أكد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أن مطالب الشعب لا تأخذ وقتا لتنفيذها، ولكنها تأخذ بعض الوقت للتفكير، ثم اتخاذ القرار بعد التوكل على الله. قال، فى كلمته التي ألقاها فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر مساء الأحد: إن قراراته التي اتخذها عصر الأحد أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قامت والمصريون على قلب رجل واحد، وحققت بعض أهدافها وتمضي لتحقيق غاياتها. ووصف مرسي الثورة بأنها بيضاء مباركة ظهرت فيها من بين أبناء مصر العمائم البيضاء، وكانت فى قلبها وما زالت وندعوا ربنا أن يوفقنا فيما نسعى إليه فى تحقيق أهداف ومطالب هذه الثورة وهذا الشعب. وأكد مرسي أن كلمة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأن مقاصد الشريعة لا يمكن أن تتعارض مع أهداف ورغبات الشعوب، بل تحققها وتسعى فى تحقيقها رويدا رويدا، مشيرا إلى أن قراراته لم تكن موجهة لأشخاص أو قصد إحراج مؤسسات، أو يكون هدفه التضييق على حريات من خلقهم الله أحرارا. وأضاف مرسي، أن الله أراد وضع الأمة على طريق السلم والخير، فما أريقت دماؤها وما تناحرت وما تشاجرت وما تباغضت، ولكن توافقت واتحدت وتعاونت بإرادة الله عز وجل وإرادة الشعب مصدر السلطة. وقال مرسي: وليت عليكم ولست بخيركم، فأعينوني بقوة كي نمضي إلى مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا لأن هناك تحديات تواجه الأمة تتطلب الوعي بها، بعد أن طال رقاد الأمة وأخرجت من معادلة التاريخ وتعود الآن بثورتها المباركة وبتوفيق الله وإرادته. ووجه مرسي الشكر للقوات المسلحة، متمنيا لهم الخير وأن يتفرغوا لمهمتهم المقدسة، وهي حماية الوطن، مؤكدا أنه يريد لهم القوة الماضية وعلو الهمة ومهارة الأداء والقدرة على اتخاذ القرار. وشدد مرسي أنه لم يقصد بما اتخذ من قرارات أن يهمش أحد أو أن يقضي على أحد أو يقصيه، ولكن المضي معهم لآفاق جديدة وبدماء طال انتظارها وإرادات وهمة عالية يرفع راياتها شباب الأمة. ووصف رجال فى الشرطة في مصر بأنهم كرام أقوياء مخلصون يحبون وطنهم ويحرصون على مصلحته، قائلا: هم فى قلبي وأحرص عليهم، كما القوات المسلحة والشعب كي تنهض الأمة. وشدد مرسي أن الحملة التي يديرها بنفسه فى سيناء للرد على جريمة رفح ليست موجهة لأبناء سيناء، بل لمن أجرموا واستهدفوا أبناء مصر، موضحا أن رجال الجيش والشرطة استطاعوا الوصول إلى بعض من ارتكبوا الجريمة، ويمسكون الآن بتلابيب الموقف، ويلاحقونهم حتى التخلص منهم، وأننا مستعدون لمن يتطاول على مصر قولا أو فعلا. وأشار مرسي إلى أنها المرة الثانية التي يلتقي فيها بالعلماء في رحاب الأزهر الذين وصفهم بأنهم أدوا الواجب وأعلوا القيمة، وكانوا خير خلف لخير سلف، وسيظلون كذلك فى المستقبل . وقال مرسي: إن التاريخ يؤكد أنه عندما يشتد الحال على المسلمين كانوا يأتون إلى مصر، ومن قاهرة المعز ذهبوا لمسافات طويلة لحماية البلاد والعباد من الغزاة، فكانت مقابرهم شرق البلاد بهمة رجال مصر. وقال: إنه بعد التتار جاءت الحملات الصليبية والمسيحية منها بريئة، وهب المصريون للتصدي لها وحرروا المسجد الأقصى. وأضاف الرئيس، أن مصر الآن تنتفض لتعود للأمة، بعد أن ظلت بكل أسف جاثية قدرا طال من الزمن، حيث طغا عليها أعداؤها، وتآمر عليها من جاء من خارجها، ووجدوا من بعض من يعيشوا على أرضها عونا لهم، وانتفضت مصر أيضا فى نصر العاشر من رمضان، وكان دليلا لنهضة الأمة. وقال مرسي: هذا هو الإسلام، ونحن به وتحت مظلته وفى رعاية ربنا ليس إلا رسالة سلام، ولا يمكن أن يكون غير مؤكد أن صاحب الدعوة لا يمكن أن يكون مبلغا لدعوته وناقلا للخير الذى يحمله إلا إذا أوجد صلة وطمأنينة مع من يتلقى الدعوة.