الفوز بالدوري الإسباني قبل جولتين من نهايته في ظل منافسة فريق بحجم ريال مدريد ليس أمرا سهلا على أي فريق في العالم .. إلا برشلونة. حسم برشلونة الدوري للموسم الثالث على التوالي وقبل مرحلتين من نهاية المسابقة رسميا، ليثبت مجددا أن كرة القدم ليست أسماء ونجوم وملايين تصرف بدون دراسة. فرغم تدعيم منافسه ريال مدريد صفوفه مجددا بأربعة لاعبين من المستوى الأول مثل ميسوت أوزيل وآنخل دي ماريا وسامي خضيرا وريكاردو كارفاليو. والتعاقد مع أبرز وأغلى مدربي العالم (جوزيه مورينيو) إلا أن مدرسة برشلونة واصلت عروضها "المذهلة" للموسم الثالث على التوالي. فصفقة كبيرة واحدة في بداية الموسم بضم ديفيد بيا بدلا من زلاتان إبراهيموفيتش الذي رحل لمجرد عدم توافقه مع طريقة الفريق بحسب جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق كانت كافية للاحتفاظ بلقب الليجا. وقال جوارديولا حينها "بيا أقرب إلى مدرسة برشلونة، ويمكننا الاستفادة أكثر من خدماته في تطوير طريقة لعب الفريق". مدرسة برشلونة
إضافة واحدة ثمانية لاعبين من أصل ال11 الأساسيين تربوا في مدرسة "لاماسيا" لتدريب ناشئي برشلونة وصعدوا سويا حتى وصلوا إلى الفريق الأول. فيكتور فالديز وكارليس بويول وجيرارد بيكيه وسيرخيو بوسكيتش وشابي هيرنانديز وأندريس إنيستا وليونيل ميسي وبيدرو رودريجيز بالإضافة إلى ستة بدلاء يتقدمهم بويان كريكتش جميعهم من أبناء النادي. مدرسة البلوجرانا التي وضع أساسها الهولندي يوهان كرويف مخترع طريقة "الكرة الشاملة" لا يقتصر دورها فقط على تصعيد اللاعبين للفريق الأول ولكنها تعلمهم طريقة لعب موحدة منذ فريق 12 عاما. ولذلك لا تتغير طريقة لعب برشلونة مهما كان اسم المدرب أو المنافس أو حتى نتيجة المباراة خاصة في ظل تولي جوارديولا قيادة الفريق وهو في الأساس خريج هذه المدرسة. شاملة أم سهلة بعدما تولى جوارديولا قيادة النادي الكتالوني منذ ثلاثة مواسم عمل على تطوير طريقة اللعب لتتناسب مع تغييرات العصر من سرعة وقوة. فطريقة 4-3-3 الذي ثبتها الهولندي لويس فان جال المدير الفني الأسبق للفريق وواصل مواطنه فرانك ريكارد الاعتماد عليها لم تعد تصلح أمام كافة الطرق.
مدرسة النجاح وبالفعل تمكن المدرب الواعد من تطوير الخطة وتنوعيها على حسب المباراة لتنتقل من 4-3-3 إلى 4-5-1 أو 4-6-0 في بعض المباريات، وهو ما دفع جوارديولا لضم بيا الذي يجيد الأدوار الدفاعية واللعب على الأطراف مما يخدم تنوع طريقته. وبعد ثلاث سنوات من العمل نجح جوارديولا في تطوير الأسلوب بالكامل من الكرة الشاملة إلى الكرة السهلة، فبرشلونة يستطيع التحكم في إيقاع المباريات وفرض أسلوبه في معظم المباريات وبطريقة مبهرة. فتناقل الكرة في مساحات ضيقة والضغط الكبير في منتصف الملعب يجعل الفريق دائم الاحتفاظ والسيطرة على مجريات الأحداث بل ومتفوق هجوميا ودفاعيا. وهو ما تعكسه أرقام الدوري الإسباني التي تؤكد امتلاك البلوجرانا لأقوى هجوم بعدما سجل الفريق 92 هدفا حتى الجولة 36، بالإضافة إلى امتلاكه لأفضل دفاع بعدما تلقى مرماه 20 هدفا فقط. ولكن ميسي نجم الفريق وهدافه يرفض الاعتراف بالأمر قائلا "ما نفعله ليس سهلا كما يبدو". شاهد كيف يصبح لعب الكرة أسهل من مشاهدتها !!