورتها في هذا الصدد. وسيتعامل الكونجرس تحت إدارة بايدن بحزم مع قضايا حقوق الإنسان، ويدرك الانقلاب العسكري ذلك جيدا، ولهذا السبب يتدافع برلمان السيسي للتواصل مع الممثلين الأمريكيين ويحاول إنكار الواقع على الأرض لتخفيف الانتقادات". وزعم طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، ل"المونيتور" أن "الطريقة التي يتعامل بها الكونجرس الأمريكي مع قضية حقوق الإنسان في عهد بايدن تختلف تماما عما كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ويطلب الكونجرس من مصر الآن اتخاذ خطوات على أرض الواقع فيما يتعلق بحالة حقوق الإنسان في البلاد، وستراقب وفود الكونجرس الأمريكى التى ستزور القاهرة خلال الفترة القادمة الوضع وسيكون لديها قائمة محددة بالمطالب بهذا المعنى يجب أن يكون البرلمان مستعدا للتعامل معها". https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2021/02/egypt-us-congress-biden-criticism-human-rights-violations.html