في الوقت الذي يضرب فيه فيروس كورونا الصين، وفي تحرك عسكري من قبل نظام السيسي، نصبت وزارة الصحة التي تقودها شخصية مجهولة في الأوساط الطبية والصحية- ليس لها من أمرها شيء إلا تلاوة ما يُملى عليها، وأن مستقبلها يترعرع مع تطبيقها أحلام السيسي- الفخ لأطباء مصريين غير مدربين بالتعامل مع الفيروس. وبلا إعلام أو إفصاح عن مهمتهم، أعلنت مصر عن إجلاء مواطنيها من الصين ووضع خطة لعزلهم، وذلك دون تحديد تفاصيل الإجلاء والعزل. بينما كشف عضو مجلس نقابة الأطباء، في تصريحات صحفية، عن أن العائدين من الصين سيتم عزلهم مع الأطباء والممرضين في محافظة مرسى مطروح. فمنذ الخميس الماضي، بدأت وزارة الصحة خطة لاستقبال المصريين الذين وجه السيسي بإعادتهم من مدينة ووهان الصينية بؤرة انتشار المرض في الصين إلى مصر. وبحسب محمود عرفة، عضو مجلس نقابة الأطباء، فإن «الصحة» تقوم بالمتابعة والعزل أيضًا للأطباء والممرضين، جنبًا إلى جنب مع المشتبه في إصابتهم بالفيروس في محافظة مرسى مطروح. الفخ وأوضح أن الوزارة أعلنت، الخميس الماضي، عن حاجتها لأطباء في مختلف التخصصات للعمل بمستشفى «النجيلة» بمطروح لمدة 15 يومًا بمقابل مغرٍ يصل إلى 20 ألف جنيه للأطباء، مع إقامة في فندق يقدم ثلاث وجبات، وتذاكر طيران ذهاب وعودة، دون تحديد لطبيعة العمل، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الأطباء تقدّم للعمل بالفعل، وسافروا إلى مطروح، وسُكنوا يوم الجمعة الماضي بفندق قريب من المستشفى. وبحسب عرفة، فإن هؤلاء الأطباء بعد وصولهم إلى مطروح أُبلغوا بأنهم سيتعاملون مع المصريين العائدين من الصين الذين سيسكنون في غرف بالفندق وملاحظاتهم، وفي حال تبيّن إصابة أي منهم ب«كورونا» سيُحال فورًا إلى المستشفى. غموض المهمة ولفت عرفة إلى أن «الأطباء» تواصلت مع عشرة أطباء على الأقل من المتواجدين بمطروح، والذين أكدوا جميعًا اعتراضهم على الغموض الذي فرضته الوزارة على الأمر وعدم تحديد المهمة قبل السفر، فضلًا عن عدم حصول هؤلاء الأطباء أو أفراد التمريض على أية تدريبات تتعلق بكيفية التعامل مع الإصابات ب«كورونا» وماهية أعراضه، وكيفية الوقاية منه، أو الخطوات اللازمة في حال ثبوت إصابة شخص ما به. وفي نفس السياق، أكد مصدر طبي بمنطقة النزهة التابعة لوزارة الصحة، أن «الصحة» أصدرت تعليمات للمنطقة تلزمها باختيار ممرضين ذكور، وأطباء يفضّل أن يكونوا من الذكور أيضًا، وذلك ليذهبوا جميعًا إلى مأمورية عمل ب«مطروح»، وذلك دون توضيح لماهية تلك المأمورية مقابل «مكافأة مالية مجزية جدًا، وإقامة في فندق، وتذاكر طيران»، بحسب المصدر الذي أوضح أن المنطقة أرسلت إخطارات لكافة الوحدات الصحية ومراكز تنظيم الأسرة بمنطقتي «النزهة» و«مصر الجديدة» للإعلان عن المأمورية، مع تأكيد وجود امتيازات مادية لا حصر لها. وأكد المصدر سفر ما يزيد على مائة شخص بين أطباء وتمريض إلى «مطروح»، غالبيتهم من العاملين بوحدات تنظيم الأسرة بعد تأكيدات من وزارة الصحة ومديري الإدارات والمناطق الطبية عن عدم وجود علاقة بين السفر لمطروح وبين استعدادات الوزارة لمواجهة “كورونا”. وهو ما اعتبره عضو مجلس نقابة الأطباء محمود عرفة «خداعًا للأطباء.. وتنكيلًا بهم» على حد تعبيره. مواجهة غير عادلة وأوضح المصدر أن «الصحة» وضعت الأطباء في «مواجهة غير عادلة مع الفيروس»، مضيفًا أنها لم تفصح لهم عن حقيقة المهمة التي أرسلتهم بموجبها إلى «مطروح»، ولم تعقد لهم ورشًا للتدريب على كيفية التعامل مع الفيروس من ناحية، فضلًا عن أنها وضعت المواطن المصري العائد من الصين في مواجهة طبيب غير مؤهل أو مدرب. ونشرت صفحة «أطباء مصر»، على فيسبوك، أن مَن سيتواجد في مطروح سيخضع ل«حراسة مشددة»، فيما نُشرت تدوينات تُفيد بتعرّض الأطباء المتواجدين بمطروح لتهديدات بأنهم سيخضعون ل«محاكمات عسكرية في حال رغبتهم في عدم إكمال المهمة، وسحب هواتفهم المحمولة لعدم نشر أية معلومات بشأن الموضوع». بينما كشفت مصادر طبية عن اختيار عدد من الأطباء والصيادلة والممرضين غالبيتهم من الذكور للسفر إلى الصين على متن طائرة خاصة لإحضار الأُسر المصرية المحتجزة هناك بسبب فيروس «كورونا»، بعد أن وعدتهم قيادات المنطقتين بمكافآت مالية باهظة تتجاوز ال25 ألف جنيه مقابل السفر، مع التشديد على أن المسافرين للصين لن يغادروا الطائرة، ودورهم سيقتصر على تقديم الرعاية الصحية على متن الطائرة خلال رحلة العودة إلى القاهرة، وسيحصلون على إجازة مدتها 15 يومًا بعد العودة، يُعزلوا خلالها عن أُسرهم للتأكد من عدم إصابتهم بالعدوى. وكان رئيس الوزراء قد أعلن، الخميس الماضي، موافقة السلطات الصينية على ترتيب عودة مَن يرغب مِن المصريين المقيمين في ووهان الصينية، وطالب وزارة الطيران المدني بتجهيز طائرة خاصة لنقل الراغبين في العودة إلى مصر، والتنسيق مع وزارة الصحة لإرسال فريق طبي مجهز على متن الطائرة لمصاحبة الركاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى، وهو ما أكدت على إثره وزيرة الصحة أنه يتمّ تجهيز حجر صحي لاستيعاب المصريين العائدين من الصين، وجميع المتعاملين معهم، مع إمداد الحجر الصحي بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية، والأطقم الطبية المتخصصة، والأطقم الإدارية والخدمية، مع اتخاذ الإجراءات اللوجستية اللازمة لتوفير سُبل الإعاشة والإقامة لمدة 14 يومًا (فترة حضانة الفيروس) بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، على أن تتمّ المتابعة الدورية على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية والعلاجية لهم. ولم تحدد الوزيرة مكان الحجر الصحي، ولا آلية استعداده لاستقبال المصابين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس الماضي، عن أن «كورونا» يشكل «طارئة صحية عمومية تسبب قلقًا دوليًا». معلنة، قبل يومين، عن تأكد وجود إصابات في 18 بلدًا، بخلاف الصين التي لم تحدث وفيات خارجها إثر الإصابة بالفيروس.