لو فى نخلة فرعة فى حوش بيتك جدورها مدت وهيجلها يوم تضايقك تقطعها ع طول ولا تستنى بلحها الاول وبعدين تقطعها؟! هكذا يقدم عبد الملك زرزور الشخصية التي قدمها الفنان محمود عبد العزيز في فيلم إبراهيم الأبيض الحل لإدارة الزمالك في أزمة شيكابالا. ف"المياعة" في حل مشكلة شيكابالا مع حسن شحاتة المدير الفني للفريق أضر بالزمالك أكثر ما أضر اللاعب الذي اختار الوقت المناسب بعد الخسارة من تشيلسي الغاني لتقديم اعتذاره، ليكسب التعاطف الجماهيري والإعلامي ويضع الإدارة في مأزق حقيقي لو خسر الفريق من الأهلي. وأصبحت الإدارة مطالبة بإعادة شيكا للفريق بعدما كانت تمتلك كل التأييد للتخلص منه ومن تصرفاته الصبيانية، وأصبح شيكا مثل النخلة الفرعة التي تحتاج للتهذيب من أجل الاستفادة ب"بلحها". ومن رأيي أن الخاسر الأكبر من قصة شيكابالا هو شحاتة نفسه، فأزمة نجم الزمالك الأول مع الفريق ليست وليدة الأشهر القليلة التي تولى فيها المعلم الإدارة الفنية؛ وإنما جاءت بسبب سنوات طوال كان فيها شيكابالا مدلل الإدارات المتلاحقة على البيت الأبيض ومدربيه، فيرتدي قميص الفريق وقتما شاء ويخلعه ويرميه على الأرض وقتما شاء حتى اقترب أن يصبح "جمال حمزة" جديد. وصدقت إدارة الزمالك عندما أرجعت تصرفه المشين مع شحاتة إلى عصبيته، فيضحك على نفسه من يظن أن الصرامة التي فرضها شحاتة على لاعبي الزمالك تضرر منها شيكابالا وحده؛ فهي أيضا لم تعجب الكثيرون ولكن شيكا "ممسكش نفسه" مثل غيره. ومع تأخر معاقبة اللاعب والفشل في تسويقه والمطالبة الجماهيرية بإعادته إلى الفريق، أصبح الزمالك مطالبا بحل تربوي مع شيكا؛ فليس من المعقول أن تخسر أهم نجوم فريقك دون تحقيق أدنى استفادة سواء فنيا أو ماديا. ولكن كيف يستطيع الزمالك أن يستفاد من شيكا على الوجه الأمثل وفي الوقت نفسه يؤمن نفسه من مضايقاته؟ الإجابة يمتلكها مانشستر سيتي. فالأمر مشابه لأزمة الأرجنتيني كارلوس تيفيز مع الجهاز الفني لسيتي بعدما رفض الأباتشي نزوله كبديل في مباراة بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، ليعلن الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني رفضه الاعتماد عليه مستقبلا. إدارة سيتي لم تخيب ظن مدربها وقررت عرض تيفيز للبيع مع تغريمه غرامة كبيرة وصلت إلى 800 ألف جنيه استرليني، ولكن مع انتهاء فترة الانتقالات الشتوية لم يصل النجم الأرجنتيني عرضا مناسبا؛ لتترك الإدارة أمره بين يدي مانشيني. الصرامة الإيطالية في التدريب والتي لم يعتد عليها لاعبو إنجلترا وأمريكا الجنوبية نجحت في جني ثمارها مع تيفيز.
يضحك على نفسه من يظن أن الصرامة التي فرضها شحاتة على لاعبي الزمالك تضرر منها شيكابالا وحده فمانشيني ظل رافضا الاعتماد على تيفيز الذي تدرب مع فريق الرديف قبل أن يقدم المهاجم الأرجنتيني اعتذاره ليعود للمشاركة في أواخر الموسم ويلعب دورا في قنص سيتي للدوري. ولقطات تيفيز الذي كان يطلب الرحيل عن سيتي قبل بداية كل موسم في المعسكر الإعدادي حاليا ربما تدفع إدارة الزمالك لتجربة الفكرة مع شيكابالا. وأظن أن إدارة الزمالك عليها الآن أن تعلن لوسائل الإعلام غرامة مادية كبيرة "صادقة" على شيكابالا بعدها تترك أمره بين يدي شحاتة نفسه. فالجميع يعلم أن شيكالا لم يخصم منه مليما بعد الواقعة وأن كل ما أعلن كان "شو" إعلامي لتهدئة الجماهير والجهاز الفني، فاللاعبون أصلا لم يتقاضوا رواتبهم منذ الموسم الماضي. جماهير الزمالك عليها ألا تنسى حقيقة أن شيكابالا بالرغم من مهاراته التي تجعله الأفضل فنيا في مصر لم يساعد فريقه في العودة لمنصات التتويج، وعليها لعب دور في دعم شحاتة في قرارته أيا كانت النتائج. زرزور بالرغم من أنه فشل في الاستفادة من بلح إبراهيم الأبيض إلا أنه في النهاية تخلص من مضايقاته، وهي النهاية التي يجب أن يدركها شيكا نفسه. نجاح مهمة شحاتة لن يضمن للزمالك بلح شيكابالا فقط، بل ستضع للزمالك نهجا يسير عليه في التعامل مع نجومه. للتواصل مع الكاتب: عبر فيس بوك : http://www.facebook.com/amir.elhalim عبر تويتر : https://twitter.com/#!/AmirAbdElhalim