في مباراة هي الأكثر إثارة وتشويق في تاريخ كأس مصر , نجح المدرب البرتغالي القدير مانويل جوزيه في قيادة الصف الثاني للأهلي للفوز بكأس مصر بعدما استطاع تغيير سير المباراة ببراعة يحسد عليها من سيطرة واضحة للمقاولون في الشوط الأول إلى سيطرة تامة لفريقه في الثاني ترجمها البديل بيبو إلى فوز ثمين وبطولة هامة اضيفت لدولاب بطولات القافلة الحمراء . هذا باختصار ما كان سينشر في كافة الصحف اليومية والأسبوعية في تقاريرها عن نهائي الكأس إذا ما كان محمد جودة سجل هدفا من ركلة الجزاء التي احتسبها له حكم المباراة في الدقيقة الأخيرة وفاز بها الأهلي على منافسه , بالإضافة إلى العديد من المقالات التي تحلل وتعلل وتفسر الجرأة الفريدة والعبقرية الشديدة للمدرب البرتغالي " اللي محصلش " . لكن الرياح لم تأت بما يشتهي ماجلان الكرة المصرية , فخسر الفريق لظروف خارجة عن ارادته وبسوء حظ يندر ان نشاهده ينصب على رأس فريق واحد , رغم الاعتراف الكامل بأنه لم يكن الفريق الأفضل في تلك المباراة وأنه لم يقدم خلالها ما يستحق عليه حمل الكأس , فأصبح جوزيه مدرب فاشل , بل ولا يصلح لقيادة فريق بطولات مثل الأهلي . وربما اختلف مع جوزيه في الكثير والكثير من النقاط منها عناده الشديد في التمسك بوجهة نظره وعدم الإنصات للآخرين , بالإضافة إلى تعاليه غير المقبول من مدرب صاحب خبرة كبيرة في هذا المجال , إلا ان اختلافي هذا لا يسمح لي بأن اركب موجة الهجوم عليه التي انهالت عليه من كل صوب واتجاه . فالكثيرون رأوا ان جوزيه اخطأ في اجرائه تغييراته الثلاث بين شوطي المباراة , لكن ايا منهم لم يكلف نفسه عناء النظر إلى نصف الكوب الممتلئ , فلم يلتفت احد إلى اعترافه بأخطائه في التشكيل مبكرا ودون اضاعة المزيد من الوقت , كما ان ما فعله ينطوي على جرأة ومغامرة لا نشاهدهما كثيرا في مصر , خاصة وأن الفريق استطاع فرض سيطرته على الشوط الثاني بعد التعديلات التي اجراها جوزيه على التشكيل وطريقة اللعب . جوزيه أخطأ بالفعل في تلك المباراة , لكنه اخطأ في اختياره للتشكيل الأساسي للمباراة وليس في تغييراته او في توقيتها , ويجب ان يضع الجميع في اعتبارهم ان امير عبد الحميد اصيب في الدقيقة 78 , اي قبل 12 دقيقة فقط من نهاية المباراة , وفي هذا التوقيت يكون اغلب المدربين قد اجروا تغييراتهم الثلاث , ولو كان جوزيه اجرى تغييره الثالث قبل إصابة امير بدقيقة لما القى عليه أحد باللوم . منتهى سوء الحظ ان يتعرض حارس المرمى دون غيره من زملاءه للإصابة التي ستبعده عن الملاعب تسعة اشهر كاملة , اي ما يقرب من موسم كامل , ولو كان تعرض أي من لاعبي الأهلي لإصابة لما تأثر الفريق مثلما تأثر بخلو مرماه ونقص عدد لاعبيه في نفس الوقت . انا لا اكتب مقالي هذا رغبة مني في الدفاع عن جوزيه ولا توجد اي سابق معرفة بيني وبين المدرب البرتغالي , لكن اشد ما اثار سخطي تلك الموجة الموجهة على رأسه , لا لشيء سوى ان مغامرته الهجومية قد فشلت هذه المرة , رغم ان الكرة المصرية لا تحتاج في هذه الأيام لشيء أكثر من الجرأة الهجومية في مرحلة لا ينفعنا فيها سوى الفوز ولا شيء سوى الفوز لمواصلة حلم مونديال 2006 . بالله عليكم .. دعوا الجبن للجبناء وكفاكم خوفا من عواقب مغامراتنا , وتذكروا دائما ان " اللي يخاف من العفريت يطلعله " .. وللا نسيتوا دروجبا ؟؟