عداوة كروية .. وإحراج ملكي .. وأزمة سياسية .. ودعوات انفصالية جميعها أسباب تجعل ريال مدريد يرفض استقبال نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب سانتياجو برنابيو. رفض ريال مدريد استضافة النهائي الذي سيجمع بين برشلونة وأتليتك بلباو في مايو المقبل بحجة وجود أعمال الصيانة السنوية للمعلب في هذا التوقيت. يعتقد البعض أن المنافسة التاريخية قد تكون السبب في عدم رغبة ريال مدريد في استضافة برشلونة وجماهيره على ملعبه أو في العاصمة المحرمة على الكتالونيين. ولكن هناك العديد من الأسرار والكواليس السياسية والانفصالية تأتي خلف قرار الرفض المقنع، وهي نفس الأسباب التي تدعو طرفي النهائي للإصرار على خوض النهائي في برنابيو. وقال توني فريكسا المتحدث باسم برشلونة في تصريحات أبرزتها وسائل الإعلام: "برنابيو مكان رائع، على الريال أن يشعر بالفخر بأن فريقين مثل برشلونة وبلباو قد فكرا باستاده لاستقبال هذه المباراة الهامة". منافسة كروية تفضل جماهير برشلونة وأتليتك بلباو الفوز ببطولة كأس الملك عن التتويج بالليجا الإسبانية بسبب اسم البطولة ومغزاها سياسيا. فالفريقان اللذان ينتميان لأقاليم إسبانية داعية للاستقلال ترى أن الفوز ببطولة تحمل اسم الملك هو انتصار قومي للأقليم على سيطرة العاصمة على البلاد.
مورينيو يعادي برشلونة وهو ما يعكسه عدد مرات فوز الفريقين بالبطولة فبرشلونة يحتل صدارة قائمة المتوجين بالكأس ب25 مرة بينما يأتي بلباو في المركز الثاني ب23 بطولة. ويتفوق الفريقان على ريال مدريد الذي يأتي في الترتيب الثالث ب17 لقبا، وهو ما تعتبره الجماهير إهانة للنادي الملكي خاصة لبطولة تحمل اسم رئيسه الفخري. واقعة 1997 استقبل ستاد سانتياجو برنابيو نهائي كأس إسبانيا عام 1997 والذي جمع بين برشلونة وريال بيتيس وانتهى بفوز البلوجرانا 3-2. وعقب نهاية المباراة انطلقت الاحتفالات في أرجاء الاستاد ورفعت الأعلام الكتالونية وسط هتافات آلاف الأنصار. وغنت الجماهير نشيد برشلونة وتصاعدت الهتافات لتصل إلى الهتاف "يحيا برشلونة .. تحيا كتالونيا" في حضور ملك وملكة إسبانيا وهو الأمر الذي تسبب في إحراج بالغ للعائلة المالكة في الملعب الذي يعد معقل الملكية في إسبانيا. ومن يومها يرفض الملعب استقبال برشلونة في أي نهائي وهو سر تقديس أنصار ريال مدريد لجوزيه مورينيو الذي حرم البلوجرانا من نهائي دوري الأبطال في سانتياجو بعد إقصائهم برفقة إنتر ميلان عام 2010.
بلباو أيضا يعادي العاصمة دعوات انفصالية عندما يلتقي برشلونة الذي يمثل إقليم كتالونيا مع أتليتكو بلباو الذي يمثل إقليم الباسك فقد اجتمعت التركيبة الانفصالية عن إسبانيا بالكامل. فسكان كلا الإقليمان يرغبان في الانفصال عن مملكة إسبانيا منذ سنوات بعيدة ولكن سيطرة الملك تجعلهما مستمران تحت حكمه رغم شعورهما الداخلي بعدم التبعية. وتواجد 40 ألف مشجع لكل فريق في نهائي كأس إسبانيابمدريد أمر يشبه المستحيل بالنسبة لسكان العاصمة خاصة أن أنصار الفريقين لن يلتزموا بالصمت مطلقا. فعندما تواجه برشلونة وبلباو في نهائي كأس الملك 2009 على ملعب الميستايا أطلق مشجعي الفريقين صافرات الاستهجان وقت عزف السلام الوطني الإسباني في حضور الملك مما سبب إحراج كبير واستياء شديد من الحكومة آنذاك. كما أن سكان العاصمة مدريد يرفضون بشكل قاطع إقامة النهائي في سانتياجو لعدم "تدنيس ميدان ثيبيليس" الذي يشهد احتفالات المدريدين بالفوز بالبطولات. ويأتي موعد المباراة في التوقيت الذي تعاني فيه الحكومة والعائلة المالكة لانتقادات عنيفة بسبب قضايا فساد مما يجعل من الصعب جدا في الوقت الحالي أن تستضيف العاصمة "الأشقياء" على حسب ما تصفهم بعض صحف الموالية لمدريد.