هل هناك شعور أجمل من أن تزف 11 ابنا ليلة عرسهم بعد أن بذلت كل مجهودك في تربيتهم حتى جاء اليوم الذي تراهم أمامك في "الكوشة". شاهد ايضا * الأهلي * الزمالك * ريال مدريد * برشلونة هذا ما شعر به مسؤولو برشلونة وجماهيره عندما لعب الفريق في مباراة ليفانتي الأخيرة بتشكيلة كاملة تربت في أكاديمية النادي (لا ماسيا) منذ نعومة أظافرهم الكروية. فقد أعتاد تيتو فيلانوفا ومن قبله بيب جوارديولا على وضع 7 أو 8 لاعبين من خريجي لاماسيا في تشكيلة كل مباراة، فقائمة الفريق تضم منهم 16 لاعبا من أصل 24، فضلا عن أن الجهاز الفني بأكمله خريج الأكاديمية، لكن هذه المرة ال11 كاملين. الجميل أن هؤلاء يفوزون بالألقاب ويتنافسون دائما على الجوائز الفردية لأفضل اللاعبين سنويا، أي أنه ليس الفريق الذي ينافس للبقاء في وسط الجدول أو الابتعاد عن شبح الهبوط مثلا. ما حدث هو نتاج خطة رسمها يوهان كرويف في نهاية السبعينات، وطورها لويس فان جال في التسعينات، والذي حلم وقتها بأن يمثل البلوجرانا 11 لاعبا من خريجي لا ماسيا يوما ما، وها هو الحلم يتحقق بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب في الأكاديمية. فان جال وحد الخطط الفنية التي يلعب بها فرق الأكاديمية مع أسلوب لعب الفريق الأول، حتى يصعد اللاعب بعدما تدرب على الاحتفاظ بالكرة ودقة التمرير والسعي الدائم للهجوم، لتصبح فرص نجاحه تتخطى 75%.
برشلونة في نهائيات دوري الأبطال
نهائي 2009: 7 خريجين لا ماسيا
نهائي 2011: 7 خريجين لا ماسيا لن أغفل ذكر أن لاماسيا توفر على برشلونة مئات الملايين من الدولارات سنويا، كما أنها دجاجة تبيض ذهبا، فالنادي يجني ملايين أخرى سواء عن طريق تحقيق الألقاب بهؤلاء اللاعبين أو بيع غيرهم لأندية أخرى. على الجانب الآخر من الشاطئ، يجلس جوزيه مورينيو ليسخر من الأسلوب الذي تسير عليه أكاديمية ريال مدريد (كاستايا) بعدما انتقده البعض بسبب عدم منحه فرص أكبر للاعبين المتخرجين من أكاديمية الملكي. فقد قال مورينيو من قبل إن إدارة كاستايا تبحث عن التتويج بلقب دوري الشباب ولا تسعى لتقديم لاعب جيد للفريق الأول، فهذه الألقاب "الفكسانة" إذا ما قورنت بما تفرزه لا ماسيا فأن المقارنة ستكون ظالمة. ضرب مورينيو مثلا بخيسي رودريجز الموهبة الأبرز في فريق الشباب الذي يصر الجهاز الفني على إشراكه كمهاجم متأخر "9.5" في المباريات القليلة التي يلعبها، رغم أن مورينيو لا يلعب بهذه الطريقة، مما يجعله لا يقدم المستوى المأمول منه حين يحاول الاستثنائي توظيفه في مباريات الكأس. وهناك أيضا ناتشو الذي من المفترض أن يلعب كظهير أيمن، لكنه يشارك كقلب دفاع في الفريق الثاني، كما أن ألبرتو توريل مدرب فريق الشباب يصر على اللعب بدفاع عميق، رغم أن مورينيو يلعب بخط دفاع متقدم مع الميرينجي الكبير. هذه الأسباب وغيرها جعلت أكاديمية ريال مدريد لا تضخ مواهب متميزة للفريق الأول منذ سنوات، فقد كان أخرهم هو راؤول برافو "ده لو اعتبرناه لاعب كويس أساسا".
نهائي 2002: خريج واحد من كاستيا هذا الأمر جعل مورينيو يعد قائمة سوداء تضم العشرات من أبناء الأكاديمية الذين لم يخدموا الفريق الأول، وقال "لا يهمني أن يحتل فريق كاستيا المركز الرابع أو الخامس أو الثامن في دوري الدرجة الثانية بقدر ما يهمني تكوين لاعب مميز". بالمصري .. مسؤولو الأهلي والزمالك يستطيعون بكل سهولة الاطلاع على هاتين التجربتين وتطبيق الأنجح بينهما، لكنهم يفضلون إنفاق الملايين على لاعبين "كسر" يأتون للحصول على الشهرة وتقديم مستويات متباينة لا تعادل ما حصلوا عليه من خزائن النادي. وإذا كان حسام غالي وشيكابالا هما النموذجان الأنجح في الأهلي والزمالك حاليا، فلماذا لا يكون هناك 8 أو 9 مثلهم في القطبين، يومها لن نسمع أن الأحمر لم يدفع مستحقات لاعبيه منذ فترة لأن العائدات تزيد عن المصروفات بكثير. ولن نرى لاعبي الزمالك يشتكون ل"طوب الأرض" بأنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم، و"جو الخمسة جنيه المقطعة دي"! تابعوني وناقشوني على تويتر .. http://twitter.com/7elmy7elmy