التاريخ يقول إن إسبانيا لا تهزم إيطاليا أبدا في مباراة رسمية تمتد ل90 دقيقة.. لكن الواقع يقرأ المواجهة المرتقبة بين الطرفين مساء الأحد في الجولة الافتتاحية من كأس أمم أوروبا 2012 بشكل مختلف. فمنتخب إسبانيا يدخل المباراة وهو حامل اللقب الأوروبي.. بطل عالم.. متخم بنجوم استثنائية يقودها شابي هرنانديز وأندريس إنيستا ثنائي برشلونة وإيكير كاسياس قائد ريال مدريد. أما إيطاليا فتخطو ناحية البطولة مهمومة بفضيحة تلاعب بعض نجوم المنتخب في نتائج الكالتشيو.. ومفتقدة للأسماء القادرة على قيادة فريق إلى منصات التتويج بعد اعتزال جيل توتي وديل بييرو وباولو مالديني. إسبانيا لم تخسر رسميا منذ 14 مباراة كاملة.. في حين تدخل إيطاليا البطولة بعد سقوطها في أخر ثلاث مواجهات ودية لها أخرها أمام روسيا وانتهت 3-0 لفريق الدببة. هذه الظروف تجعل إسبانيا مهيئة لاقتناص أول فوز على إيطاليا في مباراة رسمية دولية، بعدما اقتصرت نتائج الفريق الأحمر على أربعة تعادلات وخمس هزائم في مواجهة الأتزوري. وكانت أخر مواجهة رسمية بين الطرفين في دور الثمانية من أمم أوروبا 2008، وانتهت بفوز إسبانيا 4-2 بركلات الترجيح بعدما انتهى زمن المباراة الأصلي بالتعادل السلبي. والظروف يراها الجميع في صف إسبانيا، ربما باستثناء مدرب الأتزوري تشيزاري برانديللي الذي يؤمن بأن المواقف الصعبة تصنع "إيطاليا البطلة". برانديللي يؤكد "في كل مرة كان الإحباط محيطا بمنتخب إيطاليا كانت النتيجة فوز الأتزوري باللقب.. ربما 2012 ليست استثناء". ويشير برانديللي إلى أن إيطاليا فازت بكأس العالم 1982 وهي محاطة بفضيحة مراهنات من لاعبيها، الأمر نفسه تكرر في مونديال 2006. وهذه الروح الإيطالية تحديدا هي ما يقلق فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني لمنتخب إسبانيا الذي أكد أن فريقه ليس المرشح الأكبر للفوز.. لا باللقب ولا بالبطولة. وقال ديل بوسكي: "أول مباراة تساوي دائما نصف حظوظ الفريق في التأهل، فما بالك ومنافسنا من المرشحين للقب". أخبار الفريقين مع افتقاد إسبانيا لقلب دفاعها كارليس بويول، لازال على ديل بوسكي الاختيار بين الدفع بسيرخيو راموس بجوار جيرار بيكي أم يلعب راؤول ألبيول ويستمر راموس في مركز الظهير الأيمن مقابلا لخوردي ألابا. كذلك قد لا يستخدم ديل بوسكي لاعب الوسط المتميز سيسك فابريجاس بالنظر إلى أن نجم برشلونة لم يخض أغلب تدريبات بلاده بسبب إصابة تخلص منها مؤخرا. في المقابل، تأكد غياب أندريا برازالي قلب دفاع إيطاليا عن المباراة، وبات على برانديللي الاختيار بين اللعب بجورجيو كيلليني مع ليوناردو بونوتشي.. أم يعود دانيلي دي روسي للخط الخلفي كحل بديل. ورغم تعافي لاعب الوسط ريكاردو مونتوليفو، إلا أن برانديللي غالبا لن يعتمد عليه كون النجم المنتقل لميلان مفتقر للمستوى البدني المطلوب بسبب متاعب في الفخذ حالت دون أن يتدرب معظم معسكر الإعداد. نجم X نجم من جانب إيطاليا، فإن النجم الذي يحمل على كتفيه أمال الأتزوري هو أندريا بيرلو لاعب وسط يوفنتوس. بيرلو يعد أكثر لاعبي إيطاليا خبرة في البطولة، ويمثل نقطة الإبداع في الأتزوري بتمريراته البينية القاتلة. شابي ألونس نجم منتخب إسبانيا أكد هذه الحقيقة، وقال: "بيرلو أهم سلاح لإيطاليا، ولاعب متفرد من نوعه بسبب قدراته العالية في صناعة الفرص بكراته السهلة". في المقابل، فإن النجم الإسباني الذي قد يكون من أهم عناصر أبطال العالم في إنهاء الهجمات خلال اليورو هو ديفيد سيلفا. سيلفا بقدمه اليسرى يلعب ناحية اليمين ويعد من أكثر لاعبي إسبانيا تسديدا على مرمى الخصم بالنظر إلى أن أغلب رفاقه يفضلون التمرير عن التصويب المباشر. كذلك اخترنا سيلفا ليكون اللاعب الذي يستحق المشاهدة من جانب إسبانيا في المباراة بعد الصعوبات الدفاعية التي واجهها الأتزوري في مباراته الودية. كريستيان ماجيو الظهير الأيمن لإيطاليا تسبب في ثلاثة أهداف لروسيا في المباراة الودية الأخيرة للأتزوري وقد يكون ثغرة دفاعية للفريق إن لم يجد برانديللي حلا لهذه النقطة.