يبدو أن مصر تستعد لدخول مرحلة جديدة وخطيرة في حياتها بقدوم تيار الإسلام السياسي لحكمها ، في محاولة التغيير الذي وعد به حزب الحرية والعدالة الممثل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ليس التغيير الذي حلم به الحالمين، ولكن كل فصيل سياسي يرى التغيير من وجهة نظره. الخطير في التغيير الذي ينتظر مصر – البلد الكبير الذي لا يقدره نخبته – ما أعلن عنه حزب الحرية والعدالة ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين وبرعاية رئيس الجمهورية قبل أيام ، وقاله صراحة الرئيس محمد مرسي ، أن الجماعة ستبدأ في مشروع لإعادة النظافة للشارع المصري ، بالإضافة إلى دخول شباب الجماعة في تنظيم المرور في الشارع بعد الحالة المزرية التي وصل إليها. التصريحات التي خرجت على لسان الرئيس مرسي ، يعني أن الرئيس يسعى لإستبدال الدولة بجماعة ، لأن مشروعات مثل النظافة والمرور هو دور الدولة وليس دور جماعة ، فالدولة دورها واضح والأفراد دورهم معروف ، وليس من حق أحد أن يتدخل في دور الدولة لصالح جماعة ، لأنه لو حدث ذلك فإن الدولة هنا تتخلى عن دورها ومنحه لجماعة الإخوان ، وهو تخلي غير مقبول ، وإلا فعلى مؤسسات الدولة أن تجنب نفسها وتترك الأمر لجماعة الإخوان التي تسعى للسيطرة على مقاليد البلد. إذا كانت جماعة الإخوان – بموافقة الرئيس – ستقوم بدور الدولة فليس مستغربا أن يخرج مسؤولي إتحاد الكرة ويعلنون أن الإتحاد سينظم بطولة الدوري الممتاز بدون دور لوزارة الداخلية ، وهذا يعني أن كل مؤسسة أو فرد عليه أن يكيف حياته بعيدا عن الدولة. كلام رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين يذكرنا بما فعله النظام السابق ، عندما تخلى عن الدولة وترك الناس تدير حياتها بنفسها ، وأظن أن الجميع مازال يتذكر كيف ترك النظام السابق الشارع لجماعة الإخوان المسلمين على مدار عقود ليست بالقصيرة ، وهو ما أكسبها شعبية خاصة بين الطبقات الفقيرة حتى أصبحت تسيطر على الشارع المصري. النظام السابق ترك حبل الدولة على الغارب حتى وصلنا إلى إعلانات في التليفزيون من نوعية دعوة الناس لإعالة قرى فقيرة ، ومازالت تلك الإعلانات تملأ شاشات التليفزيون حتى الأن خاصة في الشهر الكريم ، وهو دور الدولة التي غيبت عن قصد وعمد ، والأن يأتي النظام الجديد الذي وعدنا التغيير ليكرر نفس الخطأ بالحديث عن قيام جماعة الإخوان بنظافة الشارع وتنظيم المرور ، وإذا كان ذلك هو تفكير النظام الجديد فعليه أن يحل مؤسسات الدولة ويوفر أموالها المهدرة ، فاذا كانت الدولة لا تستطيع أن تقوم بدورها بنظافة الشارع وتنظيم المرور فلماذا نطلق إذن عليها " دولة " فهذه ليست دولة ولكنها عزبة يحكمها العمدة. تصريح الرئيس مرسي بدعوة الجميع بأن يومي27 و28 ، للقيام بنظافة الشارع وكل فرد يخرج من بيته حاملا " مقشة بلح " وهو تصريح واضح لإتحاد الكرة لتنظيم بطولة الدوري الممتاز بدون وزارة الداخلية ، وهو تصريح صريح بالفوضى التي نكتوي بها منذ شهور طويلة .
فليس مستغربا أن يخرج مسؤولي إتحاد الكرة ويعلنون أن الإتحاد سينظم بطولة الدوري الممتاز بدون دور لوزارة الداخلية ، وهذا يعني أن كل مؤسسة أو فرد عليه أن يكيف حياته بعيدا عن الدولة. النظافة والمرور والكهرباء والمياة وغيرها ، هى امور تخص الدولة وغير مسموح لأحد أخر أن يقوم بها ، وترسيخ أركان الحكم ليس بالتصريح للفوضى أن تنتشر ، وعلى كل مسؤول بداية من رئيس الجمهورية حتى أقل فرد في المجتمع عليه أن يقوم بواجبه الوظيفي ، أما أن يترك المجتمع هكذا فغير مقبول. • أغلق باب الترشح لإنتخابات إتحاد كرة القدم ، وبات واضحا أن فلول النظام الساقط المدان سيواصلون البقاء في الجبلاية برغم أنف النظام الجديد الذي فشل في الخروج بشخصيات قوية قادرة على إبعاد الفلول عن إتحاد الكرة ، ورفض حزب الحرية والعدالة ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين الخوض في تلك الإنتخابات لسبب بسيط للغاية، أنهم لا يملكون كوادر في المجال الكروي ، مثلما لا يمتلكون كوادر في بقية مؤسسات الدولة ، وغير مقبول أن يخرج علينا أحد بأنهم تعرضوا للإضطهاد في السابق بإنتخابات إتحاد الكرة ، خاصة وأن الجماعة لا تمتلك نجوما من الطراز الأول ولكن المحسوبين عليهم كانوا مجرد لاعبين ، وسيكتفون بموقف المتفرج في الفترات القادمة ، ويبدو أنهم سيظلون هكذا لفترة طويلة ، لأن قوتهم في حشد " الحرافيش " وليس لديهم كوادر مقنعة للرأي العام . أعلن إتحاد الكرة برئاسة أنور صالح ، أن الإنتخابات ستجرى في الجمعية العمومية العادية التي ستعقد يومي 30 و31 أغسطس المقبل ، وصدق المجلس القومي للرياضة برئاسة د . عماد البناني على قرار الإتحاد ، وهو أمر غريب للغاية ويحتاج لتفسير مقنع وواضح لأن الموعد الذي حدده الإتحاد ووافق على المجلس القومي يخالف اللوائح. لائحة الإتحادات بالمجلس القومي للرياضة تنص على إجراء إنتخابات الإتحادات الأولمبية عقب كل دورة أولمبية ، هذا هو نص اللائحة التي يعمل بها المجلس القومي للرياضة، والسؤال الذي يطرح نفسه الأن ويحتاج لإجابة شافية ، لماذا وافق المجلس القومي للرياضة على إجراء إنتخابات إتحاد الكرة قبل إنتهاء الدورة الأولمبية 2012 بلندن؟