أثار لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في أوغندا، غضب الشارع والأحزاب السودانية، معتبرين أن ذلك يعد خيانة كبرى. فعلى الصعيد الشعبي، تظاهر عدد من السودانيين أمام مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الخرطوم رفضًا للقاء، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها: “لا للتطبيع مع إسرائيل”، “فلسطين عاصمة الإسلام”. من جانبها تبرأت الحكومة السودانية من اللقاء، وقال فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة، في بيان مقتضب: “تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء البرهان نتنياهو في عنتبي بأوغندا”، مضيفا “لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء”، و”سننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة”. أما على الصعيد الحزبي، فقد اعتبر حزب “المؤتمر الشعبي” السوداني أن لقاء البرهان مع نتنياهو “صادم للموقف الشعبي وطعنة للقضية الفلسطينية”. وقال الحزب، في بيان له، إن “اللقاء جاء صادمًا للموقف السوداني الشعبي الذي ظل مساندًا ومعاضدا للقضية الفلسطينية في وجه الاستيطان الإسرائيلي المحتل”. وأضاف: “جاء هذا اللقاء ليس فقط طعنة لقضية فلسطين، وإنما تلطيخا لسمعة بلادنا العزيزة ومواقفها المشرفة دفاعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. وأضاف البيان: “بدلا من دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته وتفكيك كافة المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس، إذ باللقاء ينعقد مواصلة لخيوط التآمر ليس فقط على فلسطين، وإنما على أمتنا العربية والإسلامية بأسرها”. وتابع البيان: “المؤتمر الشعبي يعلن رفضه التام والقاطع لهذه الخطوة الذليلة، والمناقضة تماما لموقف الشعب السوداني وقيمه ومبادئه، والذي ظل مساندا ومعاضدا للقضية الفلسطينية في وجه الكيان الصهيوني الاستيطاني المغتصب والمحتل لفلسطين، ولعهود الحكومات المتعاقبة في دعم القضية الفلسطينية”. ودعا الحزب مجلس السيادة إلى “الإعلان فورا عن تبرُّئِه من هذا الموقف المنافي لوجدان الشعب وكرامته وعزة أهله”، وطالب الحكومة المدنية بموقف شريف حازم حول هذه القضية المصيرية، كما طالب القوى السياسية المختلفة بموقف وطني مشرف يعيد الأمور إلى نصابها، خاصة وأن المجلس السيادي والحكومة الحالية غير منتخبين وغير مفوضين من قبل الشعب السوداني لعقد أي اتفاقيات تلغي المواقف التاريخية والثابتة للشعب السوداني. من جانبه أكد رئيس “حزب الأمة القومي” السوداني، الصادق المهدي، أن لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مع بنيامين نتنياهو، لن يحقق مصلحة وطنية أو عربية أو دولية، وقال المهدي، في مؤتمر صحفي، إن “نتنياهو ملاحق جنائيًّا في بلاده، وهو يتخذ نهجًا عنصريًّا بالنسبة لقيادة إسرائيل على أساس أنها دولة يهودية”. وأضاف المهدي أن “نتنياهو يتبع سياسة فيها مواجهة ورفض لكل القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وينتهج نهجا فيه محاولة للاستيلاء على حقوق الآخرين”، مؤكدا أن “ما تم لا يمثل مصلحة وطنية للسودان ولأي واحدة من المكونات في إقليمنا ولا مصلحة دولية، ونحن لا ندري عما كانت عليه تفاصيل اللقاء، وسنعلم هذه التفاصيل”.