أصدر مكتب المنسق العام ل"الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج" بيانا أعلن فيه مقاطعته للاستفتاء المزمع على وثيقة الانقلابيين، داعيا جميع المصريين بالخارج لمقاطعته وفاء لتضحيات المصريين. وجاء البيان مساء أمس السبت معنونا ب"حول دعوة الشعب المصري للاستفتاء على الوثيقة المسماة دستور 2013 وما صاحبها من تطورات"، موضحا الكوارث الناتجة عن الانقلاب وأن موقف الائتلاف من بطلان الانقلاب العسكري وكل ما ترتب عليه هو موقف ثابت، مهما حاول الانقلابيون شرعنة استلابهم للسلطة، أو حاولوا خداع أنفسهم بوثيقة منعدمة الشرعية. ودعا الائتلاف جماهير شعبنا المغتربة لمقاطعة تلك الدعوة الباطلة للاستفتاء على وثيقة الذل والانقلاب على ثورة 25 يناير. نص البيان لا يكاد يوم يمر على شعبنا الصابر منذ وقع الانقلاب المشئوم - دون أن يمعن الانقلابيون في تعميق معاناته وزيادة آلامه، بشكل لا يستثني منه فئة دون أخرى، وقد كانت آخر خطوة، قرار حكومة الانقلاب المعينة بتجميد أرصدة مئات الجمعيات الخيرية التي تكفل الأيتام وتساعد المرضى، مما يوضح أن هذا الإجراء يستهدف الضغط على تلك الشرائح ودفعها قسراً تحت وطأة الحاجة لدعم وثيقة الانقلاب والتصويت لصالحها في مساومة خسيسة وبأسلوب لا إنساني، بعد تأكدهم من فشل حشدهم وانكشاف مخططاتهم الإجرامية بحق الشعب ومستقبل الوطن. إن موقف الائتلاف من بطلان الانقلاب العسكري وكل ما ترتب عليه لهُوَ موقف ثابت، مهما حاول الانقلابيون شرعنة استلابهم للسلطة، أو حاولوا خداع أنفسهم بوثيقة منعدمة الشرعية (وضعتها لجنة باطلة فضلاً عن كونها معيّنة) في محاولة بائسة لاستعادة سيطرة دولة العسكر. وها هم يعجلون بمحاولة تمرير تلك الوثيقة، في ظل هجمة مسعورة وارتفاع غير مسبوق في وتيرة العنف ضد الأبرياء، مع إيجاد غطاء لممارساتهم الإجرامية باسم القانون ومكافحة الإرهاب الذين يمارسونه ويصنعونه، متوهمين بذلك تركيع الشعب كي يستقر لهم الأمر. واحتراما للمبادئ والمنطلقات التى قام على أساسها هذا الائتلاف، من كونه ساحة للتنسيق والمشاركة بين أبناء مصر فى الخارج، فقد جرت على مدار الأسبوعين الماضيين مشاورات مكثفة في إطار المؤسسات والجمعيات والروابط والتجمّعات الأعضاء تم خلالها استطلاع رأي أفرادها والمشاركين في أنشطتها الميدانية وجماهير المصريين في الخارج، حول التعامل الأنسب مع تلك الوثيقة، ليكون الموقف النهائي نابعاً من الأرضية الشعبية التي يستند لها الائتلاف ومعبراً عن رأي حقيقي. وقد توالت الردود من مختلف مكونات الائتلاف على مستوى العالم، حيث استقرت جميعها على مقاطعة هذا الاستفتاء بالكلية. هذا وقد كانت المحددات التي شكلّت موقف الائتلاف كالتالي: - عدم الاعتراف بانقلاب 3 يوليو العسكري على العملية الديمقراطية في مصر وكافة ما ترتب عليه من آثار ومنها محاولة تمرير تلك الوثيقة المشوهة. - دستور مصر 2012 هو الدستور الشرعي المستفتى عليه بنسبة 64% من الشعب الذى منحه لنفسه، ويحدد الوسائل الدميقراطية لتعديله اتساقاً مع الإرادة الشعبية وتعبيراً عنها. - مقاطعة ما يسمى استفتاء هي تعبير عملي عن عدم الاعتراف بهذا الانقلاب، الذى فشل في انتزاعه من الشعب عبر القتل والتنكيل وإذكاء نار الفتنة بين شرائح المجتمع وتمزيق نسيجه الوطني. - الدعوة للمقاطعة وإظهار حقيقة القمع الذى يتعرض له الشعب هو في ذات الوقت إفشال لحملة العلاقات العامة مدفوعة الأجر التى يقوم بها الانقلابيون ومندوبوهم خارجياً لتسويق جريمتهم الدموية في حق الديمقراطية على أنها تعبير عن إرادة الشعب. - الاستمرار في التصدى لمحاولات شرعنة الانقلاب هو وفاء لتضحيات المصريين الذين مازالوا يكتبون أروع الملاحم بنضالهم السلمي أمام آلة قتل مجرمة تسحق كافة الحقوق الأساسية. وعليه فإن الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج يدعو جماهير شعبنا المغتربة لمقاطعة تلك الدعوة الباطلة للاستفتاء على وثيقة الذلّ والانقلاب على ثورة 25 يناير. كما يناشد الائتلاف كل أعضائه وكافة تجمعات المصريين خارج الوطن الاستجابة لدعوته والتعبير عن رفض تلك الإجراءات بفعاليات جماهيرية حاشدة، والعمل على نشر الوعي بأهمية المقاطعة وبيان سلبيات المشاركة في هذه الاجراءات الباطلة سواء بنعم أو لا، من خلال حملات إعلامية وتوعوية تستهدف الأوساط الجماهيرية والسياسية والثقافية توضح بطلان تلك الإجراءات وتظهر حقيقة إرهاب الانقلابيين تجاه المواطنين وتنكيلهم بالمعارضين السلميين. فتحية إجلال لشعبنا الصامد بكل شرائحه في موقفه البطولي الرافض لكافة محاولات التخويف والإرهاب، فها هو يواصل كفاحه السلمي بثبات منقطع النظير، ويخرج في تظاهرات سلمية حاشدة تثبت فشل محاولات الغاصبين، وتؤكد استعداده لدفع الثمن غالياً كي ينال حريته كاملة غير منقوصة، فهو اليوم يقود ثورته نحو التحرر التام من احتلال بغيض بالوكالة يجسم على صدر الوطن منذ عقود، ممثلاً في دولة الفساد التي تنهب خيراته وتستنزف ثرواته وتهدر حقوقه، مستشرفاً نصره القريب بإنهاء الانقلاب الغاشم وزوال كافة آثاره والقصاص من كل من أجرم في حق الشعب والثورة. (انتهى) عاشت مصر حرة أبية.