قال شادي حميد -خبير الشئون المصرية في معهد بروكينغ للأبحاث والمسئول عن ملف العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي-: إن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة الأكثر اعتدالا، ولا تجنح إلى الراديكالية، على الرغم من القمع والسجن الذي تعرض له أعضاؤها منذ تأسيسها على يد حسن البنا 1928، مشيرا إلى أنه بعد حدوث الحملة الشرسة ضد الإخوان في مصر عام 1990 أصدرت الجماعة في مصر والأردن نصوص تأسيسية تأيد التعددية السياسية وحقوق الإنسان في إشارة إلى الشريعة الإسلامية. وأضاف في كتابه "إغراءات السلطة" التي قامت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بعرضه في عددها اليوم، أن كلا من إخوان مصر والأردن عقب إصدار هذه النصوص شاركتا في الانتخابات البرلمانية للتدليل على صدق هذه الالتزامات. وشرح "حميد" أسباب إصلاحات الإخوان بأن الجماعة لم تكن كيانا حزبيا -وقتها- ولكن كانت نوعا من الدولة الموازية التي توفر مجموعة من الخدمات الاجتماعية مما شكل الأساس الشعبي لها مضيفا أن الإخوان أظهروا أنهم لا يشكلون أي ضرر للدولة. وأوضح أن "التهدئة" -التي اتبعتها الإخوان- لم تفلح لأن الأنظمة الاستبدادية تشعر بمزيد من التهديد من قبل الأحزاب الإسلامية الأكثر اعتدالا، لافتا إلى نجاح الإخوان المسلمين خلال الانتخابات البرلمانية عام 2005 وفوزهم ب 88 مقعدًا في البرلمان بعد مشاركتهم كمستقلين، حيث أكد الإخوان على الديمقراطية والحكم الرشيد وتجنبوا القضايا الراديكالية مما خلق مكانة قوية لهم بين المصريين. وقال "حميد": إن نظام مبارك شعر ب"الرعب من شعبية الإخوان المسلمين" وبدأ النظام في عمليات اعتقال منتصف الليل والقمع ضد الجماعة حتى اندلعت ثورة 25 يناير. وأضاف أن جميع الانتخابات الحرة التي جرت عقب ثورة يناير أتت بالإخوان المسلمين، حيث ثبت أن المجتمع المصري يفضل الإسلاميين، مؤكدا أن الحرس القديم في الجيش والمؤسسات البيروقراطية والقضاء عملوا جميعا بشكل لا هوادة فيه من أجل تقويض الرئيس المنتخب د. محمد مرسي، مؤكدا أن حكومة مرسي لم تحصل على فرصة للنجاح أو حتى الفشل. ولكن الانقلاب على الرئيس مرسي لم يكن كافيا بالنسبة للحرس القديم ففي مارس الماضي حكمت إحدى المحاكم بالإعدام ضد 529 من رافضي الانقلاب مضيفا أن العالم العربي كله الآن في حملة هستيرية ضد الإخوان المسلمين.