أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداد بلاده للعمل مع جيرانها في المنطقة؛ لضمان أمن الملاحة في المياه الخليجية، مضيفًا أن التدريبات المشتركة مع روسيا والصين في المحيط الهندي تؤكد التزام طهران الأوسع بتأمين خطوط الملاحة والتجارة الدولية. ما هي الأبعاد التي يتخذها عرض وزير الخارجية الإيراني بخصوص التعاون مع دول المنطقة في تأمين الملاحة والتجارة الدوليتين في ضوء ما تشهده من تحركات عسكرية ومواقف دبلوماسية؟ وكيف لدول الخليج خصوص السعودية أن تتعامل مع ما طرحه وزير الخارجية الإيراني بالنظر إلى مظاهر الاستقطاب الدولي القائمة على خلفية الملفات المتعلقة بإيران؟ مواقف وتحركات عسكرية تطفو على مياه الخليج وغير بعيد عنها مثيرة التساؤل عما ستؤول إليه أجواء التوتر في المنطقة. على وقع انطلاق كل من التحالف المائي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لتأمين الملاحة، وكذلك المناورات المشتركة في المحيط الهندي وبحر عمان بين كل من إيرانوروسيا والصين، دعا وزير الخارجية الإيراني دول المنطقة للتعاون في حماية الملاحة والتجارة الدوليتين وردَّت واشنطن بتوقعات لا تستبعد قيام طهران بما وصفته المزيد من الأعمال الاستفزازية. موقف من بين مواقف أمريكية مشابهة ترجح صحيفة "نيويورك تايمز" أن السعودية لم تعد تعول عليها، خصوصًا بعد الهجمات على أرامكو؛ ما جعلها حسب الصحيفة تجنح للتهدئة. رسالة طمأنة تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في ظرف يتفق ويختلف فيه كثر بشأن أمن مياه الخليج. وحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، يقول ظريف: إن طهران مستعدة للعمل مع جيرانها لتأمين الملاحة البحرية في المنطقة وما يمكن اعتباره ردا ورسالة للمنزعجين من التدريبات العسكرية المشتركة مع روسيا والصين في المحيط الهندي وبحر عمان وتأكيد ظريف في التغريدة نفسها على التزام بلاده الأوسع بتأمين خطوط الملاحة والتجارة الدولية. ما هو عرض آخر السنة من الجمهورية الإسلامية لجيرانها بعد عام وصلت فيه درجة الاحتقان مع الثلاثي الأمريكي السعودي الإماراتي إلى درجة قصوى؟ استعراض استفزازي بدأت التدريبات العسكرية وهي الأولى من نوعها في 27 من الشهر الجاري وفي عيون بعض خصوم إيران هي مجرد استعراض استفزازي آخر في مياه المنطقة المضطربة منذ مايو الماضي، من سيرحب بالرسالة الأخيرة؟ ومن سيرفضها؟ بعد صيف ساخن ومياه ارتفعت فيها درجة الخلافات والاتهمات بشكل سريع ومخيف بدأت قبل فترة مهام ما يسمى بالتحالف الأمني البحري الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة تحت عنوان حماية الملاحة في الخليج، قيل خلال الافتتاح الرسمي لبنى التحالف في العاصمة البحرينية المنامة: إن الهدف هو العمل للخروج برد بحري دولي مشترك على الهجمات على السفن. الجنوح للتهدئة لم يكن ذلك التحالف الذي يضم 6 دول إضافة إلى أمريكا السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا واستراليا وألبانيا هو ما كانت فعلاً تريده وتسعى من أجله واشنطن في البداية، فإرسالها 14 ألف جندي إضافي إلى مياه الخليج وحاملة طائرات في مايو الماضي لم يوقف الأمواج العاتية في المنطقة ولم يكن كافيًا لإقناع خصوم إيران أنهم في أمان تام، وهو ربما أحد أسباب سر الانعطافة السعودية المفاجئة نحو دبلوماسية التهدئة مع الجوار، وفق عنوان مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ورد فيه أن حجر الأساس منذ عقود في الشرق الأوسط القائم على أن الولاياتالمتحدة ستدافع عن صناعة النفط السعودية من الهجمات الأجنبية لم يعد من المسلمات. ولفتت الصحيفة إلى أن الرياض دخلت في محادثات غير مباشرة مع إيران في محاولة لإخماد الحرب بالوكالة المستعرة في أنحاء المنطقة، منطقة تتشابك وتتعقد فيها الملفات والمصالح الإقليم بالدولية، سواء في اليمن وسوريا ومياه الخليج. من تلك المياه يعبر خمس إنتاج النفط في العالم، ومنها تريد واشنطن معاقبة إيران بسبب برنامجها النووي ودورها المزعزع للاستقرار في المنطقة كما تقول، ومن البحر والمحيط تبعث طهران برسالة جديدة سيقرأها كل طرف في المنطقة وفق ظروفه الراهنة ومصالحه الخاصة بعد جرد حساب لعام ربما كان ثقيلا على كل الأطراف.