أعلنت مجموعة "مستشفيات كليوباترا" توقيع اتفاق للاندماج مع مجموعة "ألاميدا الإماراتية" بمصر في واحدة من أكبر صفقات المجال الصحي في إفريقيا والشرق الأوسط. ونقلت وكالة "بلومبيرج" عن مصادر مطلعة أن "كليوباترا" تخطط لتمويل عملية الشراء جزئيا عن طريق إصدار أسهم قابلة للتحويل إلى المساهم المسيطر في "ألاميدا"، مضيفة أن الصفقة قد تقدر قيمة مجموعة ألاميدا بنحو 500 مليون دولار بما في ذلك الديون. يأتي ذلك فيما يتزايد القلق بشأن تشكيل تكتلات احتكارية في القطاع الطبي الخاص الذي يشكو أغلب أبناء الشعب من انفلات أسعار خدماته لاسيما في ظل جائحة كورونا. المواطن سلعة بيد الإمارات وقال الدكتور مصطفى جاويش المسؤول السابق في وزارة الصحة، إن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب سبق وأصدرت قرارا رقم 497 لسنة 2014 والذي يحظر في مادته الثانية التصرف في أي مستشفيات خاصة دون الرجوع للإدارة المختصة بوزارة الصحة. وأضاف جاويش، في مداخلة هاتفية لقناة "وطن"، أن هذا القانون شبه معطل بسبب غياب الإرادة السياسية، مضيفا أن مجموعة كليوباترا تتبع مجموعة أبراج كابيتال الإماراتية ومنذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 كانت الإمارات الداعم الرئيس للسيسي وعندما وقعت الأزمة الاقتصادية وجف الدعم توجهت الإمارات للاستثمار الاقتصادي في مختلف القطاعات في مصر. وأوضح "جاويش" أن الرقابة الإدارية في 2016 حذرت من أن هيمنة الإمارات على القطاعات الطبية يشكل تهديدا للأمن القومي المصري، وبه شبه غسيل أموال لأن الهدف لم يكن الاستثمار بل الاحتكار والاستحواذ على الخدمة الطبية، مضيفا أن الاستثمارات الإماراتية بلغت حوالي 14.7 مليار دولار حتى عام 2017 وزادت جدا في الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن البنك المركزي المصري ذكر في تقرير له في يوليو 2018 أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات الأجنبية في مصر، كما أصدر جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في 2020 يحذر حكومة الانقلاب من تنامي الاستثمارات الإماراتية في القطاع الطبي عقب استحواذ مجموعة كليوبترا على مستشفيات دار الفؤاد التابعة لمجوعة ألاميدا الإماراتية أيضا وهو ما يؤثر على الاقتصاد المصري من ناحية والحقوق المواطن في خدمة صحية رخيصة من ناحية أخرى. ولفت إلى أن عملية الاندماج تتعارض مع المادة 6 من قانون حماية المنافسة، لافتا إلى أن سلطات الانقلاب تخطط لاستحواذ الإمارات على كل شيء في مصر للحفاظ على الدعم الإماراتي للانقلاب العسكري، بالإضافة إلى الاستثمارات السعودية التي تستحوذ على عدد كبير من المستشفيات أيضا. وتابع:"عندما أعلنت حكومة الانقلاب عن تطبيق منظومة التأمين الصحي في بورسعيد ونتيجة عز الحكومة عن توفير تمويل لتطوير المستشفيات أعلنت عن الحصول على قرض من فرنسا في 2018 بقيمة 31 مليون يورو لتطوير الوحدات الصحية، كما استحوذت مجموعة كليوباترا على 3 مستشفيات كبيرة في بورسعيد واستحوذت ألاميدا على مستشفيات أخرى وأصبح هناك نوع من الخصخصة غير المباشرة في منظومة التأمين الصحي والضحية في النهاية هو المواطن المصري". وأردف: "مستشفيات الحميات والصدر في مصر يبلغ عددها 147 مستشفى، والأسبوع الماضي صرح الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار السيسي بان حكومة الانقلاب جهزت 77 مستشفى حميات وصدر لاستقبال مصابي كورونا بعد مرور عام كامل على انتشار الوباء والحصول على مليارات الدولارات من القروض، منها 100 مليون جنيه من الموازنة أعلن عنها السيسي و2.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، و49 مليون يورو دعم من الاتحاد الأوروبي، و7.9 مليون دولار من البنك الدولي وأيضا 1.2 مليار دولار قرض من صندوق النقد الدولي". تزايد معدل الإصابات وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب، عن تسجيل 1189 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد. وارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا بين الأطباء إلى 251 شهيدا بعد وفاة 3 منهم خلال الساعات ال24 الماضية حيث نعت نقابة الأطباء كلا من استشاري النساء والتوليد في مدينة أبو المطامير بالبحيرة الدكتور فاروق محمد الجديلي واستشاري الأذن والأنف والحنجرة بمدينة جرجا بسوهاج الدكتور فاروق حكيم السعيد، بالإضافة إلى استشاري أمراض الصدر والحساسية ومناظير الجهاز التنفسي الدكتور إبراهيم محمد إبراهيم. وجددت نقابة الأطباء مطالبة وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بضرورة تشديد الحماية اللازمة للطواقم الطبية للحد من ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بينهم. وقررت حكومة الانقلاب، الأحد، تفعيل الغرامة الفورية على المخالفين لارتداء الكمامة حيث ستحصل غرامة فورية قيمتها 50 جنيها، وفي حالة الامتناع عن السداد، سيتم تحويل المخالف للنيابة المختصة.