البنزين الإيطالي ينتهي بعد 60 دقيقة فقط.. هذه هي المشكلة التي يتوجب على تشيزاري برانديللي المدير الفني للأتزوري حلها قبل مواجهة إنجلترا في دور الثمانية من أمم أوروبا 2012. وسائل الإعلام الإيطالية ركزت على أزمة أن منتخب الأتزوري دوما ما ينهار بدنيا في الدقائق الأخيرة من مبارياته، ما يمنح منافسيه فرصة امتطاء اللقاء. ما السبب؟ هناك 3 نقاط وراء تراجع مستوى إيطاليا دائما في النصف ساعة أو على الأقل الربع ساعة الاخيرة من مباريات الأتزوري. 1) العقلية الدفاعية أريجو ساكي اسطورة التدريب في إيطاليا يرى أن الأزمة في عقلية الفريق، الذي يرتد للدفاع بعمق مبالغ فيه. ويؤكد تشيزاري برانديللي المدير الفني لإيطاليا ذلك، إذ صرح "أحيانا يتراجع دفاعنا إلى عمق كبير، ما يمنح فرصة لمنافسينا ليضغطونا". إيطاليا ارتضت بالتعادل مع إسبانيا في المباراة الأولى وتراجع الأتزوري للدفاع بشكل تعكسه الإحصائيات على النحو التالي: 2) مخزون بيرلو السبب الثاني في تراجع مستوى إيطاليا خلال الدقائق الأخيرة من المباريات هو مخزون مايسترو الفريق أندريا بيرلو. بيرلو بدأ البطولة بمستوى مبهر أمام إسبانيا، وكان مخزونه البدني كاملا، فنتج عن ذلك تمريرات دقيقة ومعدل فقدان قليل للكرة. على العكس، مع توالي المباريات في فترات ضيقة، بدأ مخزون بيرلو ينخفض بشكل يمكن ملاحظته في زيادة معدلات فقدانه الكرة على النحو التالي: أمام إسبانيا حين كان مخزون بيرلو كاملا فقد الكرة تسع مرات فقط: أما أمام كرواتيا وصل معدل فقدان بيرلو للكرة إلى 18 وتكرر الأمر نفسه في مباراة أيرلندا، وفقد ساحر يوفنتوس الكرة 16 مرة بيرلو نفسه أقر بالمشكلة، إذ صرح "في مباراة أيرلندا فقدت تركيزي تماما مع الدقائق الأخيرة، أعترف أني قدمت مستوى رديئا". ويرى أحد محرري مجلة كالتشيو إيطاليا أن استبدال بيرلو في الدقائق الأخيرة قد يكون مطلوبا رغم أهمية اللاعب. واستعرض رأيه "لو كان المنتخب في نهاية المباراة بحاجة إلى مايسترو أخر ولاعب يجيد تمرير الكرة فلتكن الاستعانة بريكاردو مونتوليفو بديلا لبيرلو". وتابع "أما لو كان الفريق بحاجة إلى دينامو وسط ملعب، فلنلجأ إلى أنطونيو نونتشيرينو كبديل لأندري بيرلو في نهاية كل مباراة". 3) غياب رأس الحربة السبب الثالث وراء المعضلة الإيطالية تعود إلى غياب رأس الحربة في تشكيل الفريق سواء الأساسية أو الاحتياطية. فبرانديللي خير الاعتماد على مهاجمين مهاريين متحركين، ولم يستدع أي رأس حربة صريح. وبالتالي حين يرتد الدفاع الإيطالي ويتراجع بشدة في الدقائق الأخيرة من كل مباراة، لا يجد لاعبو الأتزوري أي محطة لعب تجعلهم يتقدمون للهجوم مجددا. رأس الحربة الكلاسيكي يلعب دور محطة اللعب، الذي تلقي إليه الكرة الطولية فيجيد حفظها بجسده القوي تحت ضغط المنافسين، حتى يتقدم زملائه للهجوم مجددا. وهذه الفكرة مفقودة في إيطاليا، ما يظهر في أن كل التمريرات الطولية للأتزوري خلال الربع ساعة الأخيرة من المباريات كانت غير سليمة. شاهد النسبة الرديئة لدقة التمريرات الطولية الإيطالية أمام إسبانيا: