أكد أحمد عبد المنعم المنفلوطي، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة بمحافظة أسوان، أن دراسة السيرة النبوية تمنح الدارس أفقًا واسعًا لمجابهة ما يعتري المرء من مواقف؛ لأن سيرة سيدنا رسول الله التي امتدت على مدى ثلاثة وعشرين عامًا؛ هي عمر الرسالة منها ثلاثة عشر عامًا بمكة وعشرة أعوام بالمدينة كانت وحيًا من الله، يقول تعالى: (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى). وقال المنفلوطي: إن مما تعلمناه من سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، والذي يشبه ما نحن فيه الآن من مسألة الإبادة والقتل الجماعي الذي فعله أهل مكة مع قوم النبي عليه الصلاة والسلام "بنو عبد مناف" لاجبارهم على تسليمه وكان ذلك في السنة السابعة من البعثة واستمر لمدة 3 سنوات من الظلم والقهر حتى شاء المولى عز وجل أن ينتهي هذا الحصار والإبادة الذي اشتمل على فكرة "المقاطعة"، مقاطعة بني عبد مناف فلا يتناكحون معهم ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم حتى يسلموا الكريم، ولم شاء المولى أن ينتهي الحصار والظلم على يد واحد من المشركين، وهو هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي وقصته معلومة بكتب السيرة. وتابع: الشاهد أن الدروس المستفادة من هذا الحصار والإبادة أن المسلمين خرجوا من هذا البلاء أكثر تماسكًا وتمسكًا بدينهم ودعوتهم وأن الحصار كان بمثابة اختبار وتمحيص للصف، للتربية على الثبات وللتزكية من الذنوب والثالثة أنها مرحلة تربوية في غاية الأهمية لصنع جيل جديد من الأمة قادر على حمل لواء الإسلام والدعوة وحمل الرسالة وهذه الدروس هي الدافع الذى جعل الدارسين أن يحرصوا على الاهتمام ومدارسة السيرة النبوية. وأشار المنفلوطي، إلى إن دعوة الاخوان كانت وما زالت أشد حرصًا على مدارستنا للسيرة النبوية وهم يتميزون في ذلك عن غيرهم من الفصائل الإسلامية الذين كانوا يحرصون على حفظ بعض مسائل الفقه والاختلافات بين الفقهاء والبحث في بطون الكتب عن المسائل الخلافية ويظلون في صراع كلامي عن أيهم أصح أو أرجح ولو علموا أن مثل هذه الأمور لا ينبني عليها عمل لآثروا تركها والانصراف إلى ما ينبني عليه عمل ورشد، بدلاً من الحفظ الذي في كثير من الأمور يتحول إلى مباهاة من كل طرف على الآخر بما يحفظ ويأخذ شكل من أشكال الجدال والتكلف الذي نهينا عنه شرعًا.