مانشستر (خدمة رويترز الرياضية العربية) بوسع مانشستر سيتي تحمل خسارة مالية لحل مشكلته مع الأرجنتيني كارلوس تيفيز والتخلص من مهاجم أثار رفضه اللعب مع الفريق ضد بايرن ميونيخ غضبا كبيرا. وتعهد مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني بالفعل بأن مشوار تيفيز في سيتي "انتهى" بعدما رفض اللاعب الارجنتيني أمرا بالاستعداد للمشاركة كبديل في الشوط الثاني من المباراة التي خسرها سيتي 2-صفر في دوري أبطال اوروبا يوم الثلاثاء. وأصدر النادي قرارا بإيقاف اللاعب لمدة أسبوعين لحين الانتهاء من تحقيق سيجري في هذا الأمر كما أصدر تيفيز بيانا نفى فيه أن يكون قد رفض اللعب لكن اعتذاره للمشجعين لم يتسق مع تعليقات صدرت عنه بعد المباراة مباشرة حين قال: "شعرت بأنه لم يكن من الصواب أن ألعب لذا لم أفعل". وستقرر المحادثات بين مانشيني وملاك النادي في النهاية إن كان تيفيز سيرحل وسيكون العنصر الحاسم هو مدى استعداد أغنى ناد في العالم للتنازل عن حقه في الحصول على قيمة انتقال لاعب في ظل إغلاق فترة الانتقالات حتى يناير بالإضافة إلى سداد قيمة عقد اللاعب. وأنفق سيتي أكثر من 600 مليون جنيه استرليني (940 مليون دولار) لشراء لاعبين خلال ثلاث سنوات وقد يشعر بأن التضحية ببعض المال على المدى القريب سيكون أفضل من أجل التخلص من لاعب أثار جدلا في كل ناد إنجليزي لعب له. وقال مدرب ليفربول السابق جرايم سونيس الذي يعمل الآن كمعلق تلفزيوني "بالنسبة لمانشستر سيتي لا يتعلق الأمر بالمال فبوسعه استبعاد اللاعب لكن لا يجب أن يسمح له بإفساد كل العمل الجيد الذي قام به النادي حتى الآن". وأضاف سونيس الذي سبق له اللعب إلى جوار مانشيني في سامبدوريا "إنه أشبه بتفاحة واحدة سيئة، إنه عار على كرة القدم.. يعتقد رجل الشارع بوجود مشاكل كثيرة بالنسبة للاعبي كرة القدم.. إنه يمثل ما يعتقده رجل الشارع من أخطاء في لاعبي كرة القدم". ولم يصدر عن زملاء تيفيز الجالسين على مقاعد البدلاء أي رد فعل أثناء الواقعة وربما يشعر النادي أنه يحتاج لتركه يرحل من أجل الوحدة. وظهرت تصدعات أخرى في الفريق أثناء المباراة بعد أن غضب البوسني إدين دزيكو لدى استبداله وسيحتاج النادي للتصدي لأي مظهر من مظاهر عدم الرضا لإثبات قدرة تشكيلته المكلفة على الفوز بالدوري الانجليزي الممتاز. وقال مارك هيوز مدرب سيتي السابق لمحطة سكاي سبورتس التلفزيونية: "إنها مجموعة جيدة من اللاعبين على المستوى الفردي بلا شك.. لكن من الناحية الجماعية لا يزال هناك بعض المشاكل ولا يعتقد الكل أن المجموعة كلها تسير في نفس الاتجاه." ومن الناحية القانونية إذا تمكن النادي من اثبات ان تيفيز رفض أداء واجبه فان عقده سيصبح منتهيا. وقال جراهام شير الشريك في شركة بروين ليتون بيسنر للاستشارات القانونية متحدثا لرويترز: "لو افترضنا أن لاعبا رفض اللعب أو الذهاب إلى مباراة يمكن للنادي الذي ينتمي إليه أن يزعم حدوث مخالفة حقيقية من جانب اللاعب تكفي لفسخ عقده". وبينما يمكن للمشاهدين الذين يتابعون تيفيز أن يتوقعوا الرحيل عن وظائفهم إذا رفضوا القيام بواجباتهم فإن هذه الحالات نادرة في كرة القدم. وأضاف شير "يجب أن تحدث مخالفة خطيرة فوق العادة من جانب اللاعب لتتيح للنادي فسخ العقد على الفور، يتم في العادة التعامل مع الخلافات المهمة بين ناد واللاعب من خلال العقوبات المقررة مثل خصم راتب أسبوعين". وبدا واضحا أن مانشيني اهتز بعد الخلاف بينه وبين تيفيز وتعاطف معه عدد كبير من نظرائه من مدربي فرق الدوري الممتاز في مشكلته مع اللاعب الموهوب الذي أثار مشاكل في نادييه السابقين وست هام يونايتد ومانشستر يونايتد بالإضافة إلى سيتي. وقال هاري ريدناب مدرب توتنهام هوتسبير: "إنه أمر غير معقول، وضع روبرتو مانشيني في موقف كهذا ليس عدلا. لم يكن الأمر الصحيح بالنسبة لمانشستر سيتي ولا لكرة القدم، إنه لاعب رائع لكني أدين ما حدث في المباراة ما هي الرسالة التي يمكن إرسالها للاعبين صغار السن". ولو قرر سيتي الاحتفاظ بتيفيز ونفذ مانشيني تعهده بعدم إشراك اللاعب مرة أخرى فقد يكون لدى اللاعب قضية يمكنه من خلالها القول إنه يستحق أن يتحرر من عقده لعدم السماح له بأداء مهامه. وقال شير: "يقر (الاتحاد الدولي لكرة القدم) الفيفا في قوانينه بأنه إذا رفض ناد لكرة القدم إشراك لاعب لأسباب غير الأسباب الرياضية المقبولة فربما يكون هذا أرضية يمكن للاعب من خلالها التحرك للتحرر من عقده على أساس ما يسمى قضية عدل رياضية". وتابع "سينتج عن تحرير العقد بهذه الطريقة أن يصبح اللاعب حرا في الانتقال". لذا فسواء قرر النادي الإبقاء على تيفيز أو التخلص منه فقد يصبح اللاعب حرا في الانتقال وهو ما قد تصبح نتيجة جيدة بالنسبة لمهاجم منتخب الأرجنتين الذي لم يخف رغبته في الرحيل عن مدينة اشتكى مرارا من برودة طقسها وعدم وجود ما يشغل وقته فيها. وقد تصبح مشكلة تيفيز أن خلافاته مع أندية سابقة قد تجعل أندية أخرى راغبة في ضمه تحجم عن التقدم لدفع ثمن باهظ في يناير المقبل أو حتى ضمه الآن بدون مقابل. لكن العديد من الاندية قد تعتبر ضمه اليها مخاطرة تستحق القيام بها نظرا لقدرته الكبيرة على تسجيل الاهداف حيث تقاسم صدارة هدافي الدوري الممتاز الموسم الماضي.