اعتبر خبراء وسياسيون دعوة عبد الفتاح السيسي -قائد الانقلاب ووزير الدفاع- في حكومة الانقلاب للتقشف والتبرع للدولة والتضحية بأنه إعادة إنتاج لخطاب مبارك وسياساته التي تستهدف تحميل الفقراء والبسطاء والمهمشين مسئولية الأزمات الاقتصادية وتدهور الأوضاع بسبب الانقلاب، في حين أنه لم تصدر عنه ولو مجرد إشارة إلى ملف التهرب الضريبي من رجال الأعمال وطبقة الأثرياء، لأنهم جزء من تحالف الانقلاب وشبكة داعميه، مؤكدين ل"الحرية والعدالة أن الأولى بالتقشف رجال الأعمال والمستشارين من لواءات القوات المسلحة ورواتبهم بالملايين، كذلك ترشيد رواتب ضباط الجيش والشرطة والقضاة، وفتح ملفات الفساد وليس تحصين الفاسدين، وليس الاقتطاع من قوت الغلابة ومص دمائهم. وكان الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب ووزير الدفاع بحكومة الانقلاب قد طالب خلال المؤتمر الثاني لشباب الأطباء وحديثي التخرج المنعقد في السادس من مارس الجاري شرائح مجتمعية متعددة بالتقشف وشد الحزام وتوقف العمال والأطباء وغيرهم من المطالبين بأبسط حقوقهم الآدمية عن الإضرابات أو الاحتجاج وطالب الطلاب بالسير على الأقدام والمصريين بالخارج بالتبرع للدولة، وكذا أنه لا مانع من أن يضحي جيل أو جيلين من أجل الأجيال القادمة، لأن تعداد السكان 90 مليون نسمة، والوضع الاقتصادي صعب للغاية، مكررا كلمة "مفيش" و"منين" في خطابه، وأن عجز الموازنة والديون كبيرة مطالبا بالتجرد والإيثار!