حالة من الغليان والكيد، بعدما تم الإعلان عن اختيار الناشطة اليمنية “توكل كرمان”، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إلى مجلس الإشراف العالمي على محتوى منصتَي فيسبوك وإنستجرام، بدعوى أن مواقفها منحازة للربيع العربي والإخوان المسلمين، ومناهِضة لأنظمة سياسية عربية عديدة. وأعلنت شركة “فيسبوك”، عن أسماء 20 من 40 شخصا سيمثلون أول هيئة مستقلة لمراقبة المحتوى عبر منصتيها الاجتماعيتين الواسعتي الانتشار، فيسبوك وإنستجرام. وتتمثل مهمة أعضاء المجلس الرقابي، وهم من أساتذة القانون والقادة السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين، في تحديد ما ينبغي حجبه وما يجب أن ينشر فيما يتعلق بالقضايا الخلافية. وستكون قراراتهم ملزمة لفيسبوك “إذا لم تتجاوز القانون”. العربية الوحيدة وغردت كرمان، التى تعتبر المرأة العربية الوحيدة في مجلس الإشراف، عبر حسابها بتويتر، أنها سعيدة بالانضمام للمجلس، لافتة إلى أن انضمامها يأتي “للمساعدة في حماية أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير”. وأوضحت: “فيسبوك منصة تحمي حقوق الناس في حرية التعبير وتفي بحاجتهم إلى التواصل الاجتماعي، علما أن الأنظمة الاستبدادية ترغب في إيقافها لمنع مواطنيها من الحصول على أصواتهم الخاصة”. ولفتت إلى أنها “فخورة” بأن زملاءها في مجلس الإشراف على فيسبوك من خلفيات متنوعة دينيا ومهنيا وسياسيا، ويتحدثون أكثر من 27 لغة، وفي عدادهم أكاديمية إسرائيلية واحدة. وأضافت كرمان أن المشاركين “من القيادات العالمية المشهورة بانحيازها للقيم الديمقراطية ودفاعها عن الحقوق والحريات، وفي مقدمتها حرية التعبير ومجتمع المعرفة والحق في الحصول على المعلومة وتداولها”. يسعدني الانضمام إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى Facebook و Instagram . لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكناً بفضل منصات التواصل الاجتماعي. أنضم إلى مجلس الإشراف للمساعدة في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير.-1- https://t.co/4mXrunekOH — Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) May 6, 2020 أين الحياد؟ وبدا الأمر كأنه سقوط دلو ماء مثلج على رؤوس حكام الإمارات وأذرعها الإعلامية، حتى كتب موقع “سكاى نيوز عربية”، الذي يموله محمد بن زايد، “أين الحياد؟”؟. بل زاد الموقع من حقده، بزعم انتشار وسم “أرفض الإرهابية توكل كرمان أن تكون من حكماء فيسبوك” على موقع تويتر، واستخدمه الكثيرون لإبداء استيائهم من “كرمان”، فيما لم يعلق على اختيار إسرائيلية ضمن الهيئة المشرفة على موقع التواصل الأشهر عالميًا!. كما كتب المنتج مدحت العدل على تويتر: “توكل كرمان الإخوانية التي تكره مصر والمصريين وتؤمن بعقيدة منظمة الجهاد الإرهابية في لجنة حكماء فيس بوك.. لا بد من التحرك لوقف هذا العبث وفورا. بيان فوري من جميع المثقفين والمواطنين العرب الشرفاء باللغة الإنجليزية سوف يتم نشره للتوقيع عليه”. توكل كرمان الإخوانية الوقحة التي تكره مصر والمصريين وتؤمن بعقيدة منظمة الجهاد الإرهابية في لجنة حكماء فاس بوك .. لابد من التحرك لوقف هذا العبث وفوراً . بيان فوري من جميع المثقفين والمواطنين العرب الشرفاء باللغة الإنجليزية سوف يتم نشره للتوقيع عليه 0 — MedhatELAdl (@ELAdlMedhat) May 9, 2020 مستوى متقدم من الحقد ولم تكتفِ أذرع الانقلاب بالغضب من القرار؛ بل وصل الحقد إلى مستوى متقدم؛ حيث كتب خالد منتصر الذى اشتهر بدعمه للانقلاب والأنظمة العسكرية فى الوطن العربى، فى مقاله على موقع “الوطن”: “الشخصية العربية الوحيدة التى تم اختيارها فى تلك المحكمة هى اليمنية توكل كرمان! لم يجد الفيس بوك فى العالم العربى كله إلا هذه السيدة الإخوانية حتى النخاع، الكارهة لمصر حتى الثمالة”. وزعم ملقيا بسهام الغل: “قرار فى منتهى الخطورة سيجعل الفيس بوك ملتحيا يرفع علامة رابعة ويبايع المرشد والأمير على المنشط والمكره، يجب أن نحتشد جميعا لإعلان رفضنا لسياسة واتجاه أهم وسيلة تعبير اجتماعي فى العالم، وسيلة هى الأهم والأخطر فى العالم الآن، والتى باتت تعلن باختيارها كرمان انحيازها لتلك الجماعة الإرهابية بينما العالم يكتوى بنارهم، توكل كرمان ستجعل فريق مراقبة الفيس بوك العربى يحذف ويحظر كل من يقترب من الإخوان أو ينتقدهم بدعوى حرية التعبير وتحت لافتة حقوق الإنسان، بينما هؤلاء الإخوان لم يحترموا حق إنسان مختلف عن جماعتهم على وجه الأرض ولو لمرة واحدة، ستصبح المعركة الفكرية غير متكافئة، فسيصبح منتقدو الإخوان فى حالة خرس أمام ماكينة الإخوان الثرثارة، سيتم تزييف الوعى وغسل الأدمغة لقبول إرهاب الإخوان على أنه حرب تحرير”. وواصل أكاذيبه قائلا: “قرار تعيين توكل كرمان رقيبة على عقولنا هو بمثابة احتلال فكرى وذهنى، وشلل فى كل مفاصل التغيير، إغلاق آخر نافذة تغيير سلمية أمام طلاب الاستنارة ومحررى العقل من الدوجما والفاشية، ورمى مفتاحها فى المحيط، دلالة اختيارها كارثية”. ننتظر الكثير فى المقابل، طالب ناشطون بمواقف إيجابية تجاه أزمات العالم العربى والإسلامى، حيث كتب مغرد: “شعبنا الفلسطيني يتمنى منك كلمة قوية ضد سياسة فيس بوك الموالية للرواية الصهيونية، وعمليات الحظر الممنهجة ضد حسابات الفلسطينيين لمجرد أدنى منشور عن عذابات شعبنا وبطش الإرهاب الصهيوني، آخرها تم حظري شهر لأجل منشور عن أسرانا في قبضة كورونا.” وكتب عياش: “دورك قادم يا بنت الثورة، الحق لا نريد سواه”. وغردت “مريم السقطرية”: “الذباب الإلكتروني التابع لجزيرة الإمارات ولبلحة وللدنق فيهم حالة من الهلع.. لأنك سوف تشرفين على محتوى فيسبوك نعم هكذا هم أبناء ثورة 11 فبراير دائمًا في القمة.. مبروك لك يا توكل كرمان.. ولا عزاء لكلاب عفاش ومرتزقة الإمارات.” لله درك يا بنت اليمن @TawakkolKarman اليوم الذباب الإلكتروني التابع لجزيرة الإمارات ولبلحة وللدنق فيهم حالة من الهلع لأنك سوف تشرفين على محتوى فيسبوك نعم هكذا هم أبناء ثورة 11 فبرايردائما في القمة مبروك لك يا توكل كرمان ولا عزاء لكلاب عفاش ومرتزقة الإمارات pic.twitter.com/X2eib2R32F — مريم السقطرية (@C22Nty) May 9, 2020 لهذا يكرهون “توكل” وبرغم تاريخها القصير، فإن “توكل كرمان” باتت أيقونة المرأة العربية الحرة. ودانت “كرمان” من قبل مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجى، حيث طالبت بتحقيق العدالة في قضية اغتياله وكذلك في الجرائم التي يتم ارتكابها في بلادها، معتبرة أن "النظام المارق" نفسه يقف وراء الأمرين. وفي إشارة إلى السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، قالت كرمان :"الدولة المارقة التي قتلت جمال خاشقجي هي نفسها الدولة المارقة التي دمرت اليمن"، مضيفة أن المملكة السعودية "اشترت صمت العالم". كما أدانت قتل الرئيس محمد مرسى، بعد تعليقها على خبر وفاته. وغردت يوم استشهاده فقالت كرمان: “قتلناك يا آخر الأنبياء.. قتلناك ليس جديدا علينا.. اغتيال الصحابة والأولياء”، مضيفة: “قتلناك.. يا جبل الكبرياءْ وآخر قنديل زيتٍ.. يضىء لنا، فى ليالى الشتاء.. قتلناك نحن بكلتا يدينا.. وقلنا: المنيّة.. لماذا قبلت المجىء إلينا؟.. فمثلك كان كثيرا علينا”. دول تخشى الثورات وعلقت “كرمان” على الربيع العربى وما يحدث من دول عربية، فقالت: “إن معركة الثورات المضادة للربيع العربي، والتي يتحد فيها المال الخليجي والتواطؤ الغربي والعصابات المحلية، ستبوء بالفشل”. الحائزة على جائزة نوبل للسلام لدورها في ثورة 2011 باليمن، قالت “عندما ينتصر الربيع العربي سيعود كل شيء إلى صورته الجديرة بالاحترام، فالمواطنة سيتم تجسيدها في واقع الناس ومعاشهم”. وأضافت “وفي حين كان شباب الربيع العربي يعبرون عن أهمية تحول دولهم إلى دول ديمقراطية حقيقية، كانت هناك دول وأنظمة ديكتاتورية تعمل في الخفاء والعلن لإعادة عقارب الساعة للوراء”. وتابعت: “وما مشاهد الخراب والدمار والاستبداد التي تنتشر في اليمن وسوريا وليبيا ومصر إلا نتاج سياسات تلك الأنظمة التي تعادي الديمقراطية”. وقالت: إن الحكام المتسلطين في وطننا العربي راهنوا على فكرة تخريب كل شيء حتى لا تفكر الشعوب بالديمقراطية مرة أخرى. وفي اللحظة التي اعتقدوا أنهم سيطروا على كل شيء، جاءتهم الضربة من الجزائر والسودان، وها هم الآن يحاولون النفاذ إلى هاتين الدولتين، وتحويل ربيعهم إلى خريف. ورأت أن دولا مثل السعودية والإمارات تخشى الثورة، ولو كانت في موزمبيق أو دولة بأقصى أمريكا الجنوبية. وشددت على أن العرب في ظل حكومات منتخبة قادرون على تطوير بلدانهم، والحفاظ على ثرواتهم، والدفاع عن أمنهم ومقدساتهم، والاستفادة من عقول أبنائهم المصلحين والمبتكرين، لما فيه خيرهم وخير العالم.