قال باتريك كينجسلي، مراسل صحيفة "الجارديان": إن السعادة البالغة باندلاع ثورة 25 يناير مهدت الطريق لعودة شكل من أشكال الحكم الاستبدادي بالبلاد، وهنا يأتي السؤال عن حجم السلطات التي يسعى عبد الفتاح السيسي للاستحواذ عليها". وأشار كينجسلي- في مقاله عن الأوضاع في مصر- إلى تطورات الأوضاع التي تشهدها مصر منذ ثورة يناير، لافتا إلى رسالة بعث بها من الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، أحد السجناء السياسيين من ضمن 16 ألف سجين سياسي في سجون في الفترة الحالية، ندد فيها بالقمع الذي يتعرض له هو وشباب الثورة قائلا: "إن القمع يستهدف إخضاع جيل كامل". وأضاف الكاتب البريطاني أنه بسبب ممارسات السلطات الحالية، فإن الثوريين والحقوقيين يقولون إن مصر عادت إلى عهد المخلوع حسني مبارك أو أسوأ منه، في إشارة إلى الممارسات الوحشية من قبل الشرطة ولا سيما اعتقال الصحفيين، ومنع جميع أنواع الاحتجاج. وتساءل: إلى أي مدى تمثل هذه التطورات عودة المنظومة الديكتاتورية في البلاد ومدى تشابهها مع نظام مبارك الديكتاتوري؟، وألمح إلى أن كل هذه التطورات تأتي وسط اقتراب السيسي أكثر فأكثر نحو الرئاسة. واعتبر الكاتب أن النظام الديكتاتوري في مصر يسعى إلى أكبر قدر ممكن من النفوذ، ولكن لا أحد يعلم تحديدًا مدى توافق هذا النظام مع الحكومة والجيش والقضاء في مصر. وأوضح كينجسلي أن الثورة المضادة هي محاولة من أنصار النظام القديم لاستعادة نفوذهم بقواعد عمله بالأساس أهم من أشخاصه، ويعني ذلك في مصر عودة سطوة المؤسسة الأمنية واستمرار مناخ الفساد المالي والإداري في كافة المؤسسات، ضمن عملية تحميها وتستفيد منها المؤسسات الأمنية، لافتا إلى أن الثورة المضادة تتميز بالعنف الشديد ضد الشعب بصورة عامة والثوار بصورة خاصة، وفي أهم تجارب الثورات المضادة التي نجحت في هزيمة الثورة كان الجيش هو الذي يقوم بها، مثلما حصل في دولة تشيلي بأمريكا الجنوبية في سبعينات القرن العشرين، أو الجيش بالتعاون مع المرتزقة الأجانب مثلما حدث في إسبانيا.