أكد الشيخ عبد العزيز رجب، من علماء الأزهر الشريف، في استعراضه أحكام الجنائز لموتى باء كورونا، وما يتعلق بحقهم من الغسل والتكفين وصلاة الجنازة والدفن، أنه يجب مراعاة 3 أمور فيما يتعلق بالدفن: 1- الأصل أن يكون الدفن في مقبرة عادية 2- فإذا تعذر فيجوز أن يخصص مكان عميق ومعقم، احترازا من انتقال العدوى. 3- أما حرق الجسد المصاب ففيه خلاف بين العلماء. حرق الجثمان وأشار رجب إلى قول البعض إنه يجوز أن تُحرَق جثة مريض المرض المعدي بعد موته، إنْ كان الحرق هو الوسيلة المتعينة للحَدِّ من انتشار الوباء في الأحياء، على أن يتم دفنها بعد ذلك، والمرجع في ذلك كله هو قول أهل الاختصاص المعتبرين. وأضاف أن مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، أفتى بحرمة حرق جثة الميت المسلم لأي سبب، ومنها ضحايا مرض الطاعون، وأن الدفن سكون في مكان عميق، ويعقم هذا المكان، وهذا ما نراه ونرجحه، ولكل حالة وبلد وضعها الخاص. وأشار الشيخ رجب إلى أن تغسيل المتوفي بكورونا وأصحاب الأمراض المعدية، يقوم به الأطباء، أو المتخصصون من الجهات الطبية، وهم أولى بذلك لأنهم أحكم في التعامل مع الأجساد الناقلة للعدوى وأخذ الاحتياطات بالتعقيم ونحوه. وأضاف أن دخول أحد الأقارب لغسل الميت، عليه أن يتحصن كما يتحصن الطبيب الذي يعالج المريض الحى؛ كى لا تصيبه العدوى بإذن الله، فيلبس بدلة عازلة وكمامة و”جوانتي” ونظارة ونحو ذلك، ويقوم بتغسيله على السُنَّة من: التجريد من الثياب، وعَصْرُ بَطْنِه، وإزالة النجاسة إذا وجدت، ومَسْحُ أسنانه ومِنْخَريه وتنظيفُهما، وتوضِئته، وغسله بالسدر، وغسل جميع البدن، والتيامن فيه، ووضع الكافور فى المرة الأخيرة، والوتر فى عدد الغسلات، وتنشيف جسده ونحو ذلك. ومن باب التيسير قال: إنه “إذا لم يجد ما يتقى به انتقال العدوى، قام برش الماء على الميت من مسافة بعيده حتى يعم الماء جميع الجسد، فالأصل فى تغسيل الميت هو تعميم الجسد بالماء، وغير ذلك فهو سنة”. وأضاف أنه إذا تعذر ذلك فإنه لا يغسل وإنما يُيَمَّم، وإذا لم نستطع يُيَمَّم من الخارج دون فتح الكفن أو الكيس أو التابوت المحفوظة فيه. وتابع “إن وجد احتمال انتقال العدوى من التيمم تُرِك وسقطت المطالبة بالغسل والتيمم شرعًا، ولأن الحفاظ على الحي من العدوى مقدم حق الميت، والضرورات تبيح المحظورات، ودرء المفسدة مقدم على حلب المصلحة، وهذا ما استقر عليه جمهور الفقهاء”. الأصل في التكفين وعن كفن متوفي الأمراض المعدية، قال: إذا استطاع أن يُكفن الميت المصاب دون ضرر على المُكَفِنِ كَفَّنَهُ مثل الذى كان صحيحا تماما، فإذا لم نجد وتعذر الحصول على الأقمشة المعقمة أو لأي سبب آخر أو خيف من انتقال العدوى، فإن الميت يُكَفَّن قدر الاستطاعة، فالأصل فى الكفن تغطية الجسد، فيلف فى قماش، أو يكفن فى الملابس التى مات فيها، ولا مانع من إضافة بعض المواد المعقمة أو الأدوية المناسبة إلى كفنه، ولا يمنع من تغليفه بعد تكفينه بغلاف أو كيس ملائم”. الصلاة عليه وقال الشيخ عبد العزيز رجب: إنه إذا أمكن أن يصلى عليه صلاة الجنازة جمع من المسلمين دون انتقال العدوى لهم فعلوا، ويجوز أن يصلى عليه بعد دفنه بالقبر، فإذا تعذر الحضور عند جسد الميت أو قبره صلوا عليه صلاة الغائب. وشدد على أن “المسلم إذا مات فإن غُسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فرض كفاية يجب أن يقوم به البعض وإلا أثمت الأمة”. 20% أثناء الدفن وأشار الشيخ رجب إلى تأكيدات علماء الأوبئة أن 20% من الإصابات بمرض الفيروس تحدث خلال مراسم الدفن من غسل وتكفين للضحية المتوفاة بالمرض، وذلك لوجود الفيروس في كل سوائل المريض وجسمه بجرعات كبيرة تسبب المرض للمحيطين. وأضاف أن هذا الفيروس لا يموت بالبرد وإنما بدرجة حرارة مرتفعة، وإذا كان الميت تسبب في موته هذه الجرثومة القاتلة، فإنّ إمكانية العدوى موجودة حتى بعد موته، ولذلك حرص البعض في عمل إضافات عند تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه. وأوضح أنه عمت البلوى بانتشار وباء كورونا، وأصبح آلاف الناس بين مرضى وموتى، وهذه الجرثومة القاتلة من الجراثيم التى تظل عالقة في جثة الميت لفترة طويلة وحتى بعد الدفن، وتشكل مصدرًا لانتقال العدوى للأشخاص الذين يتعاملون مع الجثة، مثل مرض الطاعون والكوليرا، والجدري والسل الرئوي والتيفوئيد، والجمرة الخبيثة ودعا إلى الدعاء للموتى وتقديم العزاء لأهليهم، “نسأل الله أن يغفر لهم ويرحمهم، وينزلهم منازل الشهداء، ويرزق أهلهم الصبر والسلوان، وأن يجنبا وإياكم كل مكروه وسوء، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”.